news-details

بُسترينْتي عليكْ

 

 

 

"بسترينتي عليك"، عبارة أو تحية معايدة يرددها المسيحيون العرب في جليلنا الأشم وفي الجنوب اللبناني، وذلك استقبالا للعام الجديد.

"البُسترينة" تعني ما تملكه في جيبك وتعطيه دون مقابل في العيد كاستهلال لربح نبدأ به عامنا الجديد. في الأصل هي هدية كان من عادة الرومان تقديمها لرب الجبروت والقوة لديهم، وأسموا هذه الهدية "بسترينا".

في سبري أغوار المراجع باحثا عن أصل وفصل هذه الكلمة، وجدت أنها كلمة إيطالية مشتقة من لفظة "سْتريناتا"، التي تعني "هدية العيد"، وهذه تدحرجت إلى محكيتنا العربية لتمسي هذه "البسترينة" التي يعطيها كبارنا لصغارنا عشية وغداة العيد.

والسؤال: ماذا بالنسبة للشعوب بعيدا عن الجليل والجنوب اللبناني؟

ماذا عساهم أن يفعلوا احتفالا بهذا العيد؟ لنبدأ بإسكندنافيا وتحديدا الدنمارك، حيث يهشمون الأطباق والصحون ليلة رأس السنة رمزا لكسر الشر. نحن بدورنا في قرانا نحذو حذوهم قائلين "انكسر الشر" عند انكسار إناء زجاجي في بيوتنا!

بعد كسر الشر، لنذهب إلى اسبانيا ونشاهد ما يفعله اهلها. عندما تدق الساعة منتصف الليل، يأكل الإسباني اثنتي عشرة حبة عنب: لكل شهر من السنة حبة عنب واحدة، وذلك لجلب الحظ السعيد، فالعنب لديهم خمر النجاح والفلاح.

أما في الإكوادور، فنجدهم يصنعون دمية على شكل رجل ويضرمون النار بها، وذلك يعني حرق ما مضى من قبائح وسوء آملين استقبال سنة جديدة لا تلتحف بسوء أو بِشرّ.

أما في تايلاند، يتراشق الناس بالماء النظيف بغية غسل أجسادهم لتلتحف بالنظافة استقبالا للعام الجديد.

وفي اليونان يلعبون الورق، فالفائز تكون سنته سنة فوز، أما الخاسر فيكون طالعه سيئا وعليه الحذر مجافيا الخسارة الآتية.

وفي كولومبيا، يستلقي أهلها في أحواض الاستحمام للتزود بالسعادة، حيث يملؤون الأحواض بأوراق الورد، وهذا باعتقادهم هو الرخاء والحياة المعمدة بالعطر والعبير. ومنهم من يأكل اثنتي عشرة حبة عدس، ليبعدوا عنهم أشباح شِح العيش. العدس في اعتقادهم رمز للوفرة والاكتفاء!

أختم المقالة متمنيا بسترينة مباركة لصغارنا، وحياة راحة وهناء لكبارنا. كل عام والقراء الأحباء بألف خير.

 

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب