news-details

كيف تزيل البشاعة عن وجه الوطن؟ | سهيل عطاالله

لو جئنا بكل ما لدينا من أدوات التطهير لغسل بشاعاتنا الحياتية لكان الإخفاق بقباحاتِه نهاية لسعينا!

البشاعة التي تربكني وتقض مضجعي ليست خللا نرصده في ملامحنا الجسدية أو أوضارًا تُلطخ أجسادنا بكريه الروائح!! الخلل في ملامحنا يمكن وأده بعملية تجميل، والروائح الكريهة يمكننا إزالتها بصابون الاغتسال وعطر الطيوب.

بدافع بشاعاتنا المتحكمة بإيقاع حياتنا نتوجه نحو الخير حينا ونحو الشر في كثير من الأحيان!!

في قصصنا الدينية والدنيوية نردد متفائلين أن الغلبة في النهاية من نصيب قوى الخير!!

هزيمة ابليس موجودة في مواعظنا وكتاباتنا، لكننا في واقع حياتنا نرى الابالسة قابضين على أعناقنا متحكمين بشهيقنا وزفيرنا!!

الأبالسة كائنات من نتاج أخيلتنا وأفكارنا غير السوية.. إنها أفكار السوء الناضجة بالحقد والكره والاستعلاء، والاستئثار والقمع والاستلاب!! هذه مجتمعة تُطوّب وتسرمد بشاعاتنا وتفتك بنقاء وصفاء أوطاننا.

جميل أن تكون بنية الوطن محكمة وبيئته بيئة نقية.. لكن هذا الاحكام وهذا النقاء سيمسخان وحوش دمامة إذا ما استمرت أفكار السوء تتحكم في مسالكنا وبنات أفكارنا!!

نردد وبصدق أن العتاب صابون القلوب.. فوقها نخطو نحو الحوار وبالحوار نغسل حياتنا لتبقى عصية على القبح وأفكار السوء!!

في غياب الحوار ننسى أن الدين هو المعاملة في محضر السوء يصبح ديدَن الجميع سوء المعاملة!!

عندما تقودنا أفكار السوء تتعطل أذهاننا ونسقط ضحايا لأفكار خبيثة معلبة من صنع حيتان وغيلان تستهدف شل افكارنا وزجنا في أوطان هشة هجينة كي تبقى ديارنا مراتع ذلّ وعبودية!!

عندما تذهب عقول أبناء الوطن في إجازة دائمة يتحولون بغالبيتهم الى قوم من العبيد المناكيد الاذلاء والعبيد بطبيعتهم يفرزون عرشا للطغاة المتجبرين!!

بالحوار الهادئ المتزن نغسل الكثير الكثير من البشاعات!!

بوقوفنا متساوين تحت خيمة شرعية القانون نتجاوز كلَّ المتاهات!!

بلفظنا المندسين المدنسين نقف شامخين في وجه المحن والفتن!!

باحترامنا الرأي الآخر المغاير لرأينا نشيد ديمقراطيات ترعى البر والخير في أوطاننا!!

في حواراته الفلسفية يقول فولتير:

"إنني لا أوافقك على كلمة مما تقوله، لكنني أدافع حتى آخر قطرة من دمي عن حقك في أن تقوله.."

عندما تتجسد فينا هكذا أفكار، يتطاير الانقسام وتحلو الحياة ويزهو ويزدهر الوطن.

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب