news-details

ق. ق. ج.

قصّة قصيرة جدّا... وهي إفراز ممّا يُعتبر في الأدب: الكتابة عبر النَّوعيّة وتمتاز بالتَّخطّي للحدود بين جنسي الشِّعر والقصّ... ويُطلق عليها كذلك الخاطرة أو القصّة القصيرة، حيث تصبح شاعريّتها متوازية مع سرديّتها... وتصف الدكتورة والباحثة كوثر جابر في كتابها “الكتابة عبر النّوعيّة” (2012) هذا اللون الأقصوصة القصيرة، باعتبارها نصّا مفتوحا على الأنواع، ذا دلالة متعدّدة...

وعليه، يندرج هذا النّوع الأدبي الجديد ضمن حدود ما يُعْىق بأدب الحدّ الأَدنى لكونه يستندالى الميل الى الاختزال والتقليل...

والمعروف أنّ الباحثين اختلفوا في موضوع بدايات هذا النّوع الأدبي عربيّا، فذهب عدد منهم أنّ بدايته كانت في سنوات العشرين والثلاثين والأربعينيات، بينما كال آخرون الى أنّ ولادتهُ في أدبنا كانت في السَّبعينيات في سوريا على يد الكاتب وليد اخلاصي في مجموعته “الدّهشة في عيون قاسية” _1972)...

هذا وقد أدّت محاولات الدّارسين لتحديد المُسبّبات خارج النَّصيّة التي ساهمت في انتشاره في عالمنا العربي، أدّت الى الاتفاق على الآتي: أولًا: الواقع المعيشي القاسي بامتياز الذي عانى منه المجتمع العربي.

ثانيًا: التّطوّر التّكنولوجي السريع الذي غزا ولمّا يزل يغزو مجتمعاتنا، كلّا على حِدة.

ثالثًا: ظهور شريحة الكُتّاب الشّباب، التي تكتب خلال المرحلة الأخيرة سنة 1990 وبرز تأثّرها بهذا النّوع الجديد من الكتابة.

رابعًا: تزايد الوعي بأهميّة الكتابة النَّسويّة التي استثمرت ايجابيّا هذا النّوع الأدبي بكل ما يتضمّنهُ من تداخلات النّوعيّة وشكلهِ...

وممّا يجدر الإشارة إليه أنَّ كتابة النّصوص القصيرة الحديثة خرجت عن السِّرب بتحكيمها للسَّائد والمُتعارف عليه في أدبنا فاخترقتهُ وتجاوزتهُ بعيدا عن التّقليد والتّكرار قجاءَت كتابة مغايرة وتعبيرا عن رؤية وموقف... حيث يُجْمع بهِ المؤلّف ما بين العناصر الفنيّة والبناء السّرْدي في مساحة سياقيّة موجزة، تمتاز بالتكثيف والتركيز والإمتاع والتّشويق والإيحاء والدّهشة والقِصَر و.. و.. و.. 

صباح الخير لكلّ قارئ ناقد نصوص القصّة جدّا ويُفكّك بيئتها من حيث المفارقة والنّهاية المفتوحة، التي تمتاز بسرعة قراءتها...

 

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب