news-details

ارتعاد الفرائص| سيما كدمون

يديعوت أحرنوت- 27/4/2021

 

*في الايام القريبة سيفعل نتنياهو كل شيء، كي يفشل الطرف الاخر في اقامة حكومة. وسيتضمن هذا ايضا الاقتراحات التي القيت امس في الهواء لاعطاء بينيت الدور الاول في التناوب او حتى خطوة واحدة ابعد من ذلك – لـ "غيدون" (غدعون ساعر)*

 

الانشغال الاكثر كثافة امس في الساحة السياسية والاعلامية كان المحاولة للفهم اذا كانت الازمة جدية أم وهمية. فهل يدور الحديث عن شيء ما عادي يحصل في كل عملية مفاوضات، حين قبل نهايتها يرفع الجميع مطالباتهم الى السماء ام ان الحديث يدور عن شيء ما عميق يغير اتجاه الريح التي هبت هنا في اليومين الاخيرين. ريح التغيير.

الواضح هو أنه في اليوم الاخير رفع فجأة مستوى مطالب معسكر اليمين في كتلة التغيير. ليس مجرد ارتفاع، بل قفزة دراماتيكية للشروط. بكلمات اخرى: محور بينيت ساعر عرض على لبيد مطالب لم يسبق أن كان عرضها من قبل.                                                  

لم يكن صعبا على الاعلام فقط ان يحل اللغز هل هذه أزمة حقيقية. يبدو أن لبيد ايضا وجد صعوبة في أن يهضم هذا التغيير الذي اعاد المفاوضات اسبوعين الى الوزراء. وكل هذا جرى في وضح النهار: بينيت وساعر تسببا بالازمة علنا. وليس فقط علنا، بل وعن قصد.

كان يتعين على لبيد أن يتنفس عميقا قبل أن يصدر امس تصريحا في مستهل جلسة كتلة يوجد مستقبل، وهذا ايضا فقط بعد أن سمع ما قاله بينيت وساعر في مستهل جلستي كتلتيهما اللتين كانتا على ما يبدو منسقتين جدا.

بخلاف لبيد الذي توجه الى شركائه في كتلة التغيير وقال لهم انه سيتعين عليهم في الايام القادمة ان يتخذوا قرارات صعبة، ولكن اذا ما ابدى الجميع حسا قياديا ومسؤولا سيكون ممكنا الاتفاق على كل شيء. جاء بينيت وساعر ليرويا قصة اخرى.

كلاهما تحدثا عن فجوات غير صغيرة. بينيت تحدث عن فجوات في الجوهر، ولاول مرة ذكر ايضا مواضيع: القضاء والاستيطان، امرين ينبغي أن يشعلا ضوء احمر لدى شركاء لبيد من اليسار. أما ساعر فتحدث عن الزمن الذي ينفد، حين لا يكون ممكنا بعد القول اذا كانت ستقوم حكومة كهذه. قوله كان اكثر غموضا من أن يكون واضحا، بل ومشوش.

التنسيق بين التصريحين وخطورتهما اثار الشك بان احدا ما هنا ارتعدت فرائصه. فهل كانت هذه مشاكل ساعر الداخلية، وهو الذي يشعر بالتزام لثلاثة اشخاص على الاقل، يفعت شاشا بيطون، زئيف الكين ويوعز هندل، الذين كانوا جميعهم وزراء في حكومة الليكود وانتقلوا الى أمل جديد مع الفهم بانهم سيحصلون على حقائب؟ ام ربما كان هذا بينيت الذي رغم انه في نهاية الاسبوع فقط كان يبدو أنه اجتاز الروبيكون، لا يزال يبقى مع قدم واحدة متوترة حتى النهاية في ملعب نتنياهو. ولعلهما الاثنان، اللذان يخافان من نتنياهو، من القاعدة، من المظاهرات أمام البيت، من كتبة الواتس اب الذين ينقضون عليهما ومن كنيسيهما.

في هذه الايام بالذات، قبل سبعة ايام من عودة التكليف الى الرئيس، على بينيت ان يقرر مع نفسه اذا كان ينتظر ان يشكل لبيد له حكومة ام ان يعطيه نتنياهو السنة الاولى في التناوب (بدون البيت في بلفور بالطبع. احيانا يبدو أن هذا البيت اصبح اداة المساومة الاشد لدرجة ان من يعلن أولا انه يتخلى عن البيت في بلفور سيحصل من السيدة على الاول في التناوب). ام أن بينيت يعتزم ان يشكل لنفسه الحكومة التي يريد أن يقف على رأسها. الاحساس حتى الان هو أن لبيد يجتهد لان يشكل لبينيت حكومة، بينما هو بينيت، يساوم حولها مع نتنياهو.

ولكن حتى لبينيت هذا ليس سهلا. فلعل المنصب يخيفه اكثر مما هو مستعد لان يعترف. وفضلا عن ذلك ليس سرا أن شكيد لا تريد حقا "حكومة وحدة اسرائيلية" (لبيد) أو "حكومة وحدة وطنية" (بينيت). اذا كان هذا منوطا بها فقط، فانها كانت ستجلس على الكرسي في احدى الوزارات الكبرى في حكومة نتنياهو.

فأمس فقط، في اللجنة التنظيمية، اثارت جلبة غير صغيرة حين سارت شكيد كليا مع الليكود ودفعت عباس ايضا للسير معها. هذا ذكر بالتصويت قبل اسبوع على تركيبة اللجنة التنظيمية، حين توجهت الى ميكي زوهر واشتكت بان كتلة التغيير "جعلت لهم مدرسة".

ولكن شكيد ليست على ما يبدو هي المشكلة وبالتالي فهي ليست الذريعة: فقد سبق أن اثبتت بانها يمكنها أن تجعل الموت لبينيت، ولكن في النهاية فانها لن تخالفه وستسير معه.

اذا كان يخيل حتى يوم امس بان مشكلة لبيد ستكون مع العمل وميرتس ا للذين يطالبان بمناصب عليا بالضبط مثل الاحزاب الاخرى ذات العدد المشابه من المقاعد – فاليوم يبدو هذا مختلفا. صحيح أن ميخائيلي وهوروفيتس تحفزا وكان لهما سبب في ذلك: يتبين أن شركاءهما من اليمين لم يرغبوا في ان يعطوهما مكانا في الكابينت. لهذه الدرجة كانوا يريدون أن يقللوا من حجمه فقط كي يبقيا في الخارج.

اما لبيد فيكافح كي لا يحصل هذا وهما يعرفان بذلك. \وهما لن يفشلا الحكومة التي سيقيمها. لقد سبق للبيد أن اثبت بانه عندما يصر ينال ما يريد. ومن يمكنها ان تشهد على هذا هي اورنا بربيباي، المرأة الاولى التي تحصل في اي مرة على رئاسة لجنة الخارجية والامن.

في الايام القريبة سيفعل نتنياهو كل شيء، كي يفشل الطرف الاخر في اقامة حكومة. وسيتضمن هذا ايضا الاقتراحات التي القيت امس في الهواء لاعطاء بينيت الدور الاول في التناوب او حتى خطوة واحدة ابعد من ذلك – لـ "غيدون" (غدعون ساعر).

السبب الوحيد في أن احدا لم يقفز حتى الان لالتقاط العرض، بما في ذلك غانتس، هو سبب واحد فقط. احد لا يصدق نتنياهو. كلهم يعرفون قصة العقرب الذي اراد ان يجتاز النهر على ظهر الضفدع وفي النهاية قرصه. اقل منهم ربما يعرفون تفاصيلها: العقرب قرص الضفدع بينما كانا يجتازان النهر وكلاهما بدآ يغرقان. وعندما سأل الضفدع لماذا، إذ انهما يغرقان، اجابه العقرب: لان هذا طبعي.

 

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب