news-details

محلّل: نعم لاحتجاج جماهيري من النوع الذي لم تشهده إسرائيل

 

 

اذا لم يتم وقف خطط نتنياهو فانه ستكون لنا دولة اخرى، بحيث أن كثيرين من اعضاء المعسكر العلماني- الليبرالي سيجدون صعوبة في أن يعثروا على مكان لهم فيها *ويعرض الكاتب الخدعة في اتفاقية حكومة بينيت لبيد مع منصور عباس وحزبه


بعد أن وقع منصور عباس ليئير لبيد بأنه "تمكن من تشكيل حكومة" عاد الى كفر قاسم، الى مكاتب الحزب هناك التي يعقد فيها ايضا مجلس الشورى. عباس وزملاؤه جلسوا في الخارج، في الظلام، وفكروا كيف سيسوّقون هذه الخطوة التاريخية. "ما هي الامور التي يمكننا أن نقول بأننا حصلنا عليها في الاتفاق؟"، سأل شخص. وبدأوا بالديباجات. والديباجات كانت تلاعبية. 
عباس وزملاؤه عرفوا جيدا أنهم لم يحصلوا في الاتفاق على 53 مليار شيكل، ولا حتى على رقم قريب من ذلك. لكن الضغط السياسي كان كبيرا، والرغبة في التفاخر بالإنجازات تغلبت والمليارات الـ 30 مليار شيكل المخصصة للخطة الخماسية، التي في معظمها كانت ممولة حتى لو كانت قائمة "القائمة الموحدة" في المعارضة، تم ربطها بالعشرين مليار شيكل، لخطة المواصلات العشرية التي لم تنطلق بعد، والثلاثة مليارات شيكل لخطة مكافحة الجريمة. 
من كل هذا الخليط فان حملة بنيامين نتنياهو هي التي استفادت، الذي قال إن غلاء المعيشة في البلاد يبدأ بالمليارات الـ 53 شيكل، التي كما يبدو حصل عليها منصور عباس.
نفتالي بينيت بدأ مؤخرا بمشروع استثنائي: المحامي عوديد غازيت قام أرسل رسائل تحذير لـ "من هدروا دمه" عندما تولى رئاسة الحكومة. مراسلون ومغردون، الذين كتبوا اكاذيب فظة بأنه قام بإصلاح بيته على حساب الدولة، وأن والدته مسيحية (حاخام كتب ذلك) وأنه اعطى لمنصور عباس 53 مليار شيكل. 
بدون التقليل، لا سمح الله، من اهمية المشروع لا يمكن تجنب طرح سؤال: الآن جئتم؟ في الوقت الحقيقي والحساس الذي فيه بينيت لم يجد أنه من المناسب أن ينشغل رئيس الحكومة بدعاوى التشهير، وهو لم يقدم دعاوى حول ذلك، فإن لبيد سبق وقدم دعوى هذه المرة ضد ايلي تسيبوري، لكنه قرر سحبها. لا يجدر بشخص في مكانه أن ينشغل بمثل هذه الدعاوى. في المقابل، نتنياهو لم يتردد في تقديم دعوى تلو الاخرى ضد مراسلين ووسائل اعلام. هو يطلق تهديدات بشكل ثابت ضد كل شيء يتحرك.
طالما واصل المعسكر الليبرالي قتاله بيد مكبلة فإن المعسكر الآخر سيواصل الفوز بسهولة. معسكر نتنياهو لم يوافق على أن يشغل اعضاؤه، للمرة الاولى في التاريخ، اللجان في الكنيست. نتنياهو قام باجراء لقاء استمر لنصف ساعة مع وريثه، بينيت، ورفض تسميته "رئيس الحكومة"، ولم يوافق على اجراء احتفال لتسليم مهام رئيس الحكومة، للمرة الاولى في تاريخ الدولة. 
الآن زملاؤه يصرخون ضد لبيد وغادي ايزنكوت، بأنهم غير رسميين ولا يوافقون على حكم الناخب. تشعر بالغباء في التطرق لادعاءاتهم. ايزنكوت دعا الى اجراء مظاهرة حاشدة للجمهور؛ ما الاشكالي في ذلك؟ لبيد دعا رؤساء السلطات الى عدم الموافقة على المناهج التعليمية الخارجية التي يصادق عليها آفي ماعوز، هذا من صلاحياتهم، حتى قبل أن يكون معوز هناك. أين بالضبط المس بقواعد اللعب؟
عندما تعلن حكومة نتنياهو بشكل علني عن طريق افعالها وعن تغيير دراماتيكي في طبيعة الدولة، خطوة الضم الفعلي بواسطة اخضاع الادارة المدنية للنائبة اوريت ستروك، فإنها تكون قد سحقت جهاز القضاء بواسطة فقرة الاستقواء، تغيير تشكيلة لجنة تعيين القضاة والغاء حق الترشح، ادخال عوامل محافظة جدا الى مضامين جهاز التعليم في الدولة، ما الذي بالضبط تنتظرونه من المعارضين؟ الجلوس بهدوء وانتظار الانتخابات القادمة؟ الموافقة على هذه الهراءات التي تقول بأن نتنياهو سيحلق في الاعلى مثل الملاك المعتدل الذي يعيش في قلبه ويحبط أي مس بالديمقراطية؟
هذا الوقت لإجراء احتجاج حاشد للجمهور من النوع الذي لم تشهد مثله الدولة. لا يجب الاعتذار أو تقديم اسباب لذلك. بالتأكيد سيكون هناك من يصلون الى اقصى حدود الشرعية للاحتجاج. ورجال نتنياهو سيعتبرون ذلك نهاية العالم. محظور الانجرار خلفهم، ليس لأنه لم يكن من الصعب عليهم الكذب والخداع وتحطيم كل قواعد اللعب، بل لسبب بسيط وهو أنه اذا لم يتم وقف هذه الخطط، ستكون لنا دولة اخرى، بحيث أن الكثيرين من اعضاء المعسكر العلماني – الليبرالي سيجدون صعوبة في أن يعثروا على مكان لهم فيها.


هآرتس- 5/12/2022

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب