news-details

نحن بحاجة لشخص واحد فقط ليتم القتل | يوسي كلاين

هآرتس- 2/7/2020

*المحرض يتحدث مع الجمهور، لكنه دائما يتوجه الى شخص واحد في اوساطه. شخص واحد يعرف أن الشتائم وحدها لا تسكت الانتقاد، بل القتل فقط هو الذي يسكته*

عندما نتحدث عن التحريض فليس من السهل ايجاد علاقة بين ما يقولونه في التلفزيون وما يحدث في الشوارع. من يقوم بالتحريض يتوجه الى الجميع. ولكن ليس جميعهم يذهبون للبحث عن مسدس عندما يشيرون لهم على انهم "خونة ويساريين".

المحرض يعرف من الذي يصغي اليه. يصغي اليه الضعفاء والمحبطون الذين يريدون الصراخ ولكن لا يوجد لهم مكان يصرخون منه. ويصغي اليه من هتفوا بأنه يجب احراق امنون ابراموفيتش.

المحرض يحافظ على نفسه. هو ليس مسؤول عن الذي يفسر تحريضه كدعوة للقتل. وهو أيضا لا يدعو الى القتل، هو فقط يحدد الاهداف: هذا يساري، هذا غير يهودي، هذا خائن وهذا ابراموفيتش. الآن أنتم تعرفون ما العمل. هو يشير الى الاهداف ويركض للاختباء خلف حرية التعبير.

المحرض الذي يقف من وراء حرية التعبير يتحدث مع الجمهور، لكنه دائما يقصد واحدا منهم. واحد يعرف أن الشتائم فقط لن تسكت الانتقاد. واحد يعرف أن القتل فقط هو الذي يسكت.

نحن لا نحتاج الى أكثر من واحد كهذا. التوجه اليه، حتى لو كان بشكل غير مباشر، لا يعتبر تحريض، بل هو اغراء للقيام بالمخالفة. التحريض يمكن أن يشتمل على حرية التعبير، أما الاغراء فلا. القانون يقول إن "من يجعل شخص آخر يرتكب مخالفة بالإقناع والتشجيع والتوسل أو بأي طريقة فيها نوع من استخدام الضغط، هذا اقناع لارتكاب مخالفة".

من يقنع ويشجع ويتوسل، يتحول الى مخالف للقانون عندما يتوجه الى من يعتبره القانون "قاصر يعاني من التخلف العقلي أو أنه أخطأ في فهم الامور". يونا ابروشمي لم يكن قاصرا ولم يكن يعاني من التخلف العقلي، لكنه لم يفهم الوضع. "التحريض"، حسب قوله، هو الذي جعله يرمي القنبلة التي قتلت اميل غرينسفايغ في عام 1983. ابروشمي أخطأ في فهم الامور. "لقد تأثرت من الاجواء التي كانت سائدة في حينه"، قال.

أيضا في الجمهور الذي طارد ابراموفيتش ربما كان هناك شخص لم يفهم الوضع، حيث إن من تحدثوا في الاعتصام لم يقترحوا الشتائم والبصق. ولحسن الحظ هو لم يعرف أن ابراموفيتش سيكون هناك. ولو عرف ربما كان سيحضر معه مسدسه. على من كانت ستلقى المسؤولية؟ على المحرض أم عليه؟ التحريض أثر ايضا على القاتل يغئال عمير، لكن لم يكن بالإمكان توقع أن التحريض سيؤدي الى القتل.

ومستوى مسؤولية التحريض يمكن تقديره فقط عندما تكون هناك جثة ملقاة امامنا. التحريض هو العنوان المكتوب على الحائط. نتنياهو لم يعتبر التحريض ضد رابين عنوانا على الحائط. هو لم يربط في أي وقت بين التحريض والقتل. وحسب علمي، هو ايضا لم يتحفظ تماما من الانقضاض على ابراموفيتش. وفي التحفظ يوجد ايضا تحمل للمسؤولية. ومتى تحمل نتنياهو المسؤولية عن شيء ما؟

هل أراد أن يضروا بأبراموفيتش؟ تقديري هو لا. ليس بسبب حب الانسان الذي يسري في عروقه، بل بسبب الاضرار المحتملة لصورته قبل المحاكمة. هل كان يريد أن يعتقد ابراموفيتش بأنهم ربما سيقتلونه؟ ربما. ولو كنت في مكان ابراموفيتش لما كنت ذهبت الى اماكن يوجد فيها شخص يحمل مسدسا ويخطئ في فهم الوضع.

الجمهور الذي خرج منه قاتل هو محيط من عدم الفهم. ابروشمي طور تبعية لمجموعة كان لها عدو مشترك وزعيم يمكن الوثوق به. هذه المجموعة حولته من سمكري الى عضو في تنظيم قوي. عدو هذه المجموعة يتغير، والمتهمون تم التأشير عليهم. وفي فترة الكورونا المذنب هو الجمهور غير المنضبط. والبطالة سيتم اتهام اليسار المتطرف بها ("غانتس!"). لا أحد دعا الى المس باليساريين. فقط سوء الفهم سيكون هو المسؤول عن مس كهذا.

الجمهور الذي لا يفهم دائما، يجد في اليمين التعويض عن كونه محبط ومرفوض ومهان. والحديث لا يدور فقط عن اثرياء ومظلومين. وحتى الطفل هو عضو في هذا الجمهور. وهو ايضا محبط ومرفوض ومهان. ويوجد مراسلون ايضا هناك. وهم لا يشتمون ولا يبصقون. خبرتهم هي ترجمة الشتائم والبصق الى ما هو مسموح قوله في التلفزيون.

هم والطفل يأخذون اقوال الزعيم الغامضة بشكل متعمد ويصبون فيها مضمون عملي. وهم لا يقولون ما كان يريد الزعيم منهم فعله، بل هم فقط "يفهمونه". وهم يلقون عن أنفسهم المسؤولية في ادانة الهجمات في تويتر. ومن يقوم بالإدانة هو الاخ البكر للمضطهِّد، أي أنه يبول علينا ولكن من زاوية اخرى.

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب