news-details

أنظمة الخليج مجرورة الى التطبيع وصفقة القرن

//شاهين نصار

قد يكون أحد أهم "إنجازات" حكومة اليمين الاحتلالية الإسرائيلية نجاحها باختراق الأنظمة العربية العميلة في الخليج العربي وبالأخص. وإذا كانت حكومات اسرائيل حتى الآن تعمل من وراء الكواليس وتتعاون مع هذه الأنظمة بشكل سري وعبر شركات أجنبية وبالأخص أمريكية منها، فها هي تباشر اللعب ع المكشوف.

وبينما يعلن نتنياهو و يتباهى بالتطبيع الزاحف بينه وبين أنظمة الخليج، تتوارد الأنباء عن استعراض قريب لصفقة القرن الأمريكية، فيما بات من المؤكد أن صهر ترامب - جاريد كوشنير والذي يعتبر عرّاب الصفقة يهب لتمرير "عملية السلام" من الخلف ولا يواجهها كالشجعان ، بل يحاول التهرب من القضايا الشائكة التي تقض مضاجع اليمين الاحتلالي، ويعمل بما يتماشى مع رؤية نتنياهو. وكرجل أعمال، كل ما يسعى اليه ترامب هو كسب الربح. وكوشنير ليس بغريب عن هذا العالم. كلاهما يعتبر أن أساس الحل السياسي للصراع في منطقتنا اقتصادي.

إنهاء الاحتلال وحل القضية الفلسطينية حلا عادلا كان شرطا للتطبيع مع دولة اسرائيل والانفتاح الاقتصادي ؤ التبادل التجاري، ويبدو أنه قد عُكست الآية هذه الأيام فنقضت الأنظمة الخليجية العهود. والطريقة كانت كالعادة عبر "يهود الشتات". ما فعله نتنياهو هو استغلال رجال الأعمال من الجاليات اليهودية كأداة ترويج لإسرائيل في الخليج، الذي يستطيعون زيارته لحملهم جوازات سفر أجنبية، وللتهويل ضد إيران مرة تلو مرة... وهذا أمر سهل عندما تكون لديك جوقة من المطبلين والمهللين..

الغريب هذه المرة هو أن السعودية تحاول أن تنأى بنفسها قليلا.. ولعلها لعبة واحدة كبرى. فقد خرج هذا الأسبوع وزير الخارجية السعودي بتصريحات يؤكد فيها ان السعودية لن تلتف على قرارات جامعة الدول العربية وترفض التطبيع مع إسرائيل. وهي ذاتها السعودية التي سمحت للخطوط الجوية الهندية بعبور مجالها الجوي متجهة نحو إسرائيل. وإذا كانت الإمارات وعُمان قد استقبلت زيارات وزراء إسرائيليين العام الماضي فإن السعوديون يقومون بذلك في الخفاء. فلا تزال الأنباء عن زيارة علاجية لأحد الأمراء السعوديين في مستشفى تل هشومير، قبل عامين، تجابه بحاجز الصمت الرسمي ولا تأكيد أو نفي على هذه الأنباء.

في الواجهة، نظام الإمارات الذي يقود الحرب على اليمن وكان في مقدمة التآمر على سوريا هو أول الراكضين نحو أحضان نتنياهو... يبدو أن السباق يزداد ضراوة مع الكشف في قناة "كان" الرسمية (هيئة البث الاسرائيلية) عن زيارة علنية لوفد كويتي إلى إسرائيل ولقاءات أجراها هذا الوفد الرسمي بحيفا وتل أبيب وزياره الأقصى بمرافقة إسرائيلية. لسنا بحاجة للتنويه أنه ما كان هذا الخبر سيتسرّب لولا موافقة الخارجية الإسرائيلية.

في المقابل، هناك في السعودية من يدعو للتطبيع علانية، فيرى  دحام الجفران العنزي الكاتب في صحيفة "الخليج" الالكترونية ومقرها السعودية أن التطبيع ضرورة خليجية سعودية. هذا الكاتب السعودي يسعى لإقناع حكامه بضرورة التطبيع، فيكتب: "في منطقة الشرق الأوسط لا حرب دون السعودية ولا سلام ايضا دون السعودية "، داعيا السعودية للتطبيع، لكنه لا يطالب اسرائيل بإنهاء الاحتلال، بل كما يكتب: "بحل نزاع الحدود وقيام الدولة الفلسطينية"، وكأن القضية الفلسطينية هي مشكلة حدود فحسب. وهل ينسى هذا الكاتب وأسياده السعوديون أن فلسطين هي قضية نكبة وتهجير وطرد والأهم القدس، وليس مجرد حدود؟  المشكلة في النظرة الخليجية الرسمية لفلسطين، هي انهم باتوا يقبلون الرواية الأمريكية كأن النزاع ليس الا نزاعا حدوديا، بل وهناك من يخشى بذكر كلمة "احتلال". بينما ها هي أنظمتهم تحتل دولة شقيقة تحت المسمى الكاذب "التحرير".

انها معالم لأنظمة مستبدة جامعة وارتباط المشاريع بعضها ببعض.. فهذه الأنظمة الخليجية الجشعة ورغم أنها ليست بحاجة للتطبيع فهي ترغب بإرضاء أسيادها في واشنطن. فها هي تقضي على الوحدة العربية بطردها سوريا واليمن ورفضها استقبال اللاجئين السوريين المستضعفين المحرومين من أبسط الأمور، وتسعى بدلًا من ذلك لتنصيب حلفائها الرجعيين. وتستمر بجهود تفكيك الجامعة التي جمعتهم وللأسف بهرولتها نحو اليمين الامبريالي الصهيوني الاحتلالي العدو للديمقراطية في إسرائيل فهي تهدد أي حل مستقبلي وعادل للقضية الفلسطينية.

(تصوير رويترز)

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب