news

معجزة القرن الحادي والعشرين!

وأخيرًا، وبعد "جهد جهيد"، وتفكير عميق ومشاورات ومباحثات دامت وقتا طويلا، وبأمر من "جلالة" الملك واولياء عهده، تم السماح للمرأة السعودية بالحصول على رخصة لقيادة السيارة وهذا "الانجاز العلمي"! لم يسبق "وجوده" لا في العلم الحديث ولا في القديم انه معجزة! القرن وليس صفقة القرن التي مصيرها الفشل، وبناء عليه يحق للأسرة الحاكمة ان تقيم الافراح والليالي الملاح وان تدعو الملوك والأمراء وحكام الدول العربية، ومن شاءوا من زعامة دول العالم الحاليين والسابقين وممثل اممي  لعرض هذا الانجاز الذي هللت له وسائل الاعلام، ومن المفيد ان ننصح حكام السعودية ان يسجلوا براءة "اختراعهم" هذا خوفا من الضياع والسرقة والتزوير من قبل الدول التي لم تصل بعلمها الى هذا الاختراع وان لا تنقل هذه "العدوى" الى باكستان وافغانستان، لذلك يتطلب منكم ان ترسلوا الامصال الواقية المضادة لهذه العدوى قبل فوات الآوان حتى لا تضعوا انفسكم في موقع الملامة والندم، ولا بد ان اسألكم:
هل حصلتم على الفتاوى الدينية الشرعية خوفا من الاثم والخطايا والذنوب حتى تجرأتم بقراركم هذا!! او ان الطبخة جاهزة ولم ينقصها توقيع وبصم وختم رجال الدين؟ ليس هذا فحسب، والاهم من كل هذا ختم وموافقة اسيادكم في الغرب فليس لديكم الجرأة على الاقدام بمثل هذه الخطوة الجبارة دون موافقتهم، لانه من المعروف بأنكم لا تحركون ساكنا إلا بأمر منهم او بواسطة وسائل الاتصال المختلفة.
المرأة السعودية حصلت على رخصة قيادة السيارة بفضل نضالها المستمر في ظل حكمكم "الديمقراطي" وليس منة ولا محبة من طرفكم وسوف تواصل طريق النضال من اجل حقوقها.
يجب ان تفهموا ان المرأة باستطاعتها الوصول الى كل شيء اذا اتيحت لها الظروف، جربوا ولا تخجلوا، فالمرأة وصلت الى رئاسة حكومات ودول، وهناك رائدات فضاء، وفي مجال الطب حدث ولا حرج، وفي مناصب رفيعة في السياسة والمجتمع والاقتصاد، وانتم تتباهون بالسماح لها بالحصول على رخصة؟ قليلا من الخجل
ايها الرجعيون بعقولكم الجامدة وفكركم السقيم: المرأة نصف المجتمع ولها الدور الهام في بناء الانسان على جميع الصعد. قال الشاعر العراقي الكبير جميل صدقي الزهاوي:
يرفع الشعب فريقان اناث وذكور                     وهل الطائر إلا بجناحيه يطير

واخيرا انظروا بشكل جيد الى العالم واسألوا انفسكم اين نحن من العالم؟
تحية حارة للمرأة العربية السعودية على نضالها المستمر من اجل حقوقها في ظل "الديمقراطية" التي "تنعم" بها، آن الأوان لتأخذ دورها في مختلف مجالات الحياة آن الأوان للتخلص من أفكاركم المريضة بالنسبة للمرأة.