news-details

التأخُر ولا الغياب !

هل يعتبر حديث د. عائض القرني فاتحة توبات للعديد ممن ضللوا الناس والبسطاء بفكرهم الذي قدموه كما التطعيم ضد مرض الحصبة مثلا؟ فتغلغلت افكارهم وتفسيراتهم وفتاويهم في عقول الناس؟ وكيف سيتم شطفها وتعقيم العقول التي تسممت على مدار الوقت الذي مضى؟ ما الفائدة من هذا الاعتراف الآن بعد "خراب البصرى" كما يردد الناس في مثلنا الشعبي؟ أو بعدما خرٌَبوها وقعدوا على تلتها؟ وكم عدد الذين خربوا ودمروا وأزهقوا وشردوا يقفون موقف النادم على ما ارتكب؟ "تفيد بايه يا ندم يا ندم؟".

وهل سنقرأ ونستمع إلى اعترافات أخرى بعد أن أفتتحها القرني؟

إن حجم الدمار كبير ومساحة العنف واسعة والتجهيل وصل الحضيض والدموية والاقتتال حدث ولا حرج... والتخلف والإيمان بالمسلّمات والغيبيات في عالمنا العربي لا يضاهيها أكبر حشد من الأفلام السينمائية الخيالية فهل سيتم غسل وتبييض هذه الصفحات القاتمة باعتذار؟

لا تعتذر عما فعلت فمثلك وغيرك لن يقبل اعتذاره... "بعد ما فضحت نفسها بدأت بلَملمة ملابسها" هذه محاولة لترجمة! أو تدوير أحد أمثالنا العامية .

لكن يبدو أن الكثير من الذين سيندمون أو سيعتذرون او سيعترفون بتجهيلهم لشعبهم وأمتهم وبني جلدتهم سيكون وضعهم كما كان وضع تلك المراة التي اصطافت في الغور لا صيّفت ولا صانت عرضها!

فلان مثل مصَيْفِة الغور لا صيف صيّفَت ولا عرض نابها (طالها او احتفظت به) ..

حقا حتى صحوة مفكرينا تأتي مؤلمة موجعة مثيرة للبكاء! من يدفع للشعوب ثمن ازمتها وتجهيلها ؟ من يعوضهم عما تم حشوه في رؤوسهم من فكر وثقافة وتجهيل؟

على كل حال ان الله تعالى قبل التوبة افلا نقبلها؟

لكل رأيه .

وأن تأتي متأخرا أفضل من الغياب؟!

 

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب