news-details

تفسير الأحلام ﻟﺴﻴﭼموند فرويد (1899)| د. منير توما

إنّ الاهتمام الثابت والدائم في الأحلام لطبيب عصبيّة من ﭬﻴنا بالنمسا يدعى ﺴﻴﭼموند فرويد قادهُ الى تطوير نظرية  جديدة حول أبعاد لا وعي انساني خفي كما يكتشّف من خلال تفسير الأحلام. وبصيرورة الأحلام المُحَيّرة لمرضاهُ مفهومة كانت احدى الطرق لتنفيذ دراسته وبحثه للعقل البشري، والتي أطلق عليها «التحليل النفسي»  (psychoanalysis).

إنَّ الطبيب ﺴﻴﭼموند فرويد (1939-1856) كان مُهتمًا بحدّة في الأحلام الغريبة والمُحيِّرة. وانعكاسًا لحُلمٍ حدث معه في أعقاب وفاة والده سنة 1889، كتب في دفتر ملاحظاتهِ : «إن الحُلم يَنبعُ هكذا من الميل الى توبيخ الذات الذي يثور وينتشر في العادة بين المُتبقّين أحياء.» هو أيضًا بدأ يُشَجِّع مرضاه للحديث عن أحلامهم، التداعيات التي تأتي الى أذهانهم بشأن ما حلموا بهِ. ولقد بدأ يرى الأحلام كقرائن مهمة، خفيّة لمخاوف وآمال والأوهام والخيالات الفنتازية العميقة للشخص.

وفي وقت لقطع الوقت وتمضية الوقت الصيفي، قرّر اجراء دراسة رسمية حول الموضوع، وفي عام 1897، بدأ بمؤازرة أفكاره وملاحظاته التي كان قد جمعها من بعض واقع دراساته وأبحاثهِ.

وبعد سنتين لاحقًا، نشر رسالة علمية مؤلفة من اثنتين وستين صفحة (تفسير الأحلام)، وضع فيها نظرية جديدة يناقش فيها أن الأحلام هي شكل من أشكال تحقيق الأمنيات، غالبًا ما نتج وترسّب من أحداث اليوم السابق والتي دعاها «مُخلّفات أو فضلات اليوم» . «وفي الصفحات التي تتلو «كتب، « سوف أطرح برهانًا بأنّ هناك طرائق تقنية تجعل من الممكن تفسير الأحلام، وأنّه اذا استُخدمت تلك الطريقة، فإنَّ كل حلم يكشف نفسه كمبنى أو تركيب نفسي له معنى ويمكن إدخاله كنقطة قابلة للتحديد في النشاطات العقلية لحياة الصحو.»

لقد أكّد فرويد أنّ للاحلام مستوى مزدوج في المعنى : المحتوى أو المضمون الظاهر المُعْلَن ومعناها الأعمق، الحقيقي الأكثر، المعنى الخفي، الذي دعاه «بالمضمون الكامن» لها.

لقد وضع فرويد نظرية بأنّ جزءًا من العقل الذي أسماه «المراقب» يشرف على احلامنا ويخفي المحتوى أو المضمون الحقيقي ليسمح لنا أن نبقى نائمين. وظيفة الأحلام «كحرُّاس للنوم». إنَّ هذا «عمل الحلم» يحدث بوسيلة مجموعة من عمليات غير واعية متنوعة. وعن طريق «الإزاحة» فإنَّ الأهمية العاطفية لهدف الحلم تكون منفصلة عن هدفها أو مضمونها الحقيقي وتكون مرتبطة بآخَر مختلف كليًا بحيث لا يثير شكوك المراقب. إنّ التكثيف يجعل هدف الحلم يرمز إلى ويمثّل عدة تداعيات وأفكار. إنَّ الترميز يستعيض برمز لتبديل عمل، شخص أو فكرة. والتمثيل يترجم فكرة الى صور بصرية.

وقد فَسَّر وأوضح فرويد بأنَّ الأحلام باعتبارها تحقيق لأمنية، وعَرَضَ إطارًا جديدًا يمكن بواسطتهِ أنْ تُفسَّر هذه الأحلام بشكل صحيح. وبالنسبة لفرويد، فإنّ حُلُمًا غير مُحَلَّل كان مثل رسالة غير مفتوحة.

إنَّ رسالة فرويد العلمية جذبت مبدئيًا القليل من الانتباه، وأنَّ الستمئة نسخة المطبوعة في البداية لم يتم بيعها لمدة ثماني سنوات. ولكنها كانت أكثرها تفضيلًا لدى فرويد، واستمر في تنقيحها وتوسيعها مع كل طبعة جديدة – والأخيرة كانت قد نشرت عام 1930. وبالقرب من سنوات العشرينيات فإنّه قد تمّ البدء الاعتراف بها كالعمل المُشْتَمِل على بذور التطور في المستقبل للتحليل النفسي، واليوم يُعْتَبَر بشكل واسع كأحد أهم أعمال فرويد.

(كفرياسيف)

 

 

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب