news-details

الصحافي والسياسي حسين عبد الرازق – جمهورية مصر العربية (1936- 2018م)

// مفيد صيداوي

ولد الكاتب الصحفي حسين عبد الرازق في الرابع من تشرين الثاني(نوفمبر) 1936م، في أسوان، لأسرة متوسطة الحال، وعندما انتقلت العائلة إلى القاهرة انتقل معها، وأكمل تعليمه الجامعي ونال درجة الباكالوريوس (B.A) في العلوم التجاريّة، المحاسبة والإدارة واالاقتصاد، وذلك سنة 1984م من جامعة الزقازيق فرع بنها.

تفتح على هموم الوطن ومحبته ولذا بحث عن الحركات التي نادت بالعدالة الاجتماعية والروح الإنسانية، وانتهى به المطاف إلى الحزب الذي يُعتَبَرُ من مؤسسيه وهو حزب "التجمع الوطني التقدمي الوحدوي"، والذي فقد في أواخر العام 2018م مجموعة من رموزه بعضها استطعنا الكتابة عنها وأخرى سنتابع الكتابة عنها إذا استطعنا إلى ذلك سبيلا. ومنهم زعيم الحزب خالد محيي الدين، كتبنا عنه في أعداد سابقة، المؤرخ والمفكر د. رفعت السعيد كتبنا عنه، ولم نكتب بعد عن صلاح عيسى، وعن عبد العال الباقوري، ود. سمير أمين.

حسين عبد الرازق ينتمي من ناحية الجيل إلى جيل الخمسينات ذلك الجيل الذي شق طريق المعرفة والحرية بعقلية منفتحة على الثقافات المختلفة، منحازا إلى الفكر الإنساني، هذا الجيل اعتبره الكثيرون جيلا رائدا على المستوى الفكري والثقافي والسياسي، خاصّة وأنهُ تشبع بأفكار التغيير والتجديد على مستوى النظريات الأدبية والسياسية.

هذا الجيل دفع بواقع الأمر الضريبة الكاملة من حريتهم. فمعظمهم تم اعتقالهم لدفاعهم عن الحرية، وعن الغلابى والمستضعفين في الأرض.

وحسين عبد الرازق كواحد من هذا الجيل، ودخوله معترك الصحافة، عانى بسبب أفكاره وآرائه ومقالاتهِ من النفي والفصل من العمل، والابتعاد عن الوطن لبضع سنوات، وقد رصدت زوجته الناقدة فريدة النَّقّاش بعضا مما عانت منه هي ورفيق دربها وحياتها في كتابها المهم والذي للأسف لم أستطع الاطلاع عليه بعد" السجنُ دمعتانِ ووردة".

أما في عهد الرئيس أنور السّادات، فقد وضع اسم حسين عبد الرازق كأحد المحرضين على انتفاضة كانون الثّاني يناير 1977م، وكان حسين عبد الرازق قد أرخ لهذه الانتفاضة باعتبارها امتدادا طبيعيا للثورات الشعبية المصرية ضد الظلم منذ بدايات التاريخ الحديث، ويقول – رحمه الله-:

" ثورة القاهرة الأولى كانت، صورة ونموذجا لانتفاضات المصريين عندما يفيضُ بهم الكيل ويضيق بهم الحال. وهي صورة تكررت كثيرا عبر تاريخ الشعب المصري الصبور، وفي 18 يناير 1978م، كان المسرح المصري مهيئا لأحداث مشابهة، فاجأت الحكومة النّاس ومجلس الشعب بقرارات رفع الأسعار، وبدأ تطبيق الزيادة الجديدة يوم 17 يناير 1977م، ونام الناس ليلة الثامن عشر من يناير بين مكذب ومصدق!!، وعندما قرأ الناس أخبار الصحف الصباحية تأكدوا من الأمر، وهكذا أشعلت حكومة ممدوح سالم في مصر النّارَ في الهشيم، وانطلقت موجات الغضب في كل مصر.

وهكذا قدم حسين عبد الرازق في كتابه هذا بانوراما تسجيلية لأحداث الانتفاضة، ولأهازيجها الشعبية مثل:

" مش كفاية لبسنا الخيش/ جايين ياخدوا رغيف العيش"

و" يا حكومة الوسط وهز الوسط/ كيلو اللحمه بقي بالقسط.

و" يا أمريكا لمي فلوسك/ بكرة الشّعب العربي يدوسك"

و" إحنا الشعب مع العمال/ ضد تحالف رأس المال" وغيرها من الهتافات التي فاضت بها قرائح المتظاهرين.

اختير حسين عبد الرازق رئيسا لتحرير جريدة الأهالي، الجريدة المركزية للحزب الوطني الوحدوي الديمقراطي. صحيفة الحزب الوطني الوحدوي الديمقراطي في مصر هي صحيفة أسبوعية، وطنية تدافع عن العمال والفلاحين في مصر، وفي فترة رئاسته لها كانت أزهى فتراتها كما يقول من عاشوا وعرفوا حقائق الأمور هناك، حيث تصدرت الصحيفة أرقام التوزيع بين الصحف المصرية، وكان يضرب بها المثل، في الجرأة والدفاع عن البسطاء، وطرح القضايا السياسية والعمالية بقوة، وكنت وما زلت حريصا على قراءتها وقراءة مقالاتها المختلفة لإلتزامها الوطني والطبقي في عصرٍ عَزَّ فيهِ مثل هذا الانتساب، في عصر "البترودولار" وشراءِ الذِّمم.

**"اليسار" راية المستضعفين في الأرض ...

هذا منبر آخر من منابر الحزب الوطني الديمقراطي مجلة شهرية بعنوان "اليسار .... راية المستضعفين في الأرض" يحوطها بالفكر والرأي السديد نخبة من الوطنيين واليساريين المصريين البررة أمثل: أحمد نبيل الهلالي، والمرحوم د. رفعت السعيد، والمرحوم صلاح عيسى، وعادل غنيم، وعبد الغفّار شكر، ومحمود أمين العالم وغيرهم ولكن الحزب وهذه الكوكبة يختارون حسين عبد الرازق رئيسا للتحرير ثقة به، وكأنهم يقولون أعطينا القوس باريها.

واحتفظُ بالعدد ال 117 من المجلة الصادر في مارس / آذار 2001م، الموافق لذي الحجة 1421 للهجرة النبوية المباركة. وفيه يعيد رئيس التحرير مساحة ثلاث صفحات لفن الرسم الساخر "الكاريكاتير" للفنان المصري في هذا الفن "بهجت عثمان" ويعتذر لبهجت والقراء لأنهُ لا يستطيعُ أن يقدم أكثر بمعنى أنه يقدر هذا الفن ويقدر أهميته في الدفاع عن المظلومين وفضح المُستَغِلين، ويجند لهذا العدد خيرة الكتاب أمثال: د. رفعت السعيد، وزوجته فريدة النّقاش، ود. أحمد محمد صالح، ومصطفى مجدي الجمال، ود. سمير حنّا صادق، وأحمد يوسف، وصلاح عيسى وغيرهم.

يشارك هو بتحقيق صحفي من كردستان العراق تحت عنوان "تسعة أيّام في كردستان العراق" الحلقة الثانية أو المقال الثاني، ولم أستطع الحصول على العدد السابق أما هذه الحلقة والتي يقول فيها أنه وزميله عبد الغفار شكر سافرا للمشاركة في الاحتفال بمئوية الشاعر الكبير" محمد مهدي الجواهري". ويتحدث في المقال عن تقسيم كردستان العراق والأسباب التي دعت لهذا التقسيم ويقدم للقارئ بسلاسة نبذة عن الأحزاب في كردستان العراق وعن زعمائها وعن الخلافات فيما بينها ونقاط الاتفاق والامكانيّات للوحدة وإلى ما في ذلك من تفاصيل تدل على حذق صحفي، ولغة ميسرة وفصيحة، ودراية بالسياسة والشخصيّات الفاعلة هناك، ويتحدث عن دور الحزب الشيوعي العراقي كأهم الأحزاب والقوى التي حاولت القيام بدور الوساطة بين الحزب الديمقراطي الكردستاني والإتحاد الوطني الكردستاني.

ثم يقدم للقارئ معلومات مهمة عن الحزب الشيوعي العراقي الذي لا يعرف دوره الوطني والفكري والثقافي الكثير من القوى الديمقراطية العربية، في مصر والعالم العربي، وهنا في بلادنا العزيزة، وكثيرا ما تصل معلومات مشوهة، عن هذا الحزب ولذا وكصحافي متمرس يلجأ للكتابة عن موقف الحزب ولكن من جهة أخرى يقوم بالتعريف بالحزب بفقرة مهمة نجتزئُ منها قوله:

"الحزب الشيوعي العراقي من أقدم الأحزاب العراقيّة – إن لم يكن أقدمها على الاطلاق، تَكَوَّنَ الحزبُ في 31 اذار 1934م وساهم شيوعيو كردستان منذ البداية في تأسيسهِ وفي نضال جماهير كردستان من أجل حق تقرير المصير والاعتراف بالحقوق القوميّة لكرد العراق. تحول فرع كردستان من الحزب الشيوعي العراقي إلى "الحزب الشيوعي في كردستان" في 30 يونيو(حزيران)1993م، واتخذ الحزب منذ البداية موقفا ضد الاقتتال الداخلي واعتبر الحرب بين الحزبين خطيئة كُبرى تُرتَكَبُ ضد حركتنا الوطنية" وحاول القيام بوساطة بينها.. وأشار إلى التدخلات الخارجية لتأجيج الصراع بين الحزبين وهذا ليس بمصلحة العراق والأكراد أيضا.

وتوقف عند بروز قوى الإسلام السياسي في كردستان العراق، والتركمان كقوة ثالثة داخل هذا النسيج القومي والفكري في كردستان، ولذلك تصلح مادته اليوم أيضا لدراسة الوضع في كردستان وتضيف مدماكا للدارسين للتعرف على هذه المنطقة الهامة من الوطن العربي والوطن الكردي وعلى هذا النسيج القومي في العراق والعالم العربي قاطبة.

الجديد، هذا طبعا إلى جانب كونه من مؤسسي وقياديي حزب التجمع الوحدوي في مصر وشغل لفترة منصب أمينه العام، وعضوا في المجلس الاستشاري.

كما كان نقابيا وبصفته صحافيا كان عضوا في نقابة الصحافيين وعمل للدفاع عن النقابة وكذلك عن النقابيين، وكان كذلك عضوا في لجنة الخمسين التي وضعت الدستور المصري الجديد، هذا طبعا إلى جانب كونه من مؤسسي وقياديي حزب التجمع الوحدوي في مصر وشغل لفترة منصب أمينه العام، وعضوا في المجلس الاستشاري.

(عرعرة – المثلث)

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب