news-details

من أزهار نيسان| محمد نفاع

لو كنت أعرف فنّ التصوير على هذه الأدوات الحديثة وأصور اليوم:

  • السليقة الحلوة، أو الشّلغينة، والمقرَه: وكلها من أسرة واحدة، بزهرها الأصفر الفاتح، وطعمها، فيه حلاوة خفيفة، وحُرقة، ونتفة حموضة، بطعم الخردل، منها يُعمل الخردل، بعضها يطول بقدر متر وأكثر، تلعق نور وحرارة الشمس، وعليها حبّات الندى.
  • كفّ العروس: بنوعيه، أوراقها مضلّعة بخطوط حمراء كالحناء على كف عروس فرِحة وقورة، حاجبها ثقيل، لكن البسمة ترغرغ في العيون السود أو الشهل، الخضر أو الزرق. نسميه – ساعات – بعد زهرِه الوردي يُرسل قشّا مُقَمعًا من عِرق يجمعه، عندما يدب فيه اليباس يفتل ويبرم على نفسه، كعقرب الساعة، ويصير محنيًا كالمنجل، وهو من البقول الصالحة للأكل.
  • كُبة العجوز، وفي سبَت العجوز بتلاقي اللوز والجوز، دِفرٌ من الأوراق الناعمة المونّسة، خطوط بيضاء ووردية، ليست زاهية، مشحات خجولة، نأكلها، لها نكهة عطرة ونتفة حلا.
  • لسان الثور: أوراقها بتفصيل اللسان، خشنة مع وَبرٍ لا يصل الى درجة الشوك، زهره أزرق صغير منَمنم، نقلي ضلوعه وأوراقه بزيت المونة، أطيب من العكوب، بعض النساء يكبسنه مع الخل. عندما نحرث الأرض، أقف عنده وأحميه، لئلا تقلعه سكة المحراث، والحرّاث يحيد عنه.
  • سكر العجوز: وكم للعجوز من ثروات وكنوز، منه ما هو ناعم حلو نقطمه ونأكله، حلو الطعم، ومنه الشائك الخشن، ومن نفس العائلة هنالك – القفافير – شكله يشبه القفورة، والقفافير أوسع من سكر العجوز وأحلى، ثلاث أربع لفات على بعضها بتفصيل ملف الحرير.
  • الحُفحاف أو اللسينة كما يسميها البعض، أوراقها بتفصيل وحجم اللسان، لسان البقر والماعز والإنسان، يلفون الورق بالجريش الغليظ والحمص، كورق الدوالي، زهره موَنس، بالأبيض الخفيف والأحمر الواهن، له قلاليب – جمع قُليبه – نقشرها ونهرسها لأنها بعد التقشير تصير طرية شهية.
  • بصل الفرك، بصل البصيل. أوراقه كأوراق البصل، ونحن في المدرسة، كنا نقلع بصل الفرك، بحجم راس البصل المتوسط، ندقه ونلزق فيه الكتب والدفاتر الممزعة، فهو غراء جيد، وبالاضافة الى هذين النوعين هنالك العُصيل، أوراقه أطول وأعرض.
  • المِشِه: أوراق طويلة خضراء، مع حز أبيض في النص، نضعها مع وجبة التنتول الأحمر والأبيض، أزهاره بيضاء، كبوش ناعمة، تطير مع الريح، ونلحقها لنمسكها، أحيانا تتكوم في مكان ذروة من الريح.
  • القَرْقَميش، أوراقه كورق العلت، لكنها تلمع، تُخرط مع السنيبخة، أو السمميخة، وجرية العصفورة، والمْصارينه لعمل فطاير السليقة الشهية إذا خُبزت على الصاج، وزيتها كثير بلا بُخل ولا تقتير، نسيت لون زهره فهو فليل، سأراقبه هذه الأيام.
  • القَحْوان – الأقحوان – منه الأبيض الناصع، أوراق ناعمة عطرة تنبت من قرص أصفر فاقع، نقطع الأوراق واحدة واحدة – بتحبني!! بتحبنيش!! الورقة الأخيرة هي الجواب، مثل حكره بكره، انثى ذكره، مفتاح شكره خلي ربي يعد العشرة، يدهنون باب جرن النحل بالقحوان، والنحل يحب القحوان الأبيض، فيُعدي طرد النحل على الجرن المعمول من التراب الأبيض والتبن، ويصير ماكنا. وهناك القحوان الأصفر، يختلف عن الأول في اللون فقط، لكنه بنفس التفصيل، ولا نفرك به باب جرن النحل.
  • عصاية الراعي: نبتة لها اوراق خضراء، زهرتها بتفصيل كبش البصل المزروع للبزر، ومثله كبش الكُراث والقوصان الشائك. الرائحة العطرة جدا في جذره، في الشلش الصغير اليابس بغلظ اصبع الولد، ويقال ان أجود العطور مأخوذة من عصاية الراعي، ينبت أحيانا في فلوع الصخر.
  • الدردار: بتفصيل العلت، لكنه مُر، يُسلق ويعصر ويُقلى له بالزيت والبصل، وعند البعض، ومنهم أنا، أجده أطيب من العِلت، فيه عِرق مرار. زهرته جميلة، أرجوانية، يحيطها شوك على طاقين ثلاثة، العياذ من دقتها. نأكل قلاليب الدردار الطرية. (البقية تأتي)

 

مناسبات وأشياء أخرى في سطور:

  • واحدٌ من بلدي أقام خزان مياه من الحديد في أرضه للري، جاء أصحاب قانون كامينتس وأمروا: إما أن تقلعه أو غرامة ستِ مئة ألف شاقل، 600 الف شاقل، مع ان ريّ الشجر يجمل الطبيعة، ويزيد في الثروة الوطنية. والناس والهيئات، أين الهيئات والناس!!
  • بين الزيارة العمومية وعيد النبي شعيب أصابت الهيئات المسؤولة، بتغيير شكل الزيارة بسبب الكورونا. كل التقدير.

ومع ذلك لماذا تحولت الزيارة الى عيد بديل لعيد رمضان!! العيد الزّغير!! الذي صادروه.

وإذا كانت الهيئات الروحية والزمنية، عاجزة عن العودة الى الأصول، فيجب ان يكون الرّد عند الناس، عند الجمهور، وهو أعلى هيئة.

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب