news-details

عاشَ مناضِلاً | اسكندر عمل

يقولون الكرم والتواضع والعطاء بلا حدود أقول ابراهيم الترُّكي، نعم وأكثر من ذلك فهو الذي منح اسرار مهنتِه لمئات الشَّباب في وادي نسناس حيفا وغيره ولم يبخل يومًا على أحد..

الرَّفيق ابراهيم الترُّكي غادر هذه الفانية لكنَّ حبَّه لا زال في قلوب الآلاف ممَّن عرفوه وسيبقى هذا الحبُّ في أعماق أعماقهم أبد الدَّهر.

نشأ فقيدنا شيوعيًّا أصيلاً فكان الحزب في كيانه ودافع عنه بالكلمة وبالعصا إن حلَّت المواجهة مع قوى الظَّلام حتى لو كانوا عربًا لم يحملوا من العروبة إلا الاسم فكانت افكارهم وأقوالهم صهيونيَّة معادية لأبناء شعبهم.

شارك في كل المظاهرات المعادية للصَّهيونيَّة والإمبرياليَّة ومُنع من دخول الكثير من المصانع بسبب آرائه السِّياسيَّة فهو "اللحيم" المتميِّز، منعوه من دخول مصانع تكرير البترول" الرفينري" لأنه شيوعيٌّ متمسِّك بمبادئه ولم يحد عنها قيْد أنملة حتَّى لو كلَّفه ذلك لقمة عيشه..

ابراهيم الترُّكي اسمٌ عندما يُذكر لا يُسمع إلا المدح والثَّناء, اسم يحترمه النَّاس جميعًا لأنَّه أهلٌ لهذا الاحترام، فهو لم يعمل في حياته إلا الخير لمجتمعِهِ ولحزبِهِ ولعائلتِهِ، عمل ذلك لأنَّ المحبَّة غمرت قلبه وفاضت على من حوله، كان يسعد عندما يرى الآخرين سعداء، ويتألَّم لألم ابناء شعبه الفلسطيني الذي يعاني في المناطق المحتلَّة والمخيمات الفلسطينيَّة، وسعى مع القوى الديموقراطية اليهوديَّة لتغيير الواقع المرير الذي يعاني منه ابناء شعبنا الفلسطيني في الدَّاخل.

أمَّا في إطار العائلة فقد كان أبًا محبًّا، ربَّى ابنه وبناته على التَّواضع ومحبَّة النَّاس والثُّبوت والثَّبات على المبادئ الوطنيَّة مهما كلَّفهم الثَّمن، فنشأوا أحرارًا محبِّين لوطنهم، مخلصين 

له، فالتُّفاحة لم تسقط بعيدًا عن الشَّجرة، وهذا الأمر كان يملأ فؤاده فرحًا وحبورًا.

بوفاة ابراهيم البُلشفيِّ كما أسماه ابنه د.خالد تركي في كتابه "يوميَّات برهوم البُلشفيِّ"، نخسر سنديانةً من الرَّعيل الأوَّل الذي بنى الحزب وضحَّى من أجله، نخسر صوتًا كان كالموج الهادر يهابه أعداء شعبنا ويصفِّق له مناضلو هذا الشَّعب.

فنم أيها الرَّفيق المناضل قرير العين ونحن سنكمِّل المشوار ولن نملَّ أو نكلَّ حتَّى يحقِّق شعبنا ما أردتَ طوال حياتك، الدَّولة الفلسطينيَّة المستقلَّة وعاصمتها القدس..

عاشَ مناضِلاً ومات كالصُّقور واقفًا...

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب