news-details

سياسة نتنياهو انهارت

مفاجأتان استراتيجيتان دفعتا الى الانهيار سياسة الخارجية والامن لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وعرضتاها كأداة فارغة ومحملة بالمصيبة. المفاجأة الاولى كانت الهجوم الناجح على منشآت النفط في السعودية، المنسوب لايران. وقد رد عليه بعدم اكتراث أميركي. اما المفاجأة الثانية فكانت هجر الرئيس الأميركي دونالد ترامب للاكراد إذ أتاح لتركيا الخروج لاحتلال "منطقة آمنة" في الاقليم الكردي في شمالي سورية.

لقد فوجئت اسرائيل من القدرة العملياتية التي أظهرها الايرانيون ضد السعودية. وسارع نتنياهو لطلب علاوة ميزانية لتعزيز الدفاع الجوي. وفوجئت بقدر لا يقل من الانسحاب الأميركي من شمال سورية. وحسب تقرير عاموس ها

رئيل وامير تيفون فانه في المرة السابقة التي قرر فيها ترامب اخراج قواته من سورية، نقل اخطار لاسرائيل قبل يوم من ذلك؛ اما هذه المرة فتخلى البيت الابيض حتى عن مثل هذا البلاغ القصير.

لقد أقام نتنياهو سياسته للخارجية والامن على وتدين: التماثل المطلق مع ترامب، وتصعيد المواجهة مع ايران وحلفائها، في اطار هجمات أخذت في التعاظم في الاشهر الاخيرة بل وسارت بعيدا حتى العراق. فقد آمن، وهكذا سوق ذلك للجمهور، بان ترامب منصت لنصائحه وسيعمل على انهيار النظام في ايران. ولكن لخيبة امله الشديدة، قطع ترامب الاتصال معه منذ الانتخابات، وهو يعمل على نحو استعراضي لتحسين العلاقات مع ايران. ليس لنتنياهو حلفاء آخرون في أميركا، بعد ان قطع علاقاته مع الحزب الديمقراطي.

ان تسليم ترامب للضربة في السعودية وترك الاكراد لمصيرهم هما اشارتا تحذير لاسرائيل لانها لا يمكنها أن تعتمد على رفيق نتنياهو في البيت الابيض. يسعى ترامب لانهاء التدخل العسكري الأميركي في الشرق الاوسط، وسياسته تتمتع بتأييد جماهيري وفي الساحة السياسية في الولايات المتحدة. اما جهود نتنياهو لعرقلة تغيير النهج الأميركي، واحباط تحسين العلاقات مع ايران، فلا تستدعي الا المشاكل.

يتولى نتنياهو ايضا منصب وزير الأمن. وعليه ملقاة المسؤولية عن المفاجآت الاستراتيجية، وعن اعداد اسرائيل العليل للانعطافة في السياسة الأميركية وللتصدي للقدرة العسكرية الايرانية. هذا سبب حيوي آخر لانهاء ولايته.

 

 

 

 

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب