news-details

بؤرة ترامب الاستيطانية

*"الاعلان" الأميركي عن قانونية المستوطنات لا يختلف عن "القرار" بان تمويل المكسيك السور. لكليهما موعد نفاد مفعول: 2020*

 

بعد أن أعلن نتنياهو عن اقامة رمات ترامب في هضبة الجولان، جاء وزير الخارجية مايك بومبيو فمنح الهضبة مكانة قانونية الى جانب باقي المستوطنات في الضفة، والقدس موحدة بالطبع برعاية جارد وايفانكا. ماذا بعد؟ ترامب سيبني الهيكل والمكسيك ستموله؟

كل المشبوهين الفوريين في اليمين وفي اليسار خرجوا باعلانات التأييد والمعارضة العادية، ويجدر الايضاح على الفور بأن تصريح بومبيو (ابتداء من يوم الاثنين مشبوه في قضية اوكرانيا) هو هراء. "الاعتراف" بقانونية المستوطنات لا يختلف عن "القرار" بأن المكسيك ستمول بناء السور بينها وبين الولايات المتحدة او باقي "القرارات" التي يوجد لها موعد نفاد مفعول: 2020.

ليس لها جميعها اساس ولكن يوجد لها جمهور، بالضبط مثلما يوجد لنتنياهو جمهور يأكل الطبخات التي يلفظها. نحو 13 ألف كذبة احصت "واشنطن بوست" لترامب بعناية منذ انتخب، بما فيها التبجح، التحريض والاهانات. ووتيرة التوريد التي سجلت مؤخرا هي كذبة كل ساعتين، واذهب لتستوفي وتيرة الكذبة التي تلي الكذبة لنتنياهو. فلا تنتهي من السخرية بواحدة حتى تقفز اثنتان اكثر استفزازا منها.

في الموضوع الهامشي اياه لقانونية المستوطنات أوضح بومبيو بانه لا تغيير من ناحية الولايات المتحدة في مكانة الضفة الغربية: "سنبقي مكانة الضفة الغربية للبحث بين الاسرائيليين والفلسطينيين". بومبيو قال: "نبقي للبحث" والمقصود هو نبقي هاتين القبيلتين تواصلان النزيف.

فضلا عن العظمة التي القيت لنتنياهو، تتدحرج ادارة ترامب في سفح تلة الكابيتول نحو التحطم في الوضع الذي بين الجنود والفوضى. كل شخص عاقل ونزيه يتابع اجراءات العزل بالعار في الكونغرس ما كان يريد ان يتلقى تأكيدا لاي شيء من هذه الادارة. ترامب اغلب الظن لن يعزل لان مجلس الشيوخ تحت سيطرة الجمهورية ورفاقه مهددون من مؤيدي ترامب في مطارحهم – ولكن انتصارات المرشحين الديمقراطيين في ولايات جمهورية أساسية تشير الى قرب النهاية.

ترامب نفسه يهتم كالمعتاد بنفسه وهو في ذروة معركة البقاء. ويعنيه نتنياهو مثلما يعنيه مستشاريه الذين يذهبون الى السجن الواحد تلو الاخر. وحسب تقرير (ايتمار آيخنير في "يديعوت احرونوت) فان "محافل أميركية تحدثت مع الرئيس الأميركي تشهد على أنه خائب الامل من نتنياهو ويتحدث عنه بشكل سلبي". والسبب: بعد أن اعطاه القدس، اعلن عن الحرس الثوري كمنظمة ارهابية واطلق ترهات مثل الحلف الدفاعي، يشكو الأميركيون من أن "خطة القرن عالقة منذ اشهر".

لتذكيرنا، قال وزير الخارجية السابق ريكس تلرسون قبل نحو شهر ان "نتنياهو خدع ترامب"، وليس ثمة مثل غضب المخادع الذي ينجح مخادع آخر في خداعه. من جهة اخرى، بما فيها الجهة الاخرى من المحيط، فان محكمة العدل العليا في الاتحاد الاوروبي اعلنت الاسبوع الماضي بان "المنتجات الاسرائيلية من الضفة الغربية يجب ان توسم بوضوح بانها انتجت في المستوطنات".

وجاء في قرار المحكمة انه "في الشارة التي تحدد مكان انتاج البضائع لن يكتب اسرائيل بل المستوطنات الاسرائيلية"، وان غياب مثل هذا الوسم يضلل المستهلكين. التضليل هو اسم لعبة المستوطنات منذ قيامها. نتنياهو هو بالإجماع فتى البوستر.

 

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب