news-details

لماذا العفو عن نتنياهو

*الامر الوحيد الذي يمكن للمستشار القضائي للحكومة اقتراحه الآن على نتنياهو هو صفقة ادعاء: التخفيف من العقوبة مقابل اعتراف كامل وكشف كل الاشخاص الذين عملوا معه وكل الاساليب* 

 

 

حزب ازرق ابيض انتخب باسم العقلانية. ليس مواقف الحزب هي التي جذبت اليه المصوتين. لم يكن أحد مهتم. ارادوا فقط شخص ما غير غارق في الوحل وغير غارق في عقد الملاحقة، في طريقه الى مركز القوة لن ينضم الى أي مجرم أو أي تافه لديه متلازمة القدس. ليس عبثا أنهم صمموا في الليكود على أن يشككوا في سلامة غانتس العقلية والنفسية. لقد شخصوا نقطة ضعفه. باسم العقلانية يطرح مرة اخرى الاقتراح الخطير وهو اعطاء العفو لنتنياهو بدون محاكمة.
"هكذا سينشأ هدوء، الغضب سيتلاشى، التوتر سيتبدد والكراهية ستقل"، كتب كوبي نيف في "هآرتس". في "يديعوت احرونوت" شرح ناحوم بارنيع بأن "أنتم ستحصلون على حكومة وحدة وشعب اسرائيل سيحصل على القليل من الهدوء"، في الوقت الذي قال فيه عميت سيغل إن "العقل هو حل دائري وكامل، يحرر اسرائيل من وضع البريكزيت الذي وجدت نفسها فيه". مثل طفل في نوبة غضب، نتنياهو يوجد في هذا الوضع. ليس هو الذي يجب عليه التنازل. والليكود؟ ايضا منه لا يجب أن نتوقع أي شيء. 
لن يغرس له أحد عمود فقري في هذه المرحلة. الجمهور هو المطلوب منه أن يكون العقلاني والبالغ والمسؤول، وأن يقدم مخرج للطفل والاقزام المتشاجرين عليه. نتنياهو افسد كل جهاز قام بلمسه. وهو لم يفعل ذلك وحده. كان هناك من ربحوا وكان هناك من أملوا أن يربحوا مستقبلا. عبيد خانعين أو شركاء في الطريق. 
هؤلاء الاشخاص ما زالوا هناك، عفن في الديمقراطية الاسرائيلية. احدهم هو أرنون موزيس، ناشر "يديعوت احرونوت" الذي سجل له شريط وهو يتاجر باستقامة صحيفته الكتاب فيها من اجل الحصول على تشريع يساعده في اعماله التجارية. ايضا هو يتوقع أن يكسب من العفو بدون محاكمة. حقيقة لسبب ما لم تذكر في مقالات تحذير في صحيفته. إن عقد نتنياهو خلق هنا طبقة سميكة ممن يخافون من ضوء الشمس ويُصلون بأن لا يتجرأ أحد على فتح النافذة. 
فكرة العفو تم طرحها في السابق ايضا بهدف أن توفر على الدولة حملة انتخابات تقطر بالعنصرية والكراهية والاكاذيب. هذه المرحلة انتهت، والجمهور اجتاز حملتين انتخابيتين الاكثر قذارة في تاريخ اسرائيل، وخرج منها بأقل الخسائر من انقلاب الحصانة الذي خططه نتنياهو لانقاذ نفسه. العفو الآن لن يوفر على الجمهور أي شيء، ولن يعيد اسرائيل الى مسار عقلاني أكثر. العفو سيعفي الجمهور من نتنياهو فقط لفترة قصيرة. فهو سيعود بعد سنتين وفي جعبته دليل قاطع على مؤامرة جنون العظمة التي حاكها ونشرها: هو طاهر ونقي، إلا أن جميع رؤساء الاجهزة القانونية في اسرائيل، وجميعهم من تعيينه، تعاونوا معا لاسقاط حكم اليمين.
مثلما أن العفو الفضائحي في قضية خط 300 يستخدم الآن كسابقة قبل العفو عن نتنياهو، سيستخدم العفو عن نتنياهو كسابقة للديماغوجي الفاسد القادم. هذه هي العبرة التي سنورثها للاجيال القادمة: التملص من القانون في اسرائيل، يجب فقط أن تمسك الدولة كرهينة.
الامر الوحيد الذي يمكن للمستشار القضائي للحكومة اقتراحه الآن على نتنياهو هو صفقة ادعاء: التخفيف من العقوبة مقابل اعتراف كامل وكشف كل الاشخاص الذين عملوا معه، وكل الاساليب. هذه هي الطريقة الوحيدة للعودة الى العقلانية. هي ليست حر سحري ولن تكون سهلة، لكن اذا لم نتبعها فسيواصل ظل نتنياهو ملاحقة الديمقراطية في اسرائيل لعقد على الاقل، وبعد مرور أربعين سنة سنتحدث عن العفو القادم حسب نموذج نتنياهو.
 
أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب