news-details

جرس إنذار

مع انتخاب جو بايدن للرئاسة الامريكية وقف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في الكنيست ورد كعادته ادعاءات المعارضة في أنه أهمل علاقات اسرائيل مع الحزب الديمقراطي في فترة حكم دونالد ترامب، وهكذا مس بمكانة اسرائيل في واشنطن. غير أن بايدن، منذ ترسميه قبل نحو ثلاثة اسابيع، تحدث مع زعماء دول كثيرين في ارجاء العالم، ولكنه لم يجد الوقت للحديث مع رئيس وزراء اسرائيل، التي في السنوات الاربعة الاخيرة رأت نفسها حليفة مركزية للقوة العظمى الامريكية.

عندما سُئل نتنياهو الاسبوع الماضي، إذا لم يكن قلقا من أن بايدن لا يتصل اجاب: "انه يتصل برؤساء الدول وفقا للترتيب الذي أعده، وهو لم يصل الى الشرق الاوسط بعد". غير أن الحديث لا يدور عن موضوع فني عديم المعنى. رسالة بايدن واضحة: ما كان لن يكون. طبيعة العلاقات التي كانت للولايات المتحدة مع اسرائيل في السنوات الاربعة الاخيرة تغيرت. ويوجد ثمن لقصة الغرام الدبلوماسية التي اقامها نتنياهو مع الرئيس ترامب.

ليس هناك مثل تغريدة سفير اسرائيل السابق في الامم المتحدة داني دانون الاسبوع الماضي كي تكون نموذجا لمسيرة السوقية للدبلوماسية الاسرائيلية في اعقاب العلاقات التي لا حدود لها بين نتنياهو وترامب، وسكرة القوة – التي على اسرائيل أن تصحو منها وبسرعة. فقد نشر دانون اسماء الدول التي اتصل بايدن بزعمائها، وتساءل: "الم يحن الوقت للاتصال بزعيم اسرائيل، الحليف الاقرب للولايات المتحدة؟" بل ونشر رقم هاتف مكتب رئيس الوزراء.

في السنوات الاربعة الاخيرة لم يتوقف نتنياهو عن تزويد بايدن والحزب الديمقراطي بأسباب التنكر له، وعلى رأسها الخطاب غير المسبوق الذي القاه في الكونغرس في 2015، رغم استياء براك اوباما وضد الاتفاق مع إيران. لقد تماثل نتنياهو بشكل مطلق مع ترامب لدرجة يصعب فيها التمييز اين تنتهي السياسة الاسرائيلية واين تبدأ السياسة الامريكية، من يقف على رأس دولة صغيرة في الشرق الاوسط ومن هو رئيس القوة العظمى.

لقد وفر نتنياهو خدمات تبييض دبلوماسية لترامب عملت ضد التحفظ الذي ثار في اوساط يهود امريكا في الحزب الديمقراطي ولدى زعماء كثيرين في العالم. وقد فعل نتنياهو ذلك في ظل المس الشديد في أحد مفاعيل السياسة الخارجية الاسرائيلية: الحفاظ على التأييد من الحزبين في الولايات المتحدة.

يوم الخميس الماضي أعلن البيت الابيض بان بايدن سيهاتف قريبا. غير أنه حتى بعد ذلك ستحتاج اسرائيل لزمن طويل لإصلاح الاضرار التي الحقها نتنياهو بالعلاقات مع الحزب الديمقراطي. من الصعب الافتراض بان المسؤول عن الاضرار هو الذي سيتمكن من اصلاحها. هذا سبب آخر لوضع حد لحكم نتنياهو.

أسرة التحرير

هآرتس- 15/2/2021

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب