news-details

الضم سبيل لتصفية الحلم الصهيوني | بن درور يميني

يديعوت أحرنوت- 30/6/2020

*لا توجد امكانية للسلام لأن الفلسطينيين يعارضون خطة ترامب مثلما عارضوا اقتراحات أكثر سخاء بكثير في العقود الاخيرة. ولا حاجة للضم لأنه سيجسد الحلم المناهض للصهيونية في الدولة الواحدة الكبرى*

يثبت تاريخ العقود الاخيرة أن اليمين محق أكثر بكل ما يتعلق بالتوقعات والنبوءات. فقد ادعى اليمين، في الايام التي سبقت التوقيع على اوسلو، أن النتيجة ستكون ارهابا أكثر بكثير. وكان محقا. ادعى اليمين أن القيادة الفلسطينية تريد "حق العودة" أكثر مما تريد الدولة. وكان محقا. حذر اليمين من ان فك الارتباط سيؤدي الى الكاتيوشا على عسقلان، فأخطأ، إذ انتقلت الى تل أبيب.

إدعى اليمين أن التخويف من "العزلة الدولية" هي تحذيرات عابثة. وكان محقا. إدعى اليمين انه لن تكون أي هزة أرضية في اعقاب الاعتراف بالجولان أو بالقدس كعاصمة إسرائيل. ومرة اخرى كان محقا.

هكذا بحيث أن المعسكر الصهيوني، المعارض للضم، يجب أن يغير القرص. فالتخويف لا ينجح. لو كان ضم لا سمح الله، يحتمل بالتأكيد أن تتضرر العلاقات مع اوروبا. ويحتمل بالتأكيد أن تكون عقوبات، حتى لو كانت معتدلة. يحتمل بالتأكيد ان تتفاقم الازمة مع يهود الولايات المتحدة والحزب الديمقراطي.

ويحتمل بالتأكيد ان يكون ضرر شديد في العلاقات مع الائتلاف العربي المناهض لإيران. يحتمل أن تكون انتفاضة. ولكن يحتمل أن لا. صحيح أنه يمكن الادعاء، ويجب الادعاء، أن حقيقة أن اليمين كان محقا في الماضي لا تشهد على أنه محق هذه المرة ايضا. ولكن اليمين يأتي الى هذا النقاش الجماهيري مع اوراق لا بأس بها. محظور تجاهلها.

إذن ماذا نعم؟ لعرض سخافة الضم ثمة حاجة للانتباه لمواقف اليمين. في الاسابيع الاخيرة يجري هناك جدال بين معارضي ومؤيدي الضم. دافيد الحياني رئيس مجلس "يشع" يعارض الضم لأنه في سياق الطريق توجد ايضا دولة فلسطينية على 70% من اراضي يهودا والسامرة. بالمقابل، فإن المؤيدين للضم يعتقدون أنه يجب أن نأخذ ما نُعطى. ولكنهم كلهم متحدون في موضوع واحد: يعارضون خطة ترامب. عمليا، حتى هذه اللحظة مشكوك ان يكون هناك مسؤول كبير واحد في اليمين أعرب عن تأييده لخطة ترامب بكل اجزائها. أصبحوا توائم الفلسطينيين. ليس مهما ما هي تفاصيل الخطة فهم دوما يقولون لا.

المعنى هو انه حتى بافتراض ان تتحقق كل نبوءات الرعب - فان الضم هو مشكلة عويصة في المجال الاهم: المصلحة القومية والحلم الصهيوني. لان الضم، في ظروف هذه الايام، هو مرحلة في تجسيد حلم اليمين القديم من أجل   بلاد إسرائيل الكاملة. هذا بالطبع وهم. المعنى الحقيقي هو تبني حل الدولة الواحدة الكبرى. وهذه لن تكون ثنائية القومية. يمكنها أن تكون واحدة من اثنتين: إما دولة أبرتهايد أو دولة عربية كبرى.

وهذه هي النقطة الاهم. لأنه حتى لو أرسل الاتحاد الاوروبي التهاني وارسلت مصر والاردن الورود – الضم سيء لإسرائيل لأنه جزء من العملية المضادة الزاحفة لتصفية الحلم الصهيوني. هذه ليست نية نتنياهو، ولا نية ترامب ولا نية الحياني ولا نية باقي مؤيدي الضم، ولكن هذه ستكون النتيجة.

هذا لا يعني أن على إسرائيل أن تعود الى خطوط 67، فحتى في مبادرات السلام التي جاءت من جهة اليسار، من اقتراح باراك في كامب ديفيد، استمرارا لمخطط كلينتون، مبادرة جنيف، اقتراح اولمرت واقتراحات جون كيري وباراك اوباما، فان الكتل الاستيطانية تبقى تحت سيطرة إسرائيل. الى هذا الحد أو ذاك، ولكن يوجد فارق شاسع بين ضم في إطار تسوية او اتفاق وبين ضم لغرض تجسيد حلم فلسطين الكبرى، من البحر الى النهر.

وشيء آخر ما: معارضة الضم لا ينبغي أن تكون جزءا من حملة "نهاية الاحتلال"، لأنه صحيح حتى الان معنى "نهاية الاحتلال" هو اقامة كيان فلسطيني لن يتحول الى سنغافورة، مثلما لم تتحول غزة الى سنغافورة، بل كيان سرعان ما تنتقل الى سيطرة حماس او النفوذ الايراني. هكذا بحيث أنه لا توجد امكانية للسلام لان الفلسطينيين يعارضون خطة ترامب مثلما عارضوا اقتراحات أكثر سخاء بكثير في العقود الاخيرة. ولا حاجة للضم لأنه سيجسد الحلم المناهض للصهيونية في الدولة الواحدة الكبرى.

 

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب