news-details

عن الشهيرات.. | سهيل عطاالله

لشهرة المرأة، كما الرجل تماما، طابع خاص يرتبط بطبعها وطبيعتها.. من نافذة هذا الطبع تلج المرأة أبواب التاريخ لتلفها أنوار الشهرة والبريق.

صورة الشهيرات غالبا ما تُحصر ضمن التفكير الرجعي في دائرة الشر حيث يرتع إغراء وقتل وعدم وفاء!

في "سِفر القضاة" نلتقي "دليلة" الإسرائيلية التي كشفت سر حبيبها شمشون وسلمته الى الفلسطينيين وهناك في الهيكل حدثت المعجزة، فبقوة ساعديه ويديه تهاوى الهيكل ليفتك بحيوات المؤمنين وغير المؤمنين!! وهكذا تدخل دليلة التاريخ ليصبح اسمها اسما لكثير من بناتنا واسما لزجاجات عطر يتضوع أريجه على وجوه وأجساد النساء!!

أما "بلقيس" سمراء اليمن وملكه سبأ المتأصلة في كتاب الله وكتب التاريخ هي التي أبرزوا شهرتها من خلال حميمية تشكلت يوم أغوت سليمان الملك الحكيم الذي حولها عن الوثنية والشرك لتعبد مع قومها ربَّ العالمين الواحد الأحد. إن الفيلم العظيم الذي وثق قصة صاحب "نشيد الانشاد" أحاط بلقيس بالاضواء كرمز للإغواء والاغراء وهذين زادا شهرتها شهرة فوق شهرة!!

مع ذكر الشهيرات تُطل علينا كليوباترا، تلك الفرعونة الجميلة التي قتلت أخاها لتغتصب العرش وتمسي معشوقة امبراطور روما ولهذا أسماها شكسبير "أفعى النيل"!!

أما "سلومة" ابنة هيرودية فعرضت مفاتن جسدها راقصة أمام هيرودس اللعين الذي حاكم السيد المسيح.. لقد تمايلت بجسدها الغض البض أمام الحاكم الجائر فخلبت لبه ليقطع رأس يوحنا المعمدان: يحي المغتسل في القرآن الكريم.

في حديثنا عن الشهيرات الملتحفات بالغواية والاثارة لا بد لنا إلا أن نأتي على ذكر نساء دخلن التاريخ ونلن الشهرة بفضل ما امتلكن من نبل الفضائل وجلال الأفكار!! في هذا السياق نذكر "رابعة العدوية" تلك العراقية العظيمة ابنة البصرة.. لقد زهدت وتنسكت فأدخلت الحب الاهي بديلا عن الخوف والرهبة ورهبنتها لم تكن رهبة بل تقوى وصفاء نهج حياتي ونقاء ايمان.. وبعد رابعة نذكر جان دارك الفرنسية القديسة الشهيرة التي حاربت لتحرير بلادها من الانجليز فقبض عليها وأحرقت في روان.. وجميلة الجزائر جميلة بوحيرد التي توهج شعاع شهرتها من أبواب زنازين العتاة المتجبرين!!

مع ذكر الفاضلات المخلدات وفي عيد المرأة هذه الأيام نذكر ونبارك أخواتنا الكريمات المصونات.. في مجتمعنا العربي أعداد لا تحصى من النبيلات الفاضلات الناشطات سياسيا واجتماعيا ووطنيا.. معهن وبهن تثبت القيم وتتسامق الفضائل ويزهو الوطن.. كل عام وهن بألف خير.

 

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب