news-details

المتظاهرون في بلفور يصمتون على الارهاب ضد الفلسطينيين

 هآرتس- 25/2/2021

*نتنياهو ليس افضل من البديل المتمثل بساعر وبينيت ولبيد، الذين ليسوا افضل منه. ومن الواضح لليسار بأن السؤال ليس الى جانب من نقف، بل من الذي سيمثلنا في وقوفنا الى جانب الفلسطينيين. والاجابة الحاسمة والملموسة هي القائمة المشتركة*

منذ اشهر والاستطلاعات تتنبأ فوز بنيامين نتنياهو هو انتصار لليمين. رغم ذلك، استمر وجود الوسط- يسار على الجسور وفي بلفور وكأنه لا توجد له أي علاقة بالسياسة، باستثناء العلاقة الذاتية، وهو غير مبال بالحقائق الكولونيالية في حياتنا ومتحمس لشيء واحد، وهو كراهية نتنياهو. من أين تأتي هذه الكراهية؟

بعد التحقيقات والاتهامات وثلاث جولات انتخابية، قوة نتنياهو لم تضعف حقا. الليكود وشاس والحريديم هم المعسكر الاكبر. كراهية المناوئين لبيبي غير موجهة حقا لبيبي أو للمستوطنين الذين يقفون الى جانبه، بل لـ "القاعدة". والاستهزاء بأفيشاي بن حاييم، كما يبدو فقط بتهديداته التافهة يتطرق فعليا لمضمونها. "اسرائيل الثانية" مخلصة لنتنياهو.

هكذا، هذا صراع عرقي. الحديث لا يدور عن عدد الشرقيين الذين يوجدون في كل قوائم المرشحين، بل عن الوعي العرقي للمعسكرين المتنازعين على السلطة. فقط برنامج "بلاد رائعة" بمسرحياته الهزلية يحول اللاوعي الى أمر واضح.

تاريخيا الموجة "الشرقية" التي زادت في العقد الاخير في الشبكات الاجتماعية وانزلقت الى الخارج، كانت "حداد" على فقدان الاغلبية الشرقية. شعراء حصلوا على هالة لحظية، ميري ريغف تألقت، الاشكناز قرأوا تشيخوف، كان يمكنهم العودة الى "مكشوفون في البرج" أو الى مئير شليف. الهجرة الكبيرة من الاتحاد السوفييتي سابقا غيرت منذ زمن الخارطة الديمغرافية. وفقط في برامج "الأفيون" في القنوات يتوجون شرقيين، زبائن جيدين، كـ "ملوك اغبياء".

إن تقليص العمل المنظم أبعد الشرقيين أكثر عن قواعد قوة الديمقراطية. الشرقيون بصفتهم جمهور عرقي في الخارج، رغم امير اوحانا ودافيد إمسالم. وبشكل عام، زيادة قوة نتنياهو تحققت بسبب التفكك المتواصل للمجتمع السياسي منذ نهاية الثمانينيات، وهو بالتأكيد يساهم في ذلك. والدليل على ذلك هو تفكك الاحزاب التي كانت على صلة به.

يمينيو نتنياهو، مصوتو الليكود وشاس، هم سلبيون، كأنهم اجانب، لا يخرجون الى الشوارع. ولكنهم يعرفون أن الكراهية هي تجاههم، كراهية وخوف واحتقار، والتي توجد تحت الارض وفوقها، منذ "الهجرة الجماعية". الدليل الاول البارز على "وسط- يسار" الذي يفضل اليمين الابيض، ظهر في 1993 عندما تنافس حزب ميرتس مع الليكودي روني ميلو في الانتخابات البلدية في تل ابيب ضد افيغدور كهلاني، اليمني الذي كان مرشح حزب العمل.

هنا جاء ادعاء: "نتنياهو غير شرقي". والجواب هو: "لا تقرروا من يمثلنا". وعلى أي حال، قيادة الطبقة الوسطى تحتفل، الذين صوتوا لبني غانتس أدوا التحية للحروب الاكثر اثارة للاشمئزاز، وشاركوا في تصفية حركة العمل منذ تشكيل حركة داش وخنازيرها. كانوا شركاء مجتهدين في حكومات اليمين وفي قمع الفلسطينيين وفي الخراب الذي أنزله علينا "مشروع الاستيطان".

لذلك، من يقفون على الجسور وفي بلفور يصمتون على الأمر الحقيقي وهو الارهاب ضد الفلسطينيين في الضفة وغيتو غزة وطرد السكان الاصليين من الغور. هذا أمر صغير بالنسبة لهم، مثل الاخبار في التلفاز: هم يهتمون بالاغلاقات وليس بطرد السكان الاصليين الذين يواجهون البرد. هذا الوسط – يسار هو جزء لا يتجزأ من لحم الصهيونية المتفشية مثل الغرغرينا. ماذا لديكم أكثر من الحملة الدعائية ليائير لبيد في الخارج ضد "نحطم الصمت"؟

نتنياهو ليس افضل من البديل المتمثل بـ ساعر- بينيت- لبيد، الذين ليسوا افضل منه، ليس في موضوع المسائل الاجتماعية، وبالتأكيد ليس في الموضوع الكولونيالي، الذي فقط في ظله ستنهار الديمقراطية. بالنسبة لليسار الامر واضح: المسألة ليست الى جانب من نحن في الصراع.

لأننا في نهاية المطاف الى جانب الفلسطينيين. والسؤال هو من الذي سيمثلنا في الوقوف الى جانبهم. وسؤال التمثيل – من الذي سيمثلني امام الامر الحقيقي؟ - هو السؤال السياسي الوحيد. والاجابة الحاسمة والملموسة هي القائمة المشتركة، وجميع الاحزاب الاخرى هي فقط تلميع للشمعدان.

 

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب