news-details

عندما عجم الأستاذ إياد زحالقة عيدانهُ فوجد الجبهة أمرَّها عودا وأقواها مكسرا

// مفيد صيداوي

 

 
 

في ساعات المساء من يوم الاثنين الموافق 14-01-2019م، نعى النّاعي في كفر قرع في المثلث الشمالي، المربي الجبهوي والقيادي في كتلة الجبهة في نقابة المعلمين، إياد فهد زحالقة (أبو العبد)، إثر نوبة قلبية، لم تمهله طويلا، مخلفا وراءه زوجة وأربعة أبناء (ابنتان، وابنان) في جيل الورد.

عرفتُ المربي إياد زحالقة منذ سنوات بعيدة، كونه معلما علم في جسر الزرقاء وفي كفرقرع، وكونه إبنا للمرحومين، والده فهد زحالقة الذي كان مديرا لفرع البريد في كفر قرع لسنوات طويلة، ثم استلم البريد أخوه نزار فهد زحالقة، وكانت تربطني بالأسرة علاقات طيبة حميمة إنسانية تغذت بترددي على مكتب البريد، وزادت العلاقة مع نزار وإياد بعد وأثناء إدارتي لمدرسة كفرقرع الثانوية (2005-2008م). توفي نزار وقبله والده، وحزنت لفراقهما بشكل شخصي وإنساني.

وبقي إياد بابتسامته المعهودة يكحل عيوننا، وكان إياد نشيطا في نقابة المعلمين فرع الخضيرة ضمن قائمة مستقلة، أنشأها المرحوم عمه هاشم فيّاض زحالقة، رحمه الله، الذي زاملني أنا كممثل للجبهة وهو كممثل للقائمة المستقلة، وكان نقاشي الأخوي معهما أن لا حياد في جهنم، وأمام هذه السياسة الحمقاء نحو المواطنين العرب يجب أن نتوحد جميعا العرب والديمقراطيين اليهود لكي نمتل البديل للسياسة الرسمية، سواء كانت من حزب" التجمع- المعراخ" أو التكتل"الليكود" الذي يحكم اليوم.

كان حوارنا من منطلق الصداقة والمحبة والتقدير، وفي السنوات الأخيرة قبل حوالي عشر سنوات حدث التطور المرجو، وإذا بإياد وبعض أعضاء كتلته المستقلة في فرع الخضيرة، يطلبون الانضمام إلى كتلة الجبهة في الفرع، وعلى حد قول إياد نفسه، فكرنا وبحثنا فرأينا فيكم الأفضل والأصدق ولذا نريد الانضمام إلى كتلة الجبهة "كمستقلين" في إطار الجبهة. رحبنا بالفكرة لأن الجبهة إطار كفاحي وحدوي، وقلنا له: "أهلا وسهلا.. أهم قضية لدينا مضمار العمل فمن يعمل من أجل المعلمين، بعيدا عن التخاذل هو معنا ونحن معه" وهكذا كان، عملنا معا خلال هذه السنوات بتفاهم وخدمة للمعلمين، وبمعاملة رفاقية إنسانية بعيدة عن التشنج والأطماع الشخصية، فاندمج إياد مع رفاقنا وكان واحدا منهم،فارتقى خلال هذه السنوات ليصبح واحدا من أعضاء السكرتيريا القطرية لكتلة الجبهة في نقابة المعلمين.

وبهذا المنصب ودعنا وودعناه يوم الثلاثاء الموافق 16-01-2019م، إلى مثواه الأخير في مقبرة كفرقرع، بجنازة مهيبة تليق بمرب مثل إياد علمته تجربة الحياة أن لا حياد في جهنم وأن وحدة الصف الكفاحية هي الضمان، وقد أبنه بما يليق به زميله في الكتله ورئيسها المربي موفق خلايلة، والنائب د. يوسف جبارين. وكان أن وضعت كتلة الجبهة في نقابة المعلمين إكليلا من الزهور على ضريحه الطري حمله عضو مركز نقابة المعلمين الأستاذ جاد الله اغبارية تقديرا للمتوفى.

فلك الرحمة أيها العزيز، أيها الزميل، أيها الصديق، الذي عجم عيدانه فوجد الجبهة أمرها عودا وأقواها مكسرا في النضال الجماهيري والشعبي والنقابي فانضم لهذا الطريق، وكان نعم الصديق.

ولإخوانه وأبنائه وبناته ولرفاقه في جبهة المعلمين، ولعائلته الواسعة ولأهالي كفرقرع الكرام أحر التعازي القلبية وعلى هذا الدرب سائرون حتى زوال الظلم وتحرر الإنسانية من الاضطهاد القومي والطبقي، وإلى جنات الخلد يا أبا العبد.

(عرعرة– المثلث)

 

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب