news-details

التطبيع وغزوات نتنياهو وميرتس للعرب|  محمد نفاع

أحترم جدا وأقدر المقالات البحثية المعمّقة عن تفاؤل زعيم الليكود بزيادة جدية من الاصوات العربية، وكذلك تضميد جرح ميرتس بأصوات عربية ومع ذلك:

تميزت الفترة الاخيرة زمن حكم ترامب ونتنياهو ومحمد بن سلمان وأردوغان، بمحاولات وممارسات محمومة لتطويع كل من يجرؤ على ان يقف في وجه الولايات المتحدة واسرائيل، ووصمه بالارهاب او برعاية الارهاب، وقد طال ذلك دولا وأحزابا وتنظيمات وأشخاصا، ويلحق الدور اليوم بحدة اكثر الجماهير العربية هنا، او عرب الداخل، او عرب الـ 48، وما شابه من الاسماء والمكنيات باستثناء "عرب اسرائيل"، هذه التسمية الوقحة والكاذبة والساذجة، العرب هنا الباقون في وطنهم هم السد المنيع، وحجر الصوان الصلد لصد "يهودية الدولة" وقانون القومية. ان بقاءهم هنا وتمسكهم بمسقط رأسهم، وانتمائهم ولغتهم ووحدتهم المتينة حول هذا الموضوع الجوهري والاساسي والمصيري هو الحاسم، هذا لا يمكن اختراقه ابدا. حلم نتنياهو لن يتحقق، وحلم ميرتس لن يتحقق، مهما اخترع من اساليب وطرق قادومية والتفافية، أكرر ان هذا هو الامر الحاسم، صخرة صوانية صلدة صلبة في وجه يهودية الدولة، وبحق رأت الغالبية الساحقة في القائمة المشتركة مدماكا هاما في هذا السد الصواني، وانطبق ذلك على العرب الدروز الذين ضاعفوا مرات تصويتهم للقائمة المشتركة، وهذا امر هام له ابعاده على الوحدة الكفاحية لهذه الجماهير ولمجمل النسيج الاجتماعي.

ما افظع ان يكون الانسان بلا أي رأي، كما قال تشيخوف في قصته القصيرة "حبوبة". للعرب هنا رأي، رأي البقاء والانتماء، وجاء التطبيع العلني بعد ان كان مستورا ومبطنا، وبشكل رخيص، "بسعر الفجل" كما اعتدنا ان نقول في قرانا، ما تميزت به كفر قاسم مثلا هو المجزرة الرهيبة الاجرامية بهدف التخويف والترحيل، هذا الامر لم ولن يتحقق، فعلى ماذا يعتمد نتنياهو وميرتس!!، وما ميّز ام الفحم هو التصدي البطولي لزيارات كهانا ومارزل وامثالهما، وهكذا في الطيرة، طيرة المثلث الصامد، هذا الانتماء والبقاء يشمل طول البلاد وعرضها من النقب والعراقيب المعجزة الى الجليل وإفشال مخطط تهويد الجليل،

احيانا ينظر بعضنا الى نصف الكأس الفارغة، وهذا خطأ فاحش وسوداوي، هل تنازل الشعب العربي الفلسطيني عن ذرة واحدة من ترابه وحقه!! لا وألف لا. هل استطاع هذا الثالوث الاجرامي تركيع المقاومة اللبنانية البطلة او مقاومة غزة ذات العِزة التي لم تركع ولن تركع للدبابة والمدفع؟ لا وألف لا!!

استُغل التطبيع بأمواله الدنسة لتصيّد بعض النفوس المصابة بقصر النظر وضيق التنفس الذي لا تخلو منه أمة، هل ينجح هذا!!

مستحيل، واعتمادا على "حرية الرأي" والتي لا أبالغ ابدا في تقديرها والاعتماد عليها، اقول: حيث اخطأنا نحن، وفي الناصرة بالذات وبهمة بعض المستشارين الذاتيين الانانيين الحربائيين، علينا ان نتعلم الدرس ونعتبر، أقول ذلك وبهذه الضبابية من منطلق المحبة، ولا خير في الحُب إن لم ينتشر.

لماذا لا أبالغ في تقدير "حرية الرأي" والمقيّدة بأطواق من الاسلاك الشائكة، اقتصاديا وطبقيا واجتماعيا وفكريا، حيث اختصرها رفيقي الأول نايف صالح سليم بقوله: حُط الكلب مع الصوصانات وقل: لكم الحرية، هذه الحرية تؤدي الى ان الكلب سيأكل الصيصان. ومن منطلق المسؤولية والاعتزاز بانتمائي الى هذا الخط الأممي الانساني، والى هذا الحزب الشيوعي، والى هذه الجبهة والى هذا الشعب العربي الفلسطيني أقول: لنعمل سوية لأن تكون "الدّفشه" في القائمة المشتركة الى الداخل وليس الى الخارج.

في الوقت الذي تزداد فيه المعارضة لنتنياهو المتهم والثعلبي، بالمظاهرات في الناحية اليهودية وإن تنوعت الاسباب والدوافع، يأتي بعض العرب الأقحاح هنا ويعلنون التأييد والانصياع لزعيم الليكود، أية قرية وبلدة ومدينة عربية، من "مسلمة ومسيحية ودرزية، ومختلطة وشمالية وجنوبية" سَلمت من سياسة الاضطهاد القومي والمصادرة ومخططات الترحيل والترانسفير، هذا الحزب الشيوعي وهذه الجبهة الدمقراطية ومعهما كل الواعين والشرفاء، اتخذوا الموقف المسؤول والمشرف في العمل الدؤوب من اجل الحفاظ على القائمة المشتركة بمركباتها الاربعة، ومعها الغالبية الساحقة جدا من هذا الشعب الباقي، ولتقطع الطريق على اعداء الانسانية، وأعداء العرب، واعداء فلسطين، من استعمار امريكي، وخيانة نظم عربية، ومخططات وممارسات صهيونية عنصرية، بوضع كل ثقلنا ووزننا الكمي والكيفي، بمضاعفة الجهود لنصرة القائمة المشتركة وزيادة عدد الناخبين لها، وما الاتهامات المشبوهة والهادفة من بعض الاعلاميين ووسائل الاعلام الرسمية بإبراز نقاط الضعف الموجودة واخفاء النجاحات إلا لتشويه الواقع، ومحاولة زرع اليأس والاحباط. القضية ليست فقط حصيلة اصوات وهذا مهم جدا، لكن الاهم هو هذه الوحدة، وحدة الانتماء الى شعبنا العربي الفلسطيني البطل، وإبطال اختلاق قوميات جديدة وبرامج تدريس، تجهيلية، هذا هو الامر الاساس، أي معنى لمقاطعة الانتخابات!! أي سقوط للتصويت لأحزاب الحكم من يمين متطرف ويمين ووسط و"يسار صهيوني"، هل يوجد يسار صهيوني!! هو كالجليد المشوي إن وُجد وهذا مستحيل.

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب