news-details

كوشنير، نتنياهو ودرس في الرقص


يديعوت أحرنوت- 2/8/2019

 

*تحركات كوشنير بالتنسيق مع نتنياهو لتحسين مواقع نتنياهو في الانتخابات وما بعدها، على سبيل الحركة الكثيرة دون اي حركة على الاطلاق على طريقة رقصة البطن*

 

درج أريئيل شارون على تشبيه نتنياهو براقصة البطن: "هي تتحرك بكل اعضاء جسدها"، وفصل. "تتحرك الى الامام، تتحرك الى الوراء، يمينا، يسارا، ولكن عندما تنظر جيدا تكتشف انها لا تتحرك ميللمترا". من اين استمد شارون معرفته المعمقة بفن الرقص، لا أدري. اما نتنياهو فقد عرفه جيدا. التقى نتنياهو أول امس في مكتبه في القدس مع جارد كوشنير، صهر الرئيس ترامب ومستشاره الكبير. وصل كوشنير الى اسرائيل في إطار حملة مكوكية، هدفها شق الطريق لما يسميه ترامب "صفقة القرن".

لقد تأجل نشر الخطة مرتين، المرة الاولى بسبب التخوف من ان يمس النشر بحملة الليكود الانتخابية السابقة، والمرة الثانية بسبب التخوف من أن يمس بحملة الانتخابات الحالية. يشعر الأميركيون بالصدمة حتى اعماق ارواحهم في ضوء الانباء عن تدخل روسي في حملة الانتخابات بينهم، ولكن لا توجد لديهم اي صعوبة في أن يتدخلوا في الانتخابات في دول اخرى. عندما يتدخلون عندنا، فهم يفعلون ذلك باحساس بالرسالة، من اجلنا. وهم يتعاملون معنا مثل الفتى المحب للفرائض اياه، الذي اجبر عجوزا على اجتياز الطريق.

في نهاية حرب التحرير، عندما كانت مخازن الغذاء فارغة، استجدت اسرائيل الاقتراض من بنك اكسبورت- انتبورت الأميركي. ولم يصل المال الا بعد أن شرح مفوض الولايات المتحدة في البلاد للمسؤولين عنه بان من يهدد حكم بن غوريون، عشية الانتخابات، هو رجل اسمه مناحيم بيغين، وبيغين مشبوه بالعطف على الشيوعية.

ليس التدخل في الانتخابات فقط يكرر نفسه بل والغباء ايضا.

كوشنير هو خادم ثلاثة اسياد. السيد الاول هو دونالد ترامب: ترامب ملزم بأن ينجح في كل مكان فشل فيه رفاقه؛ السيد الثاني هو بنيامين نتنياهو: فهو منا؛ والسيد الثالث هو محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي للسعودية. هو ايضا كان اوباما يمقته، وهو ايضا منا.

ما يوحد ثلاثة اسياد كوشنير هو الخوف من ايران. هذا ليس قليلا، ولكنه ليس كافيا. لكل واحد من الاسياد توقعاته، واحتياجاته. لقد كان يفترض بـ "صفقة القرن" ان تؤدي الى اتفاق إسرائيلي-فلسطيني يكون جزءا من رزمة اقليمية. الفلسطينيون يحصلون على دولة؛ اسرائيل تحصل على السلام. كم هو بسيط؛ كم هو بعيد. المهمة في هذه اللحظة ملموسة اكثر بكثير، قريبة اكثر بكثير: مساعدة نتنياهو على اجتياز الانتخابات بسلام.

نتنياهو يتحكم بالخطوة؛ اما كوشنير فهو مجرد الرسول. فقد اعدت التفاصيل بين نتنياهو ورون ديرمر، السفير في واشنطن، وبين ديرمر وكوشنير. في البداية املى نتنياهو سياسة تجميد تام. فقد تخوف من أن كل حديث عن المفاوضات سيصدم "قاعدته". بعد ذلك انقلب. قبل شهر ونصف من الانتخابات يسعى لان يموضع نفسه كزعيم سياسي.

زعماء العالم يتجندون من أجله؛ حكام العرب يدقون بابه. كوشنير يسافر الى العواصم العربية مع دعوة لقمة في كامب ديفيد. اسرائيل الرسمية لا تكون هناك؛ وللبحرين ايضا لم تدع. ولكن روحها ستكون هناك. ترامي سيحتفل. صحبة الملوك تطيب له. مع بعض الضغط سيكون ممكنا عقد المؤتمر حتى قبل الانتخابات. في كل الاحوال قبل اقامة الحكومة. وبشرى من واشنطن ستقنع اجزاء من ازرق ابيض، وربما ايضا من حزب العمل، للانضمام الى الحكومة. وهذا كفيل بان يحطم التعادل.

لقد نشر الخبر عن مهمة كوشنير في "يديعوت احرونوت" اول أمس. نشر البيت الابيض نفيا هزيلا. اما نتنياهو فصمت.

على الطريق سيحقق كوشنير شيئا ما آخر. قبل اسبوعين من الانتخابات سيسافر نتنياهو الى زيارة في الهند. لعل السعوديون يسمحون له بالطيران من فوق اراضيهم؛ لعلهم يدعونه لان يهبط، في زيارة عاجلة. ملك المغرب حسن الثاني دعا رابين لان يهبط عنده، في الطريق من واشنطن الى البلاد. ما كان جيدا لرابين، سيكون جيدا اكثر لنتنياهو.

المفتاح لكل صفقة موجود في ايدي الحكام العرب السُنة وعلى رأسهم محمد بن سلمان ومحمد بن زايد من ابو ظبي. لقد قطع الحكام شوطا طويلا في السنوات الاخيرة. وهم مستعدون لان يستعينوا باسرائيل في واشنطن، مستعدون للقاءات سرية، لتعاون استخباري، لتواجد في الظلال للموساد. مصر السيسي مستعدة لاكثر من هذا.

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب