news-details

نؤيد "فقط ليس بيبي" | ب. ميخائيل

 هآرتس- 30/6/2020

*شعار "فقط ليس بيبي" هو شعار ما زال مناسب لأنه سيريحنا من الطفيليين الملتصقين ببيبي وسيعفينا من الازدراء الذي يشكله تعيين شخص متهم بجرائم في منصب رئيس الوزراء*

بالنسبة لهم الحديث يدور بالإجمال عن معسكر "فقط ليس بيبي". عدد من عناصر الشرطة والمدعين العامين والصحافيين والقضاة والنخب واليسار والعرب، الذين اجتمعوا معا من اجل الالتصاق بشخص واحد بريء ومستقيم هو بيبي. هذه البشرى المشوهة يسوقها معسكر "فقط نتنياهو" من فوق كل تلة مرتفعة ومن تحت كل شجرة، وامام كل ميكروفون وعلى كل شاشة.

من اجل أن يعرف الجميع بأن الامر لا يتعلق بقضايا جنائية وافساد المعايير وطمع جامح وكذب وعنصرية وتحريض وسياسة تدميرية هي التي تقلق من يريدون ابعاده عن السلطة، بل فقط الحقد الشخصي.

في الحقيقة يوجد شيء ما في اقواله. هذه المرة حقا كل شيء شخصي. الكل بيبي. شخصيا. ولكن احيانا، ما العمل، الشخصي يتحول الى عام. هذا يحدث عندما يكون الشخص الموجود داخل "الشخصي" هو معوج جدا، ملتوي، مخادع وخطير، الى درجة أنه كف عن أن يكون رجل واصبح "تجسيد". موضوع ومشكلة للجميع.

لا تنقصنا نماذج تاريخية لاحداث كهذه. بدافع الادب والشفقة نكتفي فقط بذكر اميلدا وفردناند ماركوس من الفلبين. شعار "فقط ليس بيبي" هو لذلك تماما ليس شخصيا. لأن بيبي ليس فقط بيبي. هو نظام بيئي كامل مثل مستنقع وحل، مثل بيئة نتنة من العفن والتسوس. وكعادة المستنقعات العكرة والعفن والصدف، كذلك بيبي انبت حوله مجموعة من الفطريات السامة، مجموعة من الآفات الضارة، الطفيليات والعلق. كل هذه لم تنمو من تلقاء نفسها، لقد اختارها ورعاها. وقد وجدوا فيه بيئة خصبة ومدللة ومريحة. فقط يزدهرون على مسماته المتورمة.

يوجد بينهم اصحاب الالسنة الطويلة والمبتذلين، ويوجد منهم متهمون بقضايا جنائية، ويوجد بينهم عبيد أذلاء، ويوجد مجانون ويوجد ملائكة تخريف يعملون بجد، ويوجد متآمرون ومخادعون ماكرون، وهناك ايضا زعران وسفاحون جاهلون (الاسماء محفوظة في هيئة التحرير). ولجميع هؤلاء هناك قاسم مشترك واحد: اعتماد مطلق على سيدهم. وهم يعرفون جيدا أنه بدونه لا يوجد لهم وجود.

ومثل التكافل الموجود بين الطفيلي والعائل هو يعتمد عليهم بدرجة لا تقل عما هم يعتمدون عليه. هو يوفر لهم القوة والتمويل والاحترام وملذات الحياة ومتنفس لشرهم، هم يوفرون له اطالة عمر السلطة، اذعان لا يعرف الحدود، ملذات التملق وخدمات التعفن والدمار. خطرهم فادح. لا توجد قطعة سليمة لم يسمموها ولم يسرقوها أو يشوهوها ويفسدوها. كل ذلك بتعليمات من مولهم، وكل ذلك من اجل ارضائه.

هذه الآفات لن تتحرك من مكانها طالما أن سيدها لم يتحرك. ولكن في اليوم الذي سيؤخذ فيه الزمام من يديه سيختفون. لذلك "فقط ليس بيبي" هو شعار جدير جدا. ومن فرقته السامة سيكون هناك للدولة فرصة معينة للتعافي من الفساد البيبي الذي استمر فترة طويلة.

وأتقدم هنا بطلب صغير من المعارضة: مؤخرا شاهدنا متهما بجريمة يتم تعيينه رئيسا للحكومة. كان هذا اهانة. اذا تم الحكم على المتهم بالسجن، فسنرى غانتس الخليفة يحل محله. هذا سيكون اهانة. اذا من فضلك، ايتها المعارضة الحبيبة، سارعي واقترحي تعديل حيوي للبند 4 في قانون الاساس: الرئيس، الذي يحدد بأن متهم بجرائم أو بمخالفة يوجد فيها اساءة للسمعة لا يحق له أن يكون رئيسا للدولة طالما لم تتم تبرئته بقرار حكم قاطع.

من اجل أن يعفينا على الاقل من هذا الازدراء.

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب