news-details

الضادُ.. مرةً أخرى | سهيل عطاالله

في لغتنا الجميلة تتشابك الحروفُ ليحلو الوصال بين القارئ والمقروء .. بين الكاتب والمكتوب.

كتبتُ عن لغتنا أكثر من مرة فهي حبيبتي منذُ نطقت بها وهي الوطن بكل تضاريسه.

يأتينا إعجاب الناس ونحن ننطق بجمال لساننا. في معرفتنا لها نجدها زاهيةً بين اللغات، فكما نزهو بها نجدها تزهو بنا.. إنها الزاهية بعارفيها وناطقيها ورعاة بساتينها.

لِساننا العربيّ يَجمعنا على مائدة هموم الوطن كما يجمعنا على خطاب الوعي وتوثيق الحضارة في حياتنا من جيلٍ الى جيل.

بلساننا العربي نتحلق حول طاولة الحوار وتسوية النزاعات وقبول الرأي الآخر وتجميع فصائلنا في فصيلةٍ واحدة وطوائفنا في طائفةٍ واحدة.

والسؤال: ماذا نُقدم نحن للغتنا في أيام الاحتفال بها في مجتمعاتنا وندواتنا ومنتدياتنا؟!

عندما نصافحها بالبيان والجمال والصواب نكرمها إكرامًا ما بعده إكرام. في حفلات إكرامها نُبعدُ لغتنا عن اللغو وذلك بالنأي عن الأخطاء والملوثات اللغوية المكتوبة والمقولة والمحكية معلنين لِمَن يسمعنا أننا مالكون لإرث حضاريّ يبزُ باقي الحضارات.. عندما نصافحها تُصافح نفْسَها العربُ.. نتصافح منتشين لأننا أبناء حضارةٍ سامقة وأبناء تاريخ أصله ثابت وفرعه في السماء.

بالمعرفةِ واتقان اللغة نرعى الهُوية والانتماء القوميّ. بخروج اللغة متدفقة جمالا من أفواهنا وإبداعات بديعة من مِداد أقلامنا نصون جذورنا لتصل يانعة خضراء لا تموت الى حدود السماء.. بها يحيا الوطن ويزهو الوطن.

يقول الفيلسوف والكاتب الروماني الاثير الذي عاش في فرنسا وتوفاه الله عام 1995.. يقول إميل سيوران طيب الله ثراه:

"لا يسكُنُ المرءُ بلادًا، بلْ يسكن لغةً.. ذلك هو الوطن ولا شيء غيره".

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب