news-details

الانتخابات... والمشتركة

من مساوئ الفيسبوك وسائر وسائل الاتصال الاخرى انها منصة لكل من هب ودب وأن الكثير من الكتابات التي تكتب فيها تكون حوارات ونقاشات عدمية، فيها مهاترات اجتماعية واحيانا نفاق اجتماعي واحيانا حوار الطرشان او نقاش بيزنطي، بعيد عن الموضوعية وفيها الكثير من السلبية الفردية المُنفلتة. كنت مسافرا وقرأت النقاش "البيزنطي" بعد تصريح رفيقنا ايمن عودة او مبادرته الكلامية للتحالف مع الاحزاب الصهيونية بعد الانتخابات القريبة القادمة.

جرى نقاش لا طائل منه ولا فائدة لأنه دار حول حقائق ووقائع بات يعرفها الناخب العربي واليهودي في ذات الوقت، اذ لا طائل للنقاش لأن التوقعات بدخول المشتركة في ائتلاف مع الاحزاب الصهيونية في هذه المرحلة من التاريخ تساوي صفرا. والأمر الذي جعله نقاشا فارغ المضمون هو انعدام اليسار الصهيوني اطلاقا لا في الحاضر ولا في الماضي. من يكون صهيونيا لا يمكنه ان يكون يساريا.

الصهيونية هي حركة دينية سياسية انوجدت على اساس لاهوتي اسطوري شوفيني والهدف منها خلق وطن قومي لليهود في فلسطين، هكذا كان الأمر في مؤتمر الصهيوني الأول بازل في سويسرا عام 1897.

من نافل القول في هذه العجالة، ان اليسار العربي في العالم العربي الكبير ضعيف جدا ولو كان قادرًا وقويًا لما سمح بما يجري الآن في عالمنا العربي من المحيط الى الخليج.

نعتقد ان ما طرحه عودة أصاب هدفين الأول فضح بسبق صحفي قبل الانتخابات مباشرة حقيقة نعرفها منذ وقت طويل وهي أنه لا وجود ليسار يهودي بمفهوم اليسار الاشتراكي الديموقراطي.

الثاني رسالة الى فئات من شعبنا هنا يصوتون للاحزاب الصهيونية وكذلك لاصحاب النقاش البيزنطي الذي اشرنا له انفا والممتنعين عن التصويت، لأن هذه الانتخابات جاءت مباشرة بعد سن قانون القومية العنصري الذي يخص كل واحد منا شئنا ام أبينا مهما كان فكره الاجتماعي السياسي.

الصراع بعد هذا القانون أصبح جديًا أكثر وحقيقيا أكثر ووجوديا أكثر وهو موجه ضد كل العرب هنا في بلادنا. ما يؤلمني اكثر ان هذا النقاش ذاته وصل الى حد أزمة نقاش حادة احيانا بين بعض رفاق حزبنا الشيوعي الأممي اليساري الوحيد الذي يَحفظ ويقرّ بحقوق الشعبين وحقوق كل الشعوب في تقرير مصيرها، بالرغم من الهجمة الامبريالية الشرسة غير المسبوقة على شعوب العالم الحرة كلها، من هنا الى فينزويلا الى كوبا وكوريا الشمالية.

جاء في كتاب "مرض اليسارية الطفولي" الذي كتبه لينين خلال ثورة اكتوبر الاشتراكية ما يلي "... ان الاتجاهات اليسارية المُتطرفة بين الثوار تُمثل نفس خطورة الاتجاهات اليمينية على مسار الثورة".

نحن لسنا في ثورة ولكننا نعم نخوض صراعًا وجوديًا يمكن أن يكون فيه للتطرف والانتهازية دور مدمر لنضالنا السياسي المشروع لإحقاق حقوق شعبنا هنا، الذي يسعى الى تحقيق الديمقراطية الحقة والمساواة والعدالة الاجتماعية التي يدور الفكر الماركسي كله حولها ومنذ أن وجد.

أنا مع المشتركة وأدعو الى التصويت بهمة ووعي، اننا كلنا وبدون تأتأة بغض النظر عن انتمائنا الفكري السياسي موجودون ضمن مرحلة صراع وجودي حقيقية وخطرة.

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب