news-details

لا ليأس السّنابل

لا ليأس سبعانا السِّمان...ما دمنا نَسْتنطِق صخرة من كلام … حقّا، مَنْ يُمْسِكُ بزمام هذا الزّمن العربي الرَّديء برؤية مستقبليّة رائية، يظلّ يقضّ مضجعهُ حتّى النُّخاع ما دام يرانا أنّنا بدل أن نمتلك التُّراث ونحملهُ معنا وفينا الى عالمنا حتّى يظلّ متجدّدا، أصبح التّراث هو الذي يمتلكنا ويشدّنا إلى عالمهِ المنُقضي ويحكم علينا بأنْ نظلَّ كائنات تراثيّة... حقيقة مقلقة أدّت بي من خلال مقالاتي الأسبوعيّة أن أُحسَّ أنّ وِحْدَةَ الزَّمن لديّ تُصبح هي الأسبوع، وليست الدّقيقة، أو السّاعة أو اليوم، كلّ ذلك بهدف إحداث التغيير المنشود...

ولهذا، صرتُ أرى الأسابيع تُهرول أمامي بصورة مُرْعبة، فما أن انتهي من كتابة مقال حتّى أجدني غارقا في التفكير في المقال الذي يليه، كلّ ذلك وأنا أعيش زمن انفجار المعرفة في كلّ مناحي الحياة...

فلم أعد أراه غريبا حين أُحِسُّ أحيانا أنّني غير قادر على الاستمرار بكتابة مقال أسبوعي، فألجأ الى التفكير في الكتابة كل أسبوعين، لِعِدّة أسباب، منها: اكتشاف أنّ وجود مقال ألتزم به ككاتب، دون أن يصطدم بمشاريع قصائدي، يُخفّف الكثير من الضَّغط الواقع عليَّ... ففي هذا الزّمن العربي الرَّديء، تتناسل فيه الشّياطين سياسيا واجتماعيا وثقافيا، مِمّا يجعل كتابة المقال، رغم المعاناة الشّديدة في كتابته، راحة وعلاجا من ضغط يجتاحك وتريد التعبير عنه، لذلك تكتشف في لحظة ما أنّ عليك أن تصرخ، خاصة وأن الصرخات في تأجيلها مَقْتلها...

وهكذا تُصبح مقالاتي المتتالية برأيي سيرة ثقافية تغطّي حقبة من الزّمن انْحدر فيه المنحدر أكثر وتعرّى فيها العاري أكثر، حتّى وصلت الى مرحلة صرتُ أرى فيها أنظمة وأفرادا بلا وجوهها ولا جلودها...

طبعا، لا يُمكنني وأنا في هذا الصَّدد ألا أشير أنَّ كتابتي مقالي الأسبوعي تمنحني مساحة واسعة من الحريّة أسعى الى الحفاظ عليها، كونها تجعلني أدركُ أن أشياء ما تنمو وتُثْمر في قلوبنا وعقولنا وأوطاننا، يُلزمنا أن نحفظ ونحافظ على الشّمس عينا، وعلى أناشيد الحريّة، التي نهرّبها أحيانا خِلسة الى أطفالنا...

صباح الخير لكلّ الملتزمين بمواصلة كتابة مقالاتهم الأسبوعية التي يحمون بها كلّ ما هو جميل في حياتنا...

 

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب