news-details

المسيحية والإسلام في عيون الأسوياء

 

 

 

ملاحظة استهلالية: بعد عرض الرسوم المسيئة لنبي العرب الكريم في فرنسا، انطلقت هنا وهناك ردود فعل مبررة وعشوائية على حد سواء، أكتب هذا المقال ليتذكره مَن نسي الحقائق أو تناساها من مسلمين ومسيحيين يعيشون بين ظهرانينا.

مَن يتابع العلاقة بين الإسلام والمسيحيين على امتداد العصور، يجد أن الألفة بينهما كانت راسخة متجذرة، رغم النزاعات التي عكّرت صفو العلاقات بين الطرفين.

كان المسيحيون أول حماة للمسلمين الأوائل عند هجرتهم إلى الحبشة هربا من بطش وعسف قريش، فحَماهم النجاشي المسيحي عاهل الحبشة، حيث مكثوا في دياره سبع سنين. وعندما مات النجاشي، قام الرسول (ص) بأداء صلاة الغائب عليه في يثرب.

في الإسلام السمِح – إسلام الصدق والمغفرة والرحمة تأكيد أن المسيحيين هم أقرب الناس مودة للمسلمين، لقد جاء في التاريخ الإسلامي العربي أن النبي الكريم سمح لضيوفه المسيحيين بإقامة شعائرهم الدينية داخل المسجد النبوي، وذلك عندما حان وقت الصلاة لدى زواره من مسيحيي نجران، وفي هذا إشارة مؤكدة لجواز دخول أهل الكتاب مساجد المسلمين.

كيف ينسى هذه الحقائق السامية متجاهلو الدين القويم وهم يحرقون الكنائس ويجهزون على المصلين في رحابها؟!

كيف ينسى الأشرار فينا قادة الفتوحات الإسلامية الذين أعطوا لأصحاب الأرض المفتوحة الأمان لأنفسهم ولأموالهم؟!

للمتعصبين المسيحيين ومعهم المسلمين، أذكر أن الجامع الأموي في بدايته ولمدة سبعين سنة كان معبدا واحدا لتأدية شعائر صلوات الطائفتين. كان المسلمون والنصارى يدخلونه من باب واحد، وكان المسجد نصفه كنيسة ونصفه مسجد – من الباب الواحد خطا المسيحيون غربا إلى هيكلهم، والمسلمون يمنة إلى محرابهم. تلك كانت دماء المودة تتدفق في عروق أبناء الطائفتين.

لوجعنا، بعد ذاك الوفاق والتواصل، اختلت توازنات القيم الدينية، وتصدعت جدران النسيج الواحد بين الطائفتين، وذلك بسبب تحركات دخيلة أجنبية. تصدعات أفرزتها وسببتها تشنجات خارجية أتتنا مع هجمات البيزنطيين وحملات الفرنجة والاحترابات المسيحية الإسلامية الأندلسية.

إن المعلم الفرنسي المسيء بعرضه الصور المسيئة لمقام الرسول (ص)، ومعه رئيس بلاده الذي تغنّى مخطئا بحرية التعبير، ومعهما كل الذين تفوهوا وكتبوا غاضبين مهاجمين المسيحية والمسيحيين، لهم جميعا أقول مقتبسا ما يلي:

1.         في كتاب "أخبار مكة" لأبي الوليد الأزرقي المتوفى عام (212 هـ) جاء هذا السمو:

"إن صورا لإبراهيم الخليل وعيسى بن مريم والملائكة كانت موجودة على جدران الكعبة قبل فتحها من قبل المسلمين. فلما كان يوم الفتح، دخل النبي (ص) وشاهد الصور فوضع كفيه على صورة عيسى وأمه وقال: "امحوا جميع الصور إلا ما تحت يدي".

2.         قال المؤرخ الفرنسي الشهير جوستاف لوبون:

"ما عرف العالم فاتحا أعدل ولا أرحم من محمد". لقد ردد الفرنسي هذا الكلام في أبحاثه مشيدا بفضل الحضارة الإسلامية على العالم الغربي.

 

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب