news-details

الرّمز في المكان المسرحي| رشدي الماضي

تتحدّث الفيلسوفة الأمريكيّة المعاصرة سوزان لانجر عن قيمة الأشكال كرموز في العمل الفَنّي حيث ترى أن: "الأشكال تُجَرَّد لكي تبدو بوضوح ولكي تُصبح حُرَّة من استخداماتها العاديّة، لكي توضع استخدامات جديدة، أيّ لتعمل كرموز بحيث تكون مُعَبِّرةً عن الوجدان البشري"...

لذلك، قام الدكتور صلاح فضل بتحديد عناصر الأربعة التي لا بُدَّ أَنْ يراعيها الفنان خلال عملهِ على إنشاء الرّموز في المكان المسرحي، بهدف إتاحة الإمكانية لمعرفة وفَهْم الرّمز وتكوينه، وهي:

  • إبراز خاصيّة الرّمز التّشْكيليّة التَّصويريّة... وهذا يعني أنْ يتّخذ الفنان موقفا يَتَّجِهُ الى اعتبار الرَّمز ليس في ذاتِهِ وإنّما فيما يرمز إليه...
  • تضمين الرَّمز عنصر القَابليّة للتَّلقي... من خلال الرُّؤية بأنَّ هناك شيئا مثاليا غير منظور، لكنّه يتّصل بما وراء الحسِّ ويَتِمُّ تَلَقّيهِ بواسطة الرّمز الذي يجعل هذا الشيء موضوعيًا يُمكن ملامسَتهُ خاصّة به.
  • قدرةُ الرّمز الذَّاتيّة... أيّ الانطلاق منَ الإقرار بأنّ الرّمز له طاقة خاصّة به منبثقة عنه وتُميّزه عن الإشارة كعنصر لا قوّة وحو لها في نفسها...
  • وجوب الفنّان وجمهوره تَلقّي الرّمز كرمز، للإحاطة بأنَّهُ عنصر عميق الجذور اجتماعيّا وانسانيّا...

هذا، ولا يخفى على الدّارس المنهجي أنّ الكثير من الرّموز الشّائعة ظلَّ تحت وطأةِ دلالة ثابتة متغيّرة، مِمّا جعلها مع مرور الزّمن رموزا فاقدة لجلالها الفَنّي، لأنّ قِدَمِها وشيوعها أحالها الى نوع من المعارف البديهيّة... لذلك، كان على الفنّان المعاصر أن يتصدّى لهذهِ التكلّسات التي تترع وتمتلئ بها الرّموز العتيقة الجاهزة من أجل القيام بِجَلْبها من جديد، أو العمل بوعي ودراية لاقتطاعها عن مُتَّصلاتها السَّلفيّة وإلحاقها بفنيّة بدلالات مُسْتَحْدَثَة، ولن نجافي حقيقة دور الفنّان المعاصر إن أضفنا أنَّهُ يجب أن يقوم بِمَهَمّة إنشاء رموز جديدة تكون لحظة ولادتها وانتاجها فنيّا هي هي اللحظة التي يبدأ بها تاريخها الدَّليلي...

كلّ ذلك، انطلاقا من المتَّفق عليه، بأنّ الفنان يلجأ الى الرّمز في إنشاءَاتِهِ المكانيّة ليسمو بِعَملِهِ نحو العلو والجلال الفنيّ...

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب