news-details

حلاوة طعمها مرارة

 

عندما نسعى باحثين عن الحلاوة تقدم لنا ضادنا موقِعًا اسمه الجنة، وهذه تفرز مساحة تلتحف بأشجار الفاكهة وجداول الماء الصافي الزلال.

عندما نتحدث عن جنة عدن يأتينا الحديث عن الخلود حيث الموت واللا موت والبعث والنشور!!

في سبر أغوار المفردة (عدن) نجدها كلمة خارجة من رحم اللّغة الأكادية وتعني الحلاوة، أما في كتب الأديان السماوية فترتسم مهدًا لجنّة عدن حيث خلق الخالق أبوينا آدم وحواء وجعلها سبحانه وتعالى اسما للدار الآخرة حيث ينعم الأتقياء الأنقياء بالنعم والمسرات.

في أساطير الشعوب نقرأ عن أرض سومر الواقعة في جنوب العراق حيث كان الناس يمارسون طقوس عبادة الثعابين! في حديثهم عن هذه الطقوس يقولون ان العالم خُلق في سبعة ايام ويقولون أيضًا ان العالم تشكل على شكل حديقة تمامًا كما ورد في النصوص التوراتية..

وعلى عكس ما ورد في التوراة نجد ان العالم السومري مخلوق بواسطة ربات لهن أشكال أفاع عملاقة تسمى تيامات. والسؤال الذي أطرحه: هل أخذ العبرانيون الأسطورة السومرية وحولوها الى أفعى لتصبح رمزًا للغواية الشيطانية في كتبهم ومعتقداتهم؟!

يبدو ان الاسرائيليين العلمانيين والمتدينين على حد سواء يوظفون الأساطير والقصص الخرافية لتكوين جنة خاصة بهم دون غيرهم.. في جنتهم هذه يشكلون عالمًا اسمه أرض الميعاد.

إضافة إلى الاسطورة السومرية لا أنسى أسطورة يرددها اليهود من أبناء الطائفة الحسيدية، والحسيدوت هي حركة دينية أسسها الحاخام باعل شمطوف في القرن الثامن عشر في بولندا.

في كتب الحسيدوت نقرأ ان اليهود هم أصلًا اهل الجنة الذين خرجوا من رحم حواء وصلب آدم. اليهود هم اول المخلوقات.. اما المخلوقات من غير اليهود فهم الذين خلقوا لاحقًا وبعد سِفر التكوين عقابًا لليهود بعد ضلالهم وابتعادهم عن وصاياه!

يعتقد اتباع الحركة الحسيدية انه بعد توبتهم سيزيل الرب عنهم العقاب وذلك بتلاشي الشعوب الأخرى ليبقوا وحدهم أصحاب الأرض وسكان الجنة على هذه البسيطة.. بعيد توبتهم سيموت الأغيار وتبقى الأرض لهم – هم وحدهم أخيار هذا العالم!

لا يقبل عاقل هكذا تفكير وهكذا أسطورة!! ان أحاديثهم عن الأغيار لا تعني إلا مرارة تنغص علينا الحياة.. يزعمون ان وطنهم هو وطن السمن والعسل.. لكن موطنهم هذا بلا سمن ولا عسل حيث كل باطل مباح لأن القانون مستباح.

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب