news-details

لماذا لم تحلق ذقنك!؟| أحمد ريان

حدثني المرحوم عبد المجيد محمد زيداني (أبو أحمد) من مهجري قرية الدامون، عن قصة حدثٍ جرى معه أيام الحكم العسكري ونظام التصاريح البغيض قال: سافرت إلى مدينة شفاعمرو للحصول على تصريح لأتمكن من السفر الى كريات بياليك (اليوم) التي تبعد من 10-12 كيلومترًا عن قرية طمرة، لأشتغل عند الفلاحين وأوفر لقمة العيش لعائلتي، وفور وصولي إلى هناك استوقفني شرطي وقال لي: من أين أنت؟ قال: من طمرة، وماذا تعمل هنا؟ جئت لأشتغل. الشرطي: هل لديك تصريح يسمح لك بالوصول إلى هنا؟ نعم معي، أرني إياه. وكان التصريح لثلاثة أيام، قانوني ورسمي مع صورة مختومة نظيفٌ ومرتب. هل معك بطاقة هوية سأله الشرطي. نعم معي. فرآها الشرطي بأجزائها الصحيحة. صمت الشرطي وقال: اين تشتغل. قال: عند فلان. وسمّى له اسم المُشغِل. قال له هيا بنا إليه. فذهبنا اليه وسأله إذا كان يعرفني فأجاب المُشغِل بالإيجاب وهو إنسان خلوق ومحترم. وبعد كل هذه الاثباتات مسكني الشرطي من أذني وصفعني على وجهي فغضبت غضبًا شديدًا وقلت له: لماذا صفعتني؟ معي تصريح وبطاقة هوية وسألت عني ولديك كل الاثباتات.. لأنك مش حالق ذقنك!

هذه القصة الحقيقية تنطبق على كثير من السياسيين الذين يؤدون الولاء ويقدمون اوراقهم الثبوتية الى الحكومة وسياساتها وفي النهاية "يفوزون" بصفعة بل بصفعات سياسية ولا يهتمون. لماذا؟ الجواب: حفاظًا على تمسكهم وتثبتهم بمبادئهم!! السؤال: متى تأتي الصحوة وتذهب السكرة؟ وهل كل هذه الصفعات لم تغن ولم تسمن من جوع؟

كثيرًا من الشخصيات العربية الرسمية والشعبية والقيادية يصدقون الوعود الوهمية الماكرة التي ينثرها رجال السلطة في البلاد خاصةً قبل وبعد الانتخابات وما أكثرها، إليكم هذه القصة:

ذهب أحد الأشخاص ليبيت ليلته في احدى الفنادق وطلب من صاحب الفندق ان يوقظه في الصباح الباكر، بكل سرور أجابه وفي هذه الأثناء جاء ضابط شرطة بثلاث نجوم ووضع ملابسه فوق ملابس الزبون، نسيَ صاحب الفندق طلب الزبون فهرول إليه وأيقظه متأخرًا، جن الزبون ومن سرعته لبس ملابس الضابط وبدأ يمشي بسرعةٍ كبيرة وكل من يراه يحييه بالسلام حتى صدمته دراجة هوائية وسقط على الأرض تجمع الناس من حوله ورفعوا "الضابط" عن الأرض وقالوا: سليمة سليمة! نظر الزبون الى نفسه وحينما رأى نفسه بلباس الضابط قال: ما أغبى صاحب الفندق! بدلًا من أن يوقظني أيقظ الضابط!!

هذه القصة أو النكتة تنطبق أيضًا على شخصياتٍ كثيرةٍ في مجتمعنا العربي، يعيشون بالأوهام وبالوعود بالحل والربط والنضال والتأثير "من الداخل" (أسلوب قديم جديد!!) ويلبسوهم ملابس "الضباط" ويصدقون أنفسهم وبعد الانتخابات وغيرها تعود المياه الى مجاريها وكأن شيئًا لم يكن، السؤال: ألم يحِن الوقت حتى نرى الخيط الأبيض من الأسود؟

آن الأوان لأن نرى الأمور بشكل واضح وصحيح وان نتعلم من تجاربنا ونأخذ العبر والدروس حتى نقف بالمكان الصحيح بالكرامة والاحترام.

انجاز عربي هام؟ يحق لنا نحن العرب ان نتفاخر ونتباهى امام العالم بإنجاز اتفاقنا على الصيام هذه السنة في تاريخ واحد "بدون مساعدة خارجية" انتاج عربي عربي قح!! وهذه المرة قررنا بحزم أن لا نسمح لأي طرف خارجي مهما كانت درجة علمه ان يحدد لنا بداية صيام شهر رمضان المبارك.

عاشت العرب والعروبة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

طمرة/ الدامون.

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب