news-details

عين الماء

كانت هناك لبؤة مسيطرة على عين الماء الوحيدة داخل الغابة كانت جميع حيوانات ترد إليها لترد، ومما أثار غيرة اللبؤات اعتقادهن بان سيطرة تلك اللبؤة يتيح لها اصطياد فرائسها بسهولة، فعزمن على إبعادها عن العين، وكي تتضافر الجهود لتنفيذ المهمة كان لا بد من إشغال اللبؤة المسيطرة على العين ونشر الشائعات الكاذبة لتضليل كافة الحيوانات، فزعمن بان اللبؤة المسيطرة تريد أن تتنازل عن سيطرتها على العين لصالح - الأسد كاسر - مما يشكل الخطر الكبير على حياة الجميع، فاقتنع الكثير بصحة ادعاءاتها، وتوالت الاجتماعات، وهنا تثعلبت على اللبؤة، الذئاب والضباع ووجدت أبناء آوى فرصتها لتظهر بطولتها وغيرتها على مصلحة العين، وقد وبدأ الزئير، العواء والنباح، في المساء والصباح، واخذ البوم يحوم ويصيح والغربان لم تتوقف عن النعيق.. ولم تبخل الدببة بالصوت وسُمع صوت البغال، وعلا صوت النهيق.. وأخذت الذئاب في عوائها، كما أن صنوف الثعبان لم تبخل في فحيحها.. وتضامنت الضفادع وسمع في أرجاء الغابة صوت صدى النقيق.

 وكانت هناك لبؤة لا تجيد حتى لغة أمها بشكل جيد زعمت بان لها من صولات وجولات في غابات أخرى ما اكسبها تجارب تستطيع بها أن تنقذ الغابة من الأسد الكاسر، ولطالما كانت تقول أن تسليم العين للأسد الكاسر هو بمثابة جريمة أخلاقية بحق جميع بدون استثناء، فحشدت التأييد وقد ساعدها ذلك كون والدها وجدها قد سيطروا على العين في مراحل سابقة، وما أن تم لها ما تريد حتى ارتعدت فرائصها وأصابها حالة من الإسهال من شدة الخوف من بطش الأسد الكاسر وقررت منحه السيطرة على العين بدون مقاومة، وأخذت تبرر ذلك وتحشد التأييد لخطوتها وهنا أسرعت الأرانب إلى الإذعان لطلب اللبؤة الجديدة درءًا للشر كما اعتقدت جاهلة أبعاد هذا الاستسلام الذي سيجعل الأسد الكاسر يبطش بكل من حوله.

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب