news-details

لا تقفوا حجر عثرة في طريق انقلاع نتنياهو عن سدّة الحكم!! | محمد نفاع

من الصعب جدا ان نجد حكومتين متنافستين على الوصول الى السلطة، وفي نفس الوقت متساويتين تماما كمثلث متساوي الساقين، حتى لو كان الفرق في منتهى الصِغر، لذلك يجب الاختيار الصعب عملا بالقول: ليست الحكمة في الخيار بين الخير والشر بل في اختيار أهون الشرين. هذا ما نراه اليوم في اسرائيل، وهذا ما رأيناه في الولايات المتحدة الامريكية في الانتخابات الاخيرة، كثيرون جدا "فرحوا" بانقلاع ترامب، أنا واحد منهم، مع ان بايدن في مجالات معينة قد يكون اسوأ، وفي مجالات اخرى أقل خطرا.
وهل كان أي رئيس امريكي جيدا!! الرئيس الذي يمثل الاستعمار والاستغلال الطبقي والاحتكارات وشن الحروب العدوانية وسلب الشعوب حقها وخيراتها لا يمكن ان يكون جيدا، لكن ترامب قطع شوطا طويلا في الاساءة للشعوب، ومنها الشعوب العربية وشعبنا العربي الفلسطيني، وبشكل خاص في موضوع التطبيع والخنوع والركوع لعدد من النظم العربية الخليجية مع اسرائيل على حساب الشعب الفلسطيني، وهنا التقى ترامب مع نتنياهو وتطابقت السياسة والتخطيط والممارسة كتطابق المثلثين المعروف.
نتنياهو عمليا شن الحرب على سوريا بالاعتداءات المتكررة، وشن الحرب على ايران، وعلى لبنان وعلى فلسطين ليس بالكلام فقط، بل بالممارسة.
فإن النارَ بالعودين تُذكى
  وان الحرب مبدؤها كلام
لو ردت سوريا لوقعت الحرب، ولو ردت ايران لنشبت الحرب، ولو ردت المقاومة اللبنانية لنشبت الحرب بعد استشهاد محمد طحان، عدوان على العراق في قلب العراق، عدوان على ايران في ايران وليس فقط في البحر، في الخليج.
البعض عندنا يقولون ان الحكومة المرشحة لتكون بديلة لنتنياهو اسوأ بكثير، إذا يجب ان يكون موقفنا ضدها!! وبالتالي اتاحة الفرصة لبقاء نتنياهو.
بالإضافة الى حزمة القوانين الفاشية زمن حكم نتنياهو، مع ان عددا منها كان بمبادرة اعضاء في الحكومة التي ترشح نفسها لتكون بديلا لها.
القضية ليست فقط قضية جماهيرنا العربية هنا في الداخل، في الوطن، بل ايضا القضية الاقليمية والتطبيع، حيث يكون لها الدور الخطير جدا على هذه الجماهير، ليس فقط في الزمن الآتي، بل اليوم، وهنا شقعة من الدلائل.
أعتقد ان معظم شعبنا هنا من اجل انقلاع نتنياهو دون الاعتماد على الحكومة البديلة. ثم نحن لا ندخل في ائتلاف مع الحكومة ولا يمكن ان نكون جزءا منها، نحن فقط لا نقف حجر عثرة في طريق انقلاع نتنياهو، تماما كما فعلنا في السابق زمن اسحق رابين، ومن منا لا يعرف دور اسحق رابين في العدوان، له سجل غني. 
ان معظم الويلات التي اصابتنا كانت زمن حكم حزب العمل، الحكم العسكري، الاستيطان، الاضطهاد، التمييز، مصادرة الارض ويوم الارض... ومع كل ذلك نرى الحزب الشيوعي وبلسان توفيق زياد يقول لاسحق رابين: نحن سنكون جسما مانعا ليس لأنك افضل من مرشح الليكود، بل لأنه هو اسوأ منك!! هذه منتهى الحكمة والمسؤولية، هل تغيرت الظروف من يومها لليوم؟ نعم تغيرت الى الاسوأ، لذلك يجب ان تكون المسؤولية في منتهى الجدية واليوم بالذات.
وأقول للأخوة، ومنهم من التجمع الوطني الدمقراطي، والمركب من مركبات القائمة المشتركة والتي يجب الحفاظ عليها وتقويتها، 
أقول: من يعتقد بامكانية تحقيق المساواة والدمقراطية من حكومات اسرائيل فهذا وهم مطلق، كل ما حققته الاقلية العربية هنا كان بكفاحها ونضالها وليس مِنّة من الحكومة ابدا. وتحققت بالنضال وفقط بالنضال، امور جمة، كبديل طبيعي لما رسم لهذه الجماهير ليكون شبابها حطابين وسقائي ماء، حافظنا على لغتنا، وانتمائنا الى شعبنا، وبقائنا، وثقافتنا، وأدبنا الانساني الملتزم الراقي، المجتمع هنا فيه الكثير الكثير من الاطباء العرب، والممرضات والممرضين، والصيادلة، والمهندسين والمحامين والخريجين والجامعيين والمهنيين، تحقق ذلك بالنضال، لا يمكن ان نطلب المساواة حتى لو كان حزب مبام وميرتس في الحكم!!
ونعرف تماما أنه حتى عندما ظهر ان رابين وعرفات التقيا بوساطة امريكية، وكان هنالك امل، ولو فسحة ضيقة منه، جاء اليمين الفاشي وقتل اسحق رابين ذي التاريخ العسكري العدواني الحافل.
هذه وجهة نظر، وسأتقبل كل موقف تتخذه هيئات حزبنا وجبهتنا والقائمة المشتركة

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب