news-details

ام عماد

(توفيت في أم الفحم أم عماد الرفيقة سهام كمال محاميد، زوجة الرفيق محمود محاميد، في 27-05-2020م، وقد عرفتُ العائلة عن كثب، وكذلك أم عماد المرأة الخلوقة المضيافة سيدة المنزل والداعمة لزوجها وأولادها، فكانت عاملا مهما في نجاحهم وتقدمهم إلى جانب زوجها)

 

يا أم الخير

أيتها السنديانة الفلسطينية

أيتها الهادئة الأبية

أيتها الوردة الأصيلة

لماذا تركت أبا عماد وَحيدا؟(1)

***

أم عماد امرأة وربة بيت لا أحلى ولا أبهى

تربية الأولاد وسلام في البيت

من مقدساتها

لا صراخ لا ولولة

لا شكوى

هدوء في الشدائد وفي الأفراح

كل شيء له حل والحمد لله على رضاه

كانت شمعة البيت وسراجه

من نورها أضاءت لأبي عماد كفاحه

ولكن لماذا تركت أبا عماد وحيدا؟

 

****

بسمة الجدة في وجه الأحفاد

والأم يا محمد يا أحمد

يا فدوى ويا نجوى

تلم (2)

كانت الجامع للابن وللحفيد

في حضنها يكبرون ويُكَبِّرون

هيَّا للحياة

هيّا للفلاح

وحيَّ على الكفاح

***

في بيتها

دخلت وردتان

فادية ويسرى (3)

فلسطينيتان

لم تشعرا بالغربة

بل كانت سهام سهما

للمحبة

وحالها يقول: "يا بناتي

أنتن حياتي"

كانت تلهج لهن في كل حين.

***

هذا جدنا محمود

في ضوء عينية لا نرى للأحلام حدود

فيا جدتنا لماذا بهذه السرعة

تركتِهِ وحيدا؟

وأنتما صنوان

لم نعتد فراقكما

يقول الأحفاد عليٌّ وعماد

***

هي سنّة الحياةِ نعرفها

ونعرف أن كل ورقة شجر

زيتونة أو لوزة أو برتقال يافا له حين

ونعرفُ أن الأعمار ليست في قبضاتنا

ولكن لماذا لم تتريثي يبكي رفيق عمرك؟

هذا المكافح الذي لا يلين

تركتنا دون وداع

ويهمس كأنه في ضياع

تَرَكت الحصان وحيدا

***

لماذا أيتها المرأة الوردة

ما عودتنا على الفراق

بيتك قبلة للزائرين

ومدرسة للمكافحين

ومن كرم العرب قطفت كل ماهو مكين

فلماذا تركت الحصان وحيدا؟

***

نحن أهل للكياسة

نحن من بيت الكفاح

لانلين لغاصب ولا لجاهل

ولكننا مؤمنين برب العباد

اختارك من بيننا عله يفرش لنا

طريق المآب في يوم الرحيل

عله يجمعنا في فردوس

فنامي نومتك الأخيرة

في هدوء وسريرة

علنا نلقاك في الجنة الطاهرة

أيتها المرأة الماهرة

أيتها المرأة الطاهرة.

أيتها المرأة البسيطة

أيتها المرأة الطيبة

رحماك ولن ننساكِ.

 

إشارات:

  1. كان أبو عماد يلهج أثناء الجنازة وقبلها بأنها تركته وحيدا، وأنها لم تبين له أنها تتألم كثيرا، وعزت عليه كثيرا وهو رفيق عمرها وهي رفيقة عمره، تعاونا في السراء والضراء على تربية الأولاد والبنات من جهة، ومن جهة أخرى على النضال مع زوجها القيادي في حزب الطبقة العاملة.
  2. بالعامية الفلسطينية يقول المثل" الإم بتلم" أي تجمع الأسرة والأحفاد.
  3. فادية زوجة محمد وهي مربية وكنة سهام وهي من بلدة البيار في المثلث الشمالي، ويسرى (أم عماد الثانية)، زوجة أحمد وهي مربية أيضا وكنة سهام وهي من الطيبة في المثلث الجنوبي.

(أم الفحم – 28-05-2020م)

 

 

 

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب