news-details

ضم المناطق خطر علينا

*الكاتب يقول: إن كل من يسعى منا الى ضم المناطق (الضفة) يعرض وجودنا (إسرائيل) للخطر. هذا الكابوس واقعي اذا ما تحقق الضم"*

كل تلك الدوائر في اوساطنا الساعية الى ضم المناطق (الضفة) او بعض منها وجعل يهودا والسامرة جزءا من أرض اسرائيل القديمة والطيبة- يعرضون مستقبل دولة اليهود الشابة نسبيا للخطر. فهذه خطة شيطانية لحظنا لم تولد بعد وان كان لا يستبعد ذلك.

حاييم رامون، الذي للاسف يذوب من الحياة السياسية في بلادنا، حذر مؤخرا في مقابلة مع "معاريف" من نوايا الضم للفلسطينيين. فهو يرى امام ناظريه يوم غفران سياسيا أخطر في نظره من يوم الغفران العسكري، وذلك حين سيقول الفلسطينيون لنا نحن الاسرائيليين: ضمونا. وبالفعل، هذا كابوس. لو كان سكان غزة ويهودا والسامرة والعرب، يجتمعون في جلسة طوارئ، ويبحثون في مسألة كيف سيهزمون الصهاينة ويتخذون القرار المحمل بالمصير للاعلان عن أنفسهم كجزء من دولة اسرائيل ويعترفون بوجودها، فإن هذا اليوم هو الذي كنا سنختفي فيه كأمة من على وجه البسيطة.

في اوساطنا ايضا كما أسلفنا يوجد كثيرون وطيبون يسعون الى ضم مناطق يهودا والسامرة بل ويهددون بالعودة الى غزة التي تطلق علينا صواريخ القتل بين الحين والاخر. هذا الكابوس الذي تتجمد له الدماء يتجسد بالطريقة التالية: نحن كنا الحكام في يهودا والسامرة وغزة، وهم، سكان تلك المناطق، كانوا يلفظون من داخلهم حزب الله والمنظمات المتطرفة، يمدون أذرعهم نحونا ويعرضون علينا: "ضمونا.

نحن نطلب أن ننخرط في البلاد المشتركة لنا ولكم. الحكومة ستكون حكومتنا جميعا. وكذا القدس". إذ انه اذا كان احمد الطيبي تنافس على رئاسة بلدية القدس لانتصر. والمسافة بين الجلوس في مكتب رئيس البلدية ومكتب رئيس الوزراء قصيرة.

اذا ما ضممنا بالفعل مناطق اولئك الذين يعترفون بحقنا في الوجود ويصبحون مواطنينا، فانهم سيشاركون بالطبع في الانتخابات ايضا. فمن كانوا سينتخبون؟ نصر الله ووفرة من الزعماء العرب الذين كانوا سيحصلون على معظم الاصوات. اما نحن، اليهود الصهاينة، فكعادتنا كنا سننقسم ونوزع اصواتنا على وفرة من الاحزاب من اليمين، من اليسار ومن الوسط، وهم بالتشاور فيما بينهم وبين انفسهم كانوا سيؤسسون حكومة الاتحاد لغزة، يهودا والسامرة. والمجلس التشريعي الجديد كان هو من يقرر بان اللغة العربية هي التي يتعلمها ابناء اسرائيل في المدرسة. اما العبرية فهي لغة ليست الزامية.

هذا الكابوس كان بالتأكيد سيتجسد. لماذا لا؟ الكنيست التي تسيطر عليها اغلبية السكان الجدد المضمونين كانت ستتخذ قرارات تقزمنا نحن اليهود الاسرائيليين الى درجة الاقلية المخنوقة تحت عبء الاغلبية. هناك بالتأكيد الكثيرون ممن سيهزون اكتافهم في ضوء هذه الاقوال ويلغونها باعتبار انها هذيان غير واقعي. فلماذا ليست هذه واقعية؟ فالحديث يدور عن امكانية ستصبح في يهودا والسامرة على الاقل واقعية في المستقبل القريب عندما تضم المزيد فالمزيد من المناطق الى سيطرتنا.  ألم يحن الوقت للعودة لتجسيد خطة ايهود باراك: "هم هناك ونحن هنا"؟ هم في دولتهم ونحن في دولتنا.

معاريف- 28/5/2019

 

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب