news-details

أيادي ملطخة بالدماء

 

كيف يتمكن موظفو ادارة منسق اعمال الحكومة في المناطق ورجال الشباك من النوم وأيديهم ملطخة بدماء اطفال غزة. يبدو أنه لا يوجد لهم اطفال، وإلا لما خطر ببالهم تبرير عدم مرافقة والدي الطفلة عائشة اللولو بأنهما لا يريدون مرافقتها

 

الموظفون في ادارة منسق اعمال الحكومة في المناطق ليس لديهم اطفال. هكذا ايضا وكلاء الشباك عقيمين. الآباء لاطفال ليس بوسعهم أن يرتكبوا ما يرتكبونه ضد اطفال غزة وآبائهم. هؤلاء الموظفون أيديهم ملطخة بالدماء، وأيدي رجال الشباك ملطخة بالدماء، دماء الاطفال الصغار التي عن انتقامها سبق وكتب الشاعر. هم لا يطلقون النار على الاطفال ولا يقومون باعدامهم.

ولكن عما يقومون به والذي يؤدي احيانا الى موتهم ودائما يتسبب بمعاناتهم، لن يغفر لهم في أي يوم. كيف يمكنكم أن تناموا، أيها العاملون في ادارة منسق اعمال الحكومة في المناطق ورجال الشباك الاعزاء؟ هل تفكرون احيانا بما تفعلونه ضد الاطفال المرضى في غزة؟ هل تخيلتم ما الذي كان سيحدث لو أن أحدا مارس ذلك ضد اطفالكم الصغار؟ هل قصصتم على اطفالكم ذات يوم ما هو عملكم. أنا سأقص عليهم ذلك.

لقد تسببتم في أن طفلة إبنة خمس سنوات في غزة احتضرت وحدها دون أن يكون والديها معها، ودون أن يكون أحد من ابناء عائلتها أو اقاربها الى جانبها في ايامها الاخيرة. عائشة اللولو التي تم اكتشاف ورم في دماغها تم ارسالها من غزة الى مستشفى في شرقي القدس بمرافقة امرأة غريبة لاجراء عملية معقدة في رأسها واجراء علاج كيماوي غير موجود في غزة المحاصرة. ولم يستطع أي احد من ابناء عائلتها، بما في ذلك جدتها العجوز، من مرافقتها.

بيروقراطية الاحتلال منعت ذلك. الطفلة ارسلت وحدها وهي مذهولة الى المكان الذي ستحتضر فيه، واعيدت وهي مخدرة وملفوفة بشرشف الى أن توفيت. الاطباء الذين قاموا بعلاجها قرروا أن حقيقة كونها وحيدة أثرت على تدهور وضعها.

ولكن هذا ايضا لم يكن كافيا لموظفي الاحتلال. فبدل الاعتذار عن خطأ الموظف الصغير والشرير، المتحدثة بلسان مكتب منسق اعمال الحكومة في المناطق نشرت بيان شيطنته لا تقل عن الاحداث التي سبقته. مكتب منسق اعمال الحكومة في المناطق الذي يتفاخر بأنه سمح للطفلة بالخروج من غزة، هو رحيم وشفوق، تنصل من أي مسؤولية بذريعة لا يوجد أكثر منها اهانة واحتقار وهي أن "الوالدان وقعا على بيان بأنهما لا يريدان الذهاب مع الطفلة". لقد اضيفت الى خطأ قسوة القلب جريمة التشهير بالسمعة. الوالدان لا يريدان الذهاب مع الطفلة. هكذا هم الآباء في غزة، لا يحبون اولادهم ولا يريدون أن يكونوا معهم وهم يحتضرون. وسام ومنى اللذان ركضا مذعورين من طبيب الى طبيب في غزة واصيباا بالجنون من التفكير بأنهما سيرسلان طفلتهما وحدها من اجل اجراء عملية خطيرة في بلد معاد "لا يريدان الذهاب معها".

الكلام المعسول المعتاد: كسياسة، قيادة منسق اعمال الحكومة في المناطق في منطقة غزة يطلب مرافقة الوالدين للابن الصغير من اجل العلاج، من خلال التفهم بأن الطفل بحاجة الى الوالدين في مثل هذا الوقت. يانوش كورتشيك بعث حيا في مبنى وزارة الأمن في تل ابيب.

الآن الى الوقائع: والدا عائشة بذلا كل ما يمكن لوالدين محبوسين في قفص أن يفعلاه من اجل انقاذ حياة طفلتهما والذهاب معها الى المستشفى في شرقي القدس، الذي يقع هو ايضا تحت الاحتلال. في وزارة الشؤون المدنية الفلسطينية التي تعالج طلبات الخروج، هناك معايير تمليها اسرائيل على تقديم الطلبات.

هناك قالوا لوالد الطفلة بسبب سنه الصغيرة، فان فحص موضوعه سيستمر ثلاثة اسابيع. وبخصوص الأم هي غير مسجلة في سجل السكان الاسرائيلي، لذلك لم يكن لها أي احتمال من البداية. الجدة العجوز، العمات والعم تم استبعادهم هم ايضا. ولم يبق امام الوالدين سوى التوقيع على الوثيقة التي تم املاءها عليهم من اجل أن تصل ابنتهما بسرعة لاجراء العملية حتى لو كان بمرافقة امرأة غريبة.

في جمعية "اطباء من اجل حقوق الانسان" يعالجون في هذه الايام اربع حالات اخرى لاطفال مرضى الذين لا يسمحون في قيادة منسق اعمال الحكومة في المناطق والشباك بمرافقة الوالدين لهم. أ. وهي أم الطفل الذي عمره 6 سنوات تنتظر منذ شهرين تصريح للخروج معه من اجل تلقي العلاج في الاردن. ع. وهي ابنة السنوات الاربع تنتظر منذ سنة تصريح لجدتها كي تذهب معها من اجل اجراء عملية في شرقي القدس. الجدة مرفوضة أمنيا. مخربة. ر. إبنة الثلاث سنوات ونصف، والتي ابتلعت حبة حمص تنتظر اجراء عملية في نابلس، وقد فقدت دورها. د. أم لمريض باللوكيميا إبن اربع سنوات، الذي مكث اربعين يوما في قسم العلاج الكيماوي في نابلس بدون الوالدين، وبدون أن تتلقى والدته أي جواب.

دماءهم تصرخ.

 

 

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب