news-details

فُرصة الكورونا: 5 تغييرات في سوق العمل ما بعد الكورونا وكيفية الاستعداد لها

لا تشبه العطلة الصيفيّة عام 2020 العطل الصيفيّة التي عرفناها طيلة حياتنا، فهذه "الفُرصة"، كما نسمّي العطلة بلهجتنا، لا تشبه أي "فُرصة" أخرى، فقد عطّل وباء الكورونا كل مناحي الحياة وغيّرها، ووجد الناس أنفسهم أمام واقع جديد، خصوصًا في مجال العمل. فما هي أهم تغييرات "فرصة الكورونا" وكيف يمكن مواجهتها لمن يريد أن يبقى ويتطوّر في سوق العمل ما بعد الكورونا؟

السيد إحسان هنو، مدير عام شركة الفنار، التي تدير مراكز الريان للتشغيل في شمالي البلاد وهي مبادرة تابعة لوزارة العمل، حدّد 5 تغييرات أساسيّة: التغيير الأول، هو أنّ التكنولوجيا تحوّلت إلى عنصر ضروري، إن كان ذلك على مستوى الأدوات والوسائل التكنولوجيّة للعمل عن بعد، والوسائل الإلكترونيّة للتواصل مع الأشخاص المؤسسات الرسميّة والخاصة، أو وسائل التسويق والدعاية والمبيعات الرقميّة، "في مجالات عمل كثيرة، لن يتمكّن من لا يجيد استخدام الوسائل التكنولوجيّة من البقاء والصمود في مجال عمله"، يؤكّد هنو.

أمّا التغيير الثاني فهو أنّه في سوق العمل ما بعد الكورونا سيضطر مئات آلاف العمّال لأن "يخترعوا" أنفسهم من جديد، بحسب وصف هنو، خصوصًا في المجالات التي اعتبرت "غير حيويّة"، وأخرج فيها العمّال لعطلة من دون راتب أو تمّت إقالتهم، للأسف، من عملهم.

التغيير الثالث مرتبط بشكل مباشر بالتغيير الثاني، وهو تحوّل ارتكاز سوق العمل على القدرات أكثر منه على المهن، حيث أنّ المهن نفسها أصبحت مرنة أكثر وتتغيّر وتتطلّب كلّ الوقت اكتساب قدرات ومهارات جديدة، خصوصًا مهارات تكنولوجيّة، وهذا يتطلّب أن يقوم كلّ شخص بتطوير قدراته ومهاراته بشكل دائم ليكون قادرًا على كسب الرزق الآن وفي المستقبل.

التغيير الرابع في سوق العمل في مرحلة ما بعد الكورونا، فهو أنّ المشغلّين سيبحثون عن صفات شخصيّة معيّنة أكثر من السابق، خصوصًا صفات مثل الاستقلاليّة الكبيرة في العمل، والتعلّم السريع والتأقلّم.

أما التغيير الخامس الذي أشار إليه هنو فهو زيادة توقعات المشغّلين من العمّال وتوسيع مجالات مسؤوليتهم ومنحهم قدرات جديدة بوقت قصير، وذلك بالأساس لاستبدال المزوّدين الخارجيّين ضمن خطط تقليص المصروفات والاعتماد على الذات في ظل عدم اليقين الاقتصاديّ.

وأكدّ هنو: "نحن في الفنار نتابع هذه التغييرات عن كثب، ولا نكتفي في تحديدها وتشخيصها، بل نترجمها إلى خدمات وبرامج ودورات تطوير قدرات وشراكات مع مختلف القطاعات. نحن أمام تغييرات حقيقية، والتوجّه الأفضل لمواجهتها هو ليس دخول الأشخاص في إحباط بل على العكس، أن يتم التعامل معها على أنّها فُرصة فعلية للتطوير الذاتيّ. نحن في الفنار واعون لهذا التحدي الكبير، وجاهزون لمرافقة وتوجيه كلّ من يرغب أو ترغب بالبحث عن آفاق مهنيّة جديدة، واكتساب مهارات وأدوات جديدة وملائمة لسوق العمل ما بعد الكورونا".

 

أخبار ذات صلة