news-details

أبو هشام الجرمق| نايف سليم

 عن الرفيق المرحوم محمّد نفّاع لن أكرر شيئًا من الحقائق الهامّة المؤثرة المفيدة جدًا التي ألقاها عشرات المؤبنين بل أسجل هنا بعض ما أذكره عن علاقاتنا الشخصية التي لم تنشر ومنها:

  • انه منذ تعارفنا وترافقنا ربما هو الوحيد من بين رفاق العمر الذي اتفقتُ معهُ على كل شيء وما اختلفنا على شيء مما قلناه أو عملناه أو كتبناه.

 

  • أعتز وأفتخر جدًا أنني أنا من أدخله في حزبنا الشيوعي وأنا من عبأت له طلب الانتساب مع أربعة رفاق من بيت جن، وقدّمت الطلبات في مؤتمر لمنطقة الناصرة الحزبية قبل تأسيس منطقة عكا وعلق التصفيق فرحًا برفاق أعلى بلد في فلسطين.

 

  • أبو هشام الوحيد الذي بقي معي لهذه الأيام من الخمسة الذين أسسوا لجنة المبادرة العربية الدرزية، الرّاحلين الشيخ الجليل فرهود فرهود وعاصم الخطيب وسميح القاسم، في بيت عاصم في الرامة وبمبادرة حزبنا الشيوعي وبحضور المرحوم القائد اميل حبيبي.

 

  • مشينا معًا وعلى الأقدام مذ كانت السيارات قليلة عشرات المرات ليلاً ونهارًا من الرامة للسهلة ومن السهلة للرامة إلى ومن كل فعاليات الحزب في منطقتي الناصرة وعكا. ومشينا معاً عشرات المرات أيضًا إلى ومن كل القرى المجاورة نهارًا وليلاً لتوزيع المواد ولحضور الفعاليات.

 

  • قبل أن يصبح رفيقًا في الحزب كان صديقًا، عقدنا العديد من الاجتماعات في بيت جن في بيتهم حتى عندما كان معلّمًا حينما كان المعلم يخاف من التحدّث معنا.

 

  • كتبت في البدايات ثلاث قصص ونصحني ألا أنشرها لنقص في مقومات القصة ومن يومها كففت عن هذه التجربة بالمرة.

 

  • كتب هو مرة قصيدتين وقلت له يمكنك أن تنشرهما، ولكنك تتقن كتابة القصة أكثر، فكفّ عن التجربة مع أن في الكثير من كتاباته النثرية شعرًا حقيقيًا مؤثرًا جدًا.

 

  •  سنة 1967 وأنا في موسكو جاء رفاق سوريون من جبل العرب، أذكر أن أحدهم أنه قال لي أنا ابن خال زيدان عطشة، وسألني من أي قرى بلاد صفد انت؟ قلت له: من البقيعة فقال لي: أنا أعرف بلدكم فسألته: كيف؟ هل كنت في بلادنا؟ فقال: لا ولكني أعرفها من كتابات محمد نفاع، فأنا أعرف بيت جن والبقيعة وكل القرى المحيطة ببيت جنّ وأسماء جبالها وعيون مائها وأشجارها مما قرأته لمحمد نفاع.

 

  • كان أبو هشام يحضر كل فعاليات البقيعة الحزبية والأدبية وفي آخر السهرة يرجع ماشيًا ويرفض أن يوصله أحد.

وفي الذاكرة عشرات الأحداث المشابهة التي يؤلمني تخزينها وحملها لوحدي، وهذه الأبيات كتبتها في الربع ساعة الأولى بعد سماعي خبر وفاته وهي "مش قد المقام" طبعًا ولكنّها فقط للتنفيس البسيط عن نفسي:

أخي رفيقي صاحبي أبو هشام

مهما جرى تبقى معي على الدوام

مقوّيًا مشجعًا على تجاوز الصعاب والألغام

طول العمر كنا معا نصارع الظّلاّم              وأنت كنت في الصعاب دائمًا أمام

يا جرمق العلوّ والصمود رغم أنف الزمن الهدّام

وكنت نورًا هاديًا يشعّ في الظلام

يا قائدًا يا عابدًا للحق والسلام

يا خبر من حكوا وحملوا الأقلام

يا أممي يا وطني مساند المنضام

يا سيّد الكتّاب.. يا ساحر الكلام

يا علمًا يا عاليًا على الأعلام                          يا سند الفقير ضد سطوة الحكام

يا شمعة ضوت وشعشعت في عتمة الإعلام

يا جبل الصمود والشموخ في الكوارث العظام

قديش كنا بهمتك نقوى ع أوضاع بقرانا مرهقه ونثور

وقديش كنا معًا نبرم على شبانها وندور

وقديش وزّعنا مناشير وصحافة في قرانا البور

وقديش كنا بعالمنا وبقينا حصة المقهور

يا بو هشام الوطن كلُّه بظلُّه بسيرتك مسحور

وبتظل جرمق علم عالي ومشعّ وشايفُه الجمهور

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب