news-details

ما قبل المؤتمر الأخير للاتّحاد العامّ للأدباء الفلسطينيّين – الكرمل 48، أثناءه وما بعده (2-2) | علي هيبي

كان الأمين العامّ يردّد دائمًا عندما لا يروق له أمر، أين يحدث ذلك! عندما يتحدّث عن نقاء العمل وقدسيّته واستقامته، ولكنّه عند الفعل ينسى كلّ ما قال، فأين حدث في العالم كلّه وفي أيّ انتخابات أن قدّم مرشّح ترشيحه لنفسه! وقد فعل ذلك الأمين العامّ كمرشّح لمنصب الأمين العامّ وكمرشّح لعضويّة الأمانة العامّة! أين حدث في العالم وفي أيّ انتخابات أن قدّم مرشّح ترشيحه لمرشّح آخر! وقد حدث ذلك في انتخابات اتّحادنا "الموقّر"! أين حدث في العالم وفي أيّ انتخابات أن كان أعضاء لجنة الانتخابات كلّهم من المرشّحين! لقد حدث ذلك يوم مؤتمرنا العظيم! ترشّح للأمانة العامّة 36 مرشّحًا وللجنة المراقبة 8 مرشّحين، يعني 44 مرشّحًا وظلّ في اتّحادنا حوالي 150 عضوًا لم نجد من بينهم رئيسًا ومساعدًا وأعضاء لجان صناديق إلّا المرشّحيْن للأمانة العامّة: محمّد علي سعيد وزياد شليوط وأعضاء لجان من المرشّحين كذلك، فأين حدث ذلك!؟ ولم يعترض أحد من أعضاء قيادة الاتّحاد إلّا علي هيبي، وكان وحيدًا وحظي الأمين العامّ بتأييد "أعضاء مجلس الثّورة"! وفي مقترح الدستور الجديد صارت فترة الولاية لأربع سنوات، مع إمكانيّة تمديدها لسنة خامسة، بعد أن كانت ثلاث سنوات في الدستور السابق، ولم يعترض أحد إلّا محمّد هيبي "المارق أخو المارق" في المؤتمر، وقُبل الاقتراح وصار نصًّا دستوريًّا بتصويت الأمراء كما رغبة الملك الأوحد الذي لا يخطئ، ولا تنزل اقتراحاته الأرض! وقد ذهب رئيس وأعضاء لجنة صياغة الدستور إلى الاجتماع في الطيرة وهم يحملون اقتراح تغيير اسم الاتّحاد بإسقاط الكرمل وتغيير كلمة الأدباء بكلمة الكتّاب، بحيث عاد الاسم لاسم اتّحاد ال48 السابق وإسقاط الكرمل بادّعاء أن القضيّة فقط للدلالة الجغرافيّة، واعترضت على ذلك لأنّه لا قيمة للجغرافية بلا تاريخ سار ويسير وسيسير عليها وتحت ضغطي وضغط قلّة من الأعضاء أعادوا كلمة الكرمل إلى الاسم، والأخطر من ذلك أنّ الأمين العامّ ومعظم أعضاء اللجنة من اتّحاد الكرمل! فمَن صاحب المصلحة في إسقاط اسم الكرمل وإلغاء تاريخه، وهل كان ذلك تلبية لأجندة ما؟ خارجيّة مثلًا!

وفي الاجتماع الأخير للأمانة العامّة طرحت أن يكون المؤتمر على فترة أطول بحيث تكون جلسة من جلساته لتقديم بيان من الأمانة العامّة أو لجنة المراقبة وبيانات أخرى، ومن ثمّ إفساح الوقت للنّقاش، بحيث يستطيع أعضاء الاتّحاد من إبداء آرائهم، ووافق البعض من الأعضاء على ضرورة ذلك وأهمّيّته، ولكنّ الأمين العامّ رفض الفكرة بادّعاء بائس، وسكت السّاكتون! فهل سيمارس الملك الأوحد بعد سبع سنوات من الملك حقّه الدستوريّ وفق الدستور الجديد هكذا؟! وفترة ولايته بعد عشر سنوات ستكون قريبة من فترة رئاسة العقيد معمّر القذّافي أو فترة رئاسة الفريق حسني مبارك، هذا إذا اكتفى بلا تمديد أو توريث!

أنا علي هيبي والجميع يعرف بياض قلبي ونقاء سريرتي، قد أصيب وقد أخطئ، وقد أحبّ أحدًا وقد لا أحبّ أحدًا ولكنّي لا أكره أحدًا، وقد أؤيّد أمرًا وقد أعارضه، ولكنّني لا أخاف أبدًا أحدًا! أقول رأيي وأعبّر عن موقفي بمنتهى الصراحة والوضوح وليعترض على صراحتي من يريد. لقد عرض عليّ الأمين العامّ سعيد نفّاع قبل المؤتمر أن أكون راضيًا بمنصب أمين عامّ مساعد، أو منصب نائب الأمين العامّ، وأنا من الجليل وهو من الجليل، وهو من الكرمل وأنا من الكرمل! فكيف يستوي الأمر وفق تقسيماته "الدستوريّة" فردّ "نُسوّي الأمر" بلا أيّ اعتبار لهيئة أو لعضو، فهل يرضخ الراضخون لمطالبه تحت شعار وحدة الاتّحاد والمصلحة تقتضي وعلي هيبي "حرّاث" لا يجارى. وعُرض عليّ أنا علي هيبي من أكثر من زميل وعضو في قيادة الاتّحاد وأكثر من مرّة وبشكل لا ديمقراطيّ ولا نزيه أن انسحب من التنافس الديمقراطيّ على منصب الأمين العامّ أو الرئيس وأقبل بالمنصب الواحد ورفضت هذا التوجّه بعناد، الأمر الذي يجعل من الأمين العامّ ملكًا لا يُنافس، وطُمّعت بأنّ الفترة القادمة لي بعد أن ينهي سعيد نفاع هذه الفترة الأخيرة، ورفضت هذا التوجّه التسويفيّ وهذه المماطلة غير الدستوريّة وغير الديمقراطيّة، ولن أصادق عليها، لأنّني أرفض مبدئيًّا هذه الصفقات، وقلت لأحدهم مرّة لشدّة إلحاحه: والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري ولو بصوتي فقط لن أمنع التنافس الديمقراطيّ، ولأنافسنّ سعيد نفاع على المنصب الواحد. ونجح سعيد نفاع في الانتخابات المزيّفة بالمنصب الواحد الذي نافسته عليه بفرح وفشلت في نيله بشرف، وغمر الأمين العامّ بعد النجاح إحساس "بالمرارة"! أليس هذا ما حدث يا زميلي محمّد علي سعيد ويا رفيقي مصطفى عبد الفتّاح ويا صديقي حسن عبّادي! ألم تهتمّوا بأن أتراجع! وعندما رفضت وقفتم في الاصطفاف ضدّي على اعتبار أنّ سعيد نفاع "بلدوزر فاعل عامل" وأنا "منكوش مكسور العصا ومتقاعس خامل"! أليس في ذلك ظلم وتجنٍّ عليّ وعلى نشاطي المتميّز! فلتهنأوا بالقادم أيّها الزملاء الأعزّاء! والله إنّي سعيدٌ بفشلي وإذا أدرك الأمين العامّ كلّ التجاوزات في الانتخابات فسيبقى غير سعيدٍ بنجاحه المرّ.

في يوم المؤتمر كانت الجريمة النكراء، فقد ابتدأنا اليوم بأجواء رائعة ومريحة، لدرجة أن لا أحد يستطيع أن يصفها بالمشحونة، وهو الوصف الذي يلذّ للبعض أن يبثّه عندما لا تسير الأمور كما يبتغي، وفي الجلسة الطارئة قبل المؤتمر طرحت الأفكار الدستوريّة وسارت الأمور على ما يرام، وعندما بدأت الانتخابات على مقترحات الدستور المخالفة لمقترحات لجنة الدستور، وزّعت الورقة على الأعضاء المقترعين، وهم الكتّاب الواعون ولكنّ معظمهم لم يفهمها، لعدم وضوحها وهو الأسلوب الذي يميّز أسلوب الأمين العامّ في كلّ شيء، واعتقد جازمًا أنّها كانت من صياغته، وكانت لجان الصناديق الانتخابيّة بلا قوائم للناخبين وانتهت الانتخابات بدون قوائم فكيف تمّ ذلك؟ واعترضتُ لدى رئيس اللجنة محمّد علي سعيد ومساعده زياد شليوط، وفي أثناء الانتخابات قال لي سعيد نفاع وعلى مسمع من مصطفى عبد الفتاح: إنّ هذه الانتخابات يجب أن تلغى ووافقته الرأي لأنّها انتخابات غير نزيهة ولا موضوعيّة وتشوبها كلّ الشوائب، ولكن بعد أن أعلنت النتائج لتلك الانتخابات، وكانت النتائج في صالح مواقفه وطروحاته تراجع عن طلب الإلغاء وقبل النتائج بسرور تامّ. إذن لا مكان للمرارة الّتي أحسّها الأمين العامّ بعد إعلان النّتائج، وهي المرارة التي كان مفعمًا بها أثناء الانتخابات وقبل إعلان النتائج! هذا هو سعيد نفاع كما خبرته في الأشهر الخمسة الأخيرة قبل المؤتمر التنظيميّ. إذا كان تغيير قرار للأمانة العامّة يؤدّي لتسهيل نجاحه في الانتخابات يسعى لتغييره، وإذا كان تغيير قرار للأمانة العامّة في غير صالحه الانتخابيّ فيصبح التغيير محرّمًا لأنّه يمسّ المقدّسات. فقد طلبت أنا منه أن ننظّم قائمة انتخابيّة صافية بأسماء الذين لهم حقّ الاقتراع فقط فرفض معتمدًا على قرارنا في الأمانة العامّة واللجنة التحضيريّة، ولكنّه كان على أتمّ الاستعداد لتغيير قرار الأمانة العامّة الذي ينصّ على عدم أحقيّة المنتسبين للاتّحاد بعد 30 أيلول 2021، وقد سعى إلى ذلك لسبب بسيط هو أنّه وجد أنّ معظم المنتسبين بعد 30 أيلول من مؤيّديه، هذه هي الحقيقة ولا يحرّك ولا يثير سعيد نفاع في معظم سلوكه إلّا مثل هذه الحقائق.

في الانتخابات الثانية للمناصب المختلفة سارت الأمور بشكل أوضح، على الأقلّ من ناحية وجود قوائم انتخابيّة لمقترعي كلّ صندوق، ولكن! ولإيمان الأمين العامّ بالضبابيّة دائمًا فقد كانت الأوراق محشودة بالأسماء، وكان من الأوْلى أن نصوّت على كلّ واحدة لحدة، ولكنّ الأمين العامّ كان مهتمًّا لإتمام الانتخابات بسرعة ليكمل عمليّة الخطف التي بدأت قبل المؤتمر ببضعة شهور.

زملائي الأعزّاء: برأيي على الأقلّ وفي الآونة الأخيرة قبل المؤتمر وعلى وجه التحديد بعد أن عرف الأمين العامّ بأنّني أنا علي هيبي، وبعد أن رفض عرضي الكريم والنافع للاتّحاد بوجوب وجود منصبيْن، وعرف أنّني سأنافسه على أحدهما، وعلى المنصب الواحد، وهو ما كان نتيجة للانتخابات المزيّفة في نتائجها والبائسة في مجرياتها، وبعد أن رفضتُ كافّة إغراءاته بالمناصب التي عرضها عليّ كي أصمت وأقبل، منذ ذلك الوقت بدأ الأمين العامّ حملة شبه هستيريّة في البحث عن النجاح الذي لا يستطيع أن يعيش بدونه، خاصّة وأنّه شعر بأنّ كثيرًا من الأعضاء سيصوّتون لصالحي. وبدأ باستغلال ضعف الآخرين وصمتهم وخجلهم وقبولهم لكلّ ما يقول حتّى لو تناقض ما يقوله مع مقولات دستوريّة صريحة، لقد ربّى الأمين العامّ حوله أعضاء من الأمانة العامّة وأعضاء من الطاقم التنفيذي وأعضاء من الاتّحاد، ربّاهم على الصمت والخوف والخنوع لإراداته وذكائه الخارق والزائد، عوّدهم على البصم على كلّ ما يقوله كمنزَل لا يناقش فكيف يُعارَض وهو الوحيد الأوحد الفاهم والمقدّر للأمور. وبدأت عمليّة الاستلباس والتشويه، لقد قام الأمين العامّ باستلباس الأعضاء بالزيارات المتعدّدة والدواوين الكثيرة والاتصالات المكثّفة وإثارة النعرات البائدة، وهذا ساءني ولكنّه لا يهمّني! بل ما يهمّني وساءني فعلًا هو مرافقة استلباسه ذاك بحملة تشويه ضدّي وضدّ أخي محمّد عضو الأمانة العامّة، فقد تحوّلنا بنظره من مؤسّسين للاتّحاد ومن "عملة نادرة" إلى مخرّبيْن. لقد انتهج الأمين العامّ أسلوبًا استئثاريًّا دكتاتوريًّا بمساعدة خبراء وعسس له، يردّدون على مسامعه كلّ ما يسمعون لإنجاح حملة تشويهه للشرف الذي سلم وسيظلّ سليمًا من الأذى. لقد كان الأمين العامّ في هذه الآونة ما قبل المؤتمر نقيض الديمقراطيّة والنزاهة والشفافية والاستقامة والوضوح، ولكنّه كان منسجمًا فقط مع ذاته التي لا تريد لأحد أن يقود الاتّحاد معه ولا بجانبه! "أنا فقط ولا أريد رئيسًا عليّ"! هكذا كان يردّد، طيّب! لماذا لم تقبل أن تكون أنت رئيسًا، لماذا لم تتمسّك بموقف كريم ونبيل عندما قدّمتك على نفسي، وآثرت الصلف والأنانية والكبر والاستئثار والأثرة. هأنذا إذا اقتضت الضرورة قد أترك لك الاتّحاد فقدْهُ وعث فيه ملكًا. ولكنّك والله تستأسد بأرانب وتستسمن ذا ورم وترى السراب ماء رغم إدراكك أن ليس كلّ ما يلمع ذهبًا. في الوقت الذي أقوم فيه بهذا التوصيف أحذّر وأدعو للتساؤل وأدعو الأعضاء للنظر والانتباه، إلى أين سيأخذ الأمين العامّ هذا الاتّحاد الذي بنيناه منذ سبع سنوات بشقّ الأنفس! إلى أيّ مزالق ومتاهات ودهاليز.

لقد انتهت الانتخابات الثانية على المناصب، وعلى مساوئها وربّما بتزوير مقصود أو بسلوك غير مقصود في مجراها ونتائجها، انتهت بنجاح الأمين العامّ سعيد نفاع بالمنصب لولاية ثالثة، هو يعتبرها الأولى في هذا المؤتمر الوحدويّ، وقد توجّه لي من قبل مجموعة من الزملاء: حسن عبّادي ومصطفى عبد الفتاح ومحمد علي سعيد، وربّما غيرهم عارضين عليّ عدم الترشّح لهذه الدورة وأكون المرشّح الوحيد في الدورة القادمة، ورفضت! فهل تنصّبون ملكًا الآن على عرش ووليّ عهد بعد ذلك!؟ أهي دولة أمويّة! فهل ستعيش المملكة بسلام وأمان وشورى وبلا أجواء مشحونة! وهل سيفسح الأمين العامّ المنتخب المجال لزميل آخر! أم سيترشّح هو مرّة أخرى من خمس سنوات، فالدستور الذي جعله على مقاسه يعطيه الحقّ بالترشّح لولاية ثانية! ومن يعرف فقد تجتاحنا كورونا جديدة تحجرنا أو حرب ما فيمدّد له "الأباة الشجعان" لفترة ثالثة ورابعة، وبذاك لا يكون بعيدًا في عدد سنوات حكمه الرشيد عن عدد السنوات التي قضاها في الحكم أيّ ملك أو رئيس عربيّ من دعاة التمديد أو التوريث.

وقبلت بالنتيجة والحسم الديمقراطيّ المشوّه وباركت للأمين العامّ نجاحه، وهذا من باب احترامي لنفسي وللمؤتمر وللاتّحاد ولأعضائه بلا استثناء، وبغضّ النظر إلى من دعم سعيد نفاع أو دعم علي هيبي، فكلّهم زملائي وأكنّ لهم الاحترام، والميل إلى مرشّح ما دون غيره وحرّيّة التصويت حقّ مقدّس لكلّ عضو.

وبطبيعة الأمور كنت مرشّحًا لمنصب عضو في الأمانة العامّة، وفي كلمتي كمرشّح قدّمت أمام المؤتمِرين صورة عن نشاطي كأحد مؤسّسي الاتّحاد وفصّلت على مدى عشر دقائق تفاصيل نشاطاتي الواقعيّة على مدى سبع سنوات، والتي لا يمكن أن ينكرها أحد، وحصلت على 75 صوتًا فقط، ما يعني أنّ 66 عضوًا لم يصوّتوا لي، يعني حوالي 50% من الأعضاء قالوا: "لا" لنشاطي، وحصل مرشّح آخر لم يظهر بأيّ نشاط على مدى أربع أو خمس سنوات على الأقلّ، حصل على 88 صوتًا وآخر مماثل له حصل على 90 صوتًا! وصور أخرى مؤلمة حقًّا! أليس في ذلك اصطفاف مبرمج وترتيب مسبق! لماذا لم يحصل نشاطي العظيم والمعترف به من كلّ الأعضاء، لماذا لم أحصل على 140 صوتًا! لماذا قوبل نشاطي برفض نصف المقترعين تقريبًا! لماذا يا حضرة الأمين العام؟ لماذا يا حضرة رئيس اللجنة الدستوريّة؟ لماذا يا رئيس اللجنة التحضيريّة؟ لماذا يا حضرات رئيس ورئاسة المؤتمر؟ لماذا يا حضرات أعضاء الأمانة العامّة؟ لماذا يا حضرات الأدباء المقترعين؟ أين الموضوعيّة وأين النزاهة وأين الاعتراف الطبيعيّ بالنشاط؟ معنى ذلك أن 66 عضوًا اصطفّوا ضدّي وضدّ نشاطي! فمن "صفّطهم"؟ وماذا استنتج أنا الآن غير التفكير بهذا الجحود والنكران المبرمج! وكما أرى يمكنني أن أقدّم استقالتي الآن وأعود لانتسب قبل 3 أشهر من المؤتمر القادم، ولا أفعل شيئًا ولا أقوم بأيّ نشاط واصطف بقائمة مبرمجين وأحظى بثقة المؤتمر وأصير عضوًا في الأمانة العامّة، أخطّط لمن نشطوا وتفانوا سياسة الاتّحاد وأقرّر من هو الأمين العامّ والمناصب المختلفة. وكفى الله المؤمنين القتال!

ثمّة شيء فاسد في مملكة الدنمارك! ثمّة شيء فاسد في مملكة الاتّحاد أيّها الملك وأيّها الأمراء والأعضاء! فلتنتبهوا!

وأخيرًا! أقولها بصراحة أنّني لا أحبّ أن أظلم أحدًا ولا أحبّ أن يظلمني أحد، ولا أحبّ أن أخدع أحدًا ولا أن يخدعني أحد، "فلست بالخبّ ولا الخبّ يخدعني"، وأعترف أنّني تعرّفت إلى الرفيق سعيد نفاع من خلال عضويّتنا في لجنة المراقبة المركزية في الحزب الشيوعيّ، ولكنّي حقيقة لم أعرفه عن كثب، وعلى طيلة وجوده في الحزب والجبهة، ومن ثمّ انتقاله إلى حزب التّجمّع  ليصبح عضوًا للكنيست عن ذلك الحزب، لم تربطني به أيّة علاقة لا شخصيّة ولا غيرها، فقد بدأت علاقتي به تنمو وتزيد منذ لقائنا في شفاعمرو بغرض الانضمام للاتّحاد العامّ للكتّاب 48 لترشيد طريقه المتعثّر، ومع ذلك فشلنا في الانضمام ولم تقبل طروحات رؤيتنا المتطابقة، واستنتجنا أنا وهو وعصام خوري ضرورة تأسيس اتّحاد جديد، هو ما عرف فيما بعد بِ "الاتّحاد القطريّ للأدباء الفلسطينيّين – الكرمل"، وبدأت رحلتنا معًا في النشاط العامّ والتجنيد والمجلّة وفي كلّ شأن من شؤون الاتّحاد ورسالاته الوطنيّة والتثقيفيّة والأدبيّة، وظلّ هذا الانسجام بيننا حتّى لم نعد معًا عشيّة هذا المؤتمر الوحدويّ، عرفته في هذه الفترة ما قبل المؤتمر نشيطًا وفاعلًا ومتفانيًا من خلال منصبه الأمين العامّ ورئيس تحرير المجلّة ومن خلال منصبي كناطق رسميّ وسكرتير تحرير المجلّة، كنّا نموذجيْن للعمل المشترك في خدمة الاتّحاد وأعضائه والحركة الأدبيّة عامّة، وكذلك كنّا نتّفق على ضرورة الوحدة بين الاتّحاديْن حتّى تمّت وشهدنا معًا يوم توقيعها في رام الله ويوم استكمالها في كوكب أبو الهيجاء، وخلال كلّ تلك الفترة من منتصف سنة  2014 حتّى منتصف سنة 2021 لم تبدُ منه لي أيّ سمة من سمات الأنانيّة والاستئثار إطلاقًا، مع أنّ بعض الشّخصيّات الّتي تعرفه عن كثب حذّرتني ولم اقتنع بتحذيراتهم لأنّني خبرته بالتجربة.

قلت مرّة لسعيد نفاع: "لماذا أنت شخصيّة إشكاليّة! فثمّة من يحبّك مثلي وثمّة من لا يحبّك بتاتًا" فأجابني بما يرضى ويُرضي، وانتهى الأمر عند ذلك من طرفي وبلا تغيير يذكر ولا استنتاج عن شخصيّته وظللنا على انسجام رائع وعلاقة متينة حتّى صرت "مخرّبًا" بعد أن كنت معمّرًا وبانيًا وحتّى صرت ألعب "لعبة وسخة" بعد أن كنت أنقى الأنقياء وأطهر الطاهرين! إنّ تقلّبات الأمين العامّ عشيّة المؤتمر فتحت عيوني على الكثير من الأمور والاستنتاجات ليست كلّها تتعلّق بسعيد نفاع! ولكنّي اكتشفت سعيد نفاع على حقيقته ولا حاجة للتفصيل فقد ذكرت سابقًا كلّ ما يدلّ على صفاته وشخصيّته، وبأنّه لا يحترم إلّا نفسه عندما تحتدّ الأمور بدليل ترفّعه عن كلّ الأعضاء حتّى الموالين له، وذلك بتقديم ترشّحه إلى نفسه! فأين حدث ذلك؟! وبعد هذا خبرت الناس أكثر وبخاصّة زملائي الأدباء الأعضاء في الاتّحاد، وأقول لهم إذا كان عليكم صعبًا إبداء مواقفكم من قضيّة صغيرة بحجم تأييد أو عدم تأييد مرشّح لاتّحاد كتّاب وتهابون من طرح رأي مخالف أمام أمين عامّ، فما هي الرسائل التي ترسلونها للقرّاء في إبداعاتكم؟! وإذا كان من سمات بعضكم الصّمت على الخطأ وعلى انتهاك الدستور، وفي عدم القدرة على إعلان موقف في الدفاع عن مظلوم أو رفض إجراء ظالم، فماذا ترسلون من رسائل عبر إبداعاتكم! ألا يجدر بكم الصمت عن الكتابة والكفّ عن خداع قرّائكم! حيث تُبدون فيها من الشجاعة وصلابة المواقف وتُضمرون المواقف الممالئة والخنوعة.

لذلك كلّه وغيره، وقد يقول البعض خسارته في الانتخابات جعلته يفكّر بترك الاتّحاد، ومع أنّ ذلك ليس بصحيح وأنا لم أترك الاتّحاد! ولكن فليستنتج أيّ عضو أيّ تفسير أو استنتاج، ولكنّي آثرت الانسحاب عن قبول الوظائف أو المناصب في الاتّحاد لأفسح المجال لغيري من الراغبين وإرضاء لمن لم يطيقوا اسْمي يتردّد كناطق رسميّ رفع بتقاريره وأخباره وبياناته الاتّحاد إلى علّيّين فغيّروه إلى مركّز إعلاميّ. لأنّني باختصار لا أستطيع العيش في هذه الأجواء من الأنانيّة والدكتاتوريّة، وفي هذا الجوّ المريب من الصمت والخنوع أمام الخطأ وطغيان الاستئثار والأثرة. كم أرجو أن يقرأ كلّ عضو في الاتّحاد توصيفي هذا، ليس لأنه يعبّر عن ذاتي وإرادتي ورغبتي ومواقفي فقط، بل لأنّها في الوقت نفسه تقدّم تصويرًا للحقيقة المفقودة بفعل الأنانيّة والخنوع، لعلّها تفتح أمام قارئها كوّة رغبة في معرفة الحقيقة ورغبة في إعلاء شأن الإيثار والشجاعة.

أيّها الأدباء المحترمون! في ردّه على مقالة ب. إبراهيم طه حول "الحكي وقلّة الحكي" استغلّ سعيد نفاع ما قاله طه في مقالة سبقت المؤتمر بطويل من الوقت بشكل سلبيّ، فقد أظهر نفسه أنّه نصير البسطاء من الأدباء، الذين "ظلمهم" طه في مقالته مع أنّ معظم الأعضاء يوافقون رأي طه في هذا الموضوع، ومنهم سعيد نفاع نفسه في كلماته عن العدد والحجم والمساحة والكيل، واعتقد أن منهم الشاعر سامي مهنّا والشّاعرة فردوس حبيب الله، وهما عضوا الأمانة العامّة الجديدة، وأعتقد ثمّة آخرون غيرهم من أصحاب فكرة الإسهال الشّعريّ.

وقد أعلمنا الأمين العامّ عن كمّ من الرسائل تبودلت بينه وبين ب. طه عشيّة المؤتمر وعلى طيلة خمسة شهور قبله، ماذا حملت من مضامين تلك الرسائل؟ لقد أطلعني ب. طه على بعض مضامين رسائله إليك! ولوقار في نفسه لم يطلعني على مضامين رسائلك إليه، فهلّا أطلعتنا عليها لوقار وموضوعيّة ونزاهة في نفسك أيّها الأمين العامّ! وقد ذكر الأمين العامّ في مقالته التي طلب منّا ترقّبها قائلًا: "لا رقيّ ولا رفعة لحركة ثقافيّة إلّا بتنظيمها" وهو قول صحيح، ولكنّها تفقد صحّتها وأسس تنظيمها القويم والسليم إذا لم تبنَ على صدق وشفافية وديمقراطيّة ومشاركة جماعيّة، وقد افتقد جميعها الأمين العامّ في بضعة الأشهر قبل المؤتمر وأثناء المؤتمر، ولا أعرف ما سيكون بعد المؤتمر! ولكنّي لا آنس نار صدق ولا نور شفافية وديمقراطيّة مع قيادته الفذّة كأمين عامّ ولا مع بعض أعضاء الأمانة العامّة من جوقة الخجل والصمت وتكرار لازمة الأمين العامّ. يبدو أنّ سعيد نفاع لا يسمع ولا يريد أن يسمع إلّا صوت سعيد نفاع، وبعد فلا خلاف بعد اليوم على اسْم الاتّحاد، إذ يصحّ بعد كلّ ذلك التوصيف من أوّله إلى آخره أن يسمّى "اتّحاد سعيد نفّاع الخاصّ" وإذا قبل اقتراح أحد المبدعين فليسمَّ "الاتّحاد الخاصّ للنجم سعيد نفاع".

سوف يحتمل توصيفي لحقيقة الحالة ثلاث مجموعات من أعضاء الاتّحاد أو غيرهم: الأولى سترفض ما فيه جملة وتفصيلًا، وسترى فيها بهتانًا وتزويرًا للحقيقة. ليكن أقبل ذلك على ظلمه! والثانية سترى فيه كلّ الحقيقة ولا يشوبها شيء من التزوير والبهتان. ليكن أقبل كذلك على ثقته! والثالثة وهي الأهمّ بنظري! هي التي ستتعامل مع توصيفي ذاك بموضوعيّة ونزاهة وريبة إيجابيّة وشكّ يقصد اليقين وستضع هذه المجموعة في ميزان الفحص كلّ كلمة أو معلومة فيه راغبة في الوصول إلى الحقّ كلّ الحقّ ولا شيء غير الحقّ. وسأحترم كلّ الآراء بغضّ النظر عن أصحابها وبغض النظر عن مواقفهم وميولهم، ومن أيّ مجموعة تكون. مع تمنياتي للجميع بالخير والعطاء والقدرة على الاستقامة، والنقاء والشفافية والديمقراطيّة.

كنت سأكتفي عند هذا الحدّ من توصيفي للحالة، حتّى طالعنا الأمين العامّ ذو الذّكاء الخارق برسالة على الإيميلات يوم الأربعاء الموافق لِ 2021/12/29 بخلاصة حول المؤتمر "الوحدويّ" الأخير، عنوانها "الكتّاب في مؤتمرهم، هدفنا تثبيت الوحدة ودوام الانطلاقة وماذا بعد!" وأقلّ ما يقال في توقيتها ومضمونها أنّها لا تساهم في تثبيت وحدة بل هي مدعاة للانقسام من جديد، ولا هي تسهم في استدامة انطلاقة بل تضع العصيّ في عجلات تقدّمها وانطلاقها. ما كان حريًّا بأمين عامّ لحركة أدبيّة غداة اجتماع أوّل لهيئة الأمانة العامّة الجديدة أن يخطو هذه الخطوة بالقدم الخطأ، وهو المنتصر بعد مؤتمر "مختطف" حقّق فيه نصرًا مؤزّرًا على خصومه الخاسرين، الّذين "لبسوا لبوس الحقّ في التنافس"، وليس لهم الحقّ في التنافس! لا أعرف لماذا لم يطق الأمين العامّ أن ينافسه أحد!؟ لو كان الأمين العامّ ذكيًّا ما كتب هذه الخلاصة البائسة! لماذا تعود إلى إثارة ما مضى؟ لماذا تعنون خلاصتك هذه بِ "وماذا بعد!" وتعود للكلام كثيرًا "عمّا قبل"، لمَ هذه المواربة؟ ولماذا تبدأ خلاصتك المشؤومة بأسئلة ليست نظيفة وليس هدفها الأجوبة، أسئلة تثير مشاعر من خسر! أليس الأولى مراعاته بموقف وحديث فيه نبل واستقامة واسترشاد طريق مستقيم! واستشراف مستقبل ساطع، ولكنّك تؤثّر أن تعيد أجواء مشحونة أثرتها من قبل واتّهمت بها غيرك، والأهمّ هو أنّك بأسئلتك الخرقاء ذات النّوايا غير السليمة إطلاقًا تنزع إلى الانقسام أو الخلاص من أولئك الخصوم ليخلو لك الجوّ وتتوّج ملكًا بلا منافس على مملكة الثّقافة والأدب. لا تعكس هذه الأسئلة بل وكلّ مضمون الخلاصة سمات أمين عامّ فاز لتوّه، يبغي الوحدة والانطلاقة بتجاوز الماضي وآلامه وسلبيّاته وشوائبه، ولم تكن تلك الآلام والسلبيّات والشوائب إلّا من فعل رأسه وفكره ومن "كدّ" يديْه ورجليْه.

تتكلّم عن نزعات ذاتيّة في نفوس الآخرين الذين تفانوا في خدمة الاتّحاد والحركة الثّقافيّة في كلّ موقع ومكان وزمان من النشاطات التي تتفاخر بإنجازها، ولكن من نفّذها في الميدان هم غيرك، في الأمسيات والندوات والمؤتمرات والمدارس واللقاءات الثقافيّة والوطنيّة. تتكلّم عن نزعة ذاتيّة عند الآخرين ولم ألمسها تستوطن نفسًا أكثر من نفسك، ولعلّ هذه النزعة هي التي قادتك مع حالة من قصر النظر إلى كتابة ما كتبت! ألا ترعوِ عندما تتكلّم عن غياب الأمر الطبيعيّ في المؤتمر! وهو ضرورة تقديم البيانات من الأمانة العامّة وممثّلي لجنة المراقبة ونقاشات الأعضاء في المؤتمر! هل غيّبها إلّا موقفك أنت وصمت الصامتين. ألست أنا من طالبك بضرورتها وبضرورة إعطاء فرصة للأعضاء في المؤتمر أن يعبّروا عن آرائهم بحرّيّة وأن يدلوا بملاحظاتهم! ومن ثمّ تعود إلى التاريخ كما يحلو لك، ولكنّه لن يرحمك ولن يكون شفيعًا لك!

لقد رسمت وقست مؤتمرًا سريعًا ليسهل الخطف، فجاء المؤتمر على رسمك وصار الاتّحاد بعد فوزك المريب على مقاسك، ولم يتبقَّ أمامك إلّا التّخلّص من الخصوم الذين قد يكونون حجر عثرة أمام نزعاتك ومراميك المستقبليّة. إنّ الادّعاء أن خرجت الأمور عن "سكّتها السويّة" لا يتجاوز كونه ادّعاءً، أمّا الحقيقة فإنّك أنت من كنت سبب انحرافها عن كلّ السكك السويّة والأصيلة، وبفعلك ذاك وضعت السفينة بين براثن الغرق، أو ورقة في مهبّ رياح الأنانية والنوايا السيئة. وسنرى مستقبلًا ماذا ستقدّم الهيئات الجديدة المنتخبة من فعل تحت قيادتكم إذا مكّنتها من العمل بحرّيّة، وأنت القادر على المراضاة وإغداق المناصب الدستوريّة وغير الدستوريّة وكيل الوعود بكرم حاتميّ من خلال زياراتك المكوكيّة القادمة التي بدأت في هذه الأيّام وستكون ما بين انتهاء المؤتمر وبين عقد اجتماع الأمانة العامّة الجديدة في تاريخ 15/1/2022، هذه الزيارات  لا تبغي ولا ترمي إلى شيء هو التأكّد من أنّ ال 56 عضوًا الذين صوّتوا لعلي هيبي سيبقون في الاتّحاد ولن يتركوه، أمّا علي هيبي نفسه وأخوه محمّد فليذهبا إلى الجحيم هما و"قلّة من المناصرين المقرّبين"، وهذا تأكيد لما ورد في سؤالك الأوّل في بداية خلاصتك وهو الأخير في آخر خلاصتك أيضًا، ولكنّ تكراره البائس لم يزده إلّا بؤسًا وقلّة ذكاء كثيرة، وكذلك يجعلني ذلك وعلى ضوء سؤالك، يجعلني في شكّ في أنّ المؤتمر قال كلمته الأخيرة بيقين كامل بل شكّك سؤالك المطروح مرّتيْن في كلمة المؤتمر وجعلها بمثابة الظّنون، حول إثارة الانقسامات واستدعائها، إذ لا خوف على مستقبل الحركة الأدبيّة إلّا من مثيري الانقسامات، ولن تكون هذه الحركة في خطر إلّا وهي بين أيدي أمانتكم وقيادتكم "الرشيدة". نعم لقد أخذتك العزّة بالإثم في كلامك الجارح والناشف ذاك.

أنا لا أعرف من نصّبك وصيًّا على حركتنا الثّقافيّة، وفقًا لسؤالك الثاني "هل من خوف على وحدة الحركة الثّقافيّة"؟ وأمّا جوابك المنبثق عن ذاك السؤال فإنّما يعكس ذاتًا منتفخة بالأنانيّة وبالشّعور بأنّها تملك وصاية على تلك الحركة، وكأنّ كلّ من يعارضك ويترك لك الاتّحاد إنّما يقوم بعمليّة ضرب للحركة الثّقافيّة التي أنت من ضربها دائمًا! وقد جاءت خلاصتك هذه معبّرة بصدق عن هذا المقصد! لماذا لا يكون الأمر هو إنقاذ لهذه الحركة من أيادٍ غير أمينة عليها، وتجيب عن نفسك وعن غيرك "قطعًا لا" من سيحمل وزر ضرب هذه الحركة وهذه الوحدة! من هو ذلك "المارق" و"العميل" الذي سيضرب الملتزم الوطنيّ الأمين العامّ! وقد نستنتج أنّك اليوم تتربّع على عرش الوطنيّة وتغدق وتمنح الشهادات الثقافيّة والأدبيّة والوطنيّة على من تشاء وتحرم وتمنع عمّن تشاء!

أنصح بأن لا تكون قاطعًا وجازمًا بصلف وانتفاخ في نظرتك إلى الأمور، لأنّ كلّ شيء متحرّك وليس ثابتًا! بل هو دائم الحركة والتغيّر والتجدّد. لقد كانت الوحدة منذ سنة 2019 ثابتة وعلى أسس راسخة، حتّى قمت بزعزعتها وتقويض أركانها في الأشهر الأخيرة وحتّى اليوم، يوم أصدرت "خلاصة الخلاصات".

وأخيرًا: كنت لا تريد لأحد أن ينافسك، ترفض مجرّد أن يجرؤ أحد على أن ينافسك، فكيف لو فاز عليك ذلك الأحد! ماذا كنت ستفعل؟ هل كنت ستتحوّل إلى مجرّد عضو في الاتّحاد كما صرّحت! لا أعتقد ولا أصدّق، كنت ستترك الاتّحاد بالكامل بسبب الفشل! أنا لا أعرف لماذا يسكنك هاجس الخوف من التنافس بقولك: "هل كنّا قادرين موضوعيًّا تخطّي النقص وبغنًى عن هذا التنافس" أقول أنا: "نعم كنّا قادرين"! لو تنازلت عن كبريائك السلبيّ وعن التفرّد والإقصاء والديماغوغيّة المفرطة وآمنت بالعمل الجماعيّ الإيجابيّ وآثرت الإيثار على الأثرة والاستئثار وقدّرت جهود الآخرين بشكل موضوعيّ ونزيه كما قدّرت جهودك الذاتيّة، وقبلت بمنطق المشاركة والعمل الجماعيّ في قيادة الاتّحاد ليسير بخطًى ثابتة وبرؤية ساطعة نحو مستقبل مشرق، وعلى رجليْن اثنتيْن وأرض صلبة، فلا يترنّح على قدم واحدة على تراب ليّن ووسط غبار قاتم، يعمي القلوب التي في الصدور ويغمّ على العقول الواعية ويحكمه الغرق في وساوس الماضي وألاعيبه ودسائسه، وبخاصّة في بضعة الأشهر الأخيرة التي سبقت المؤتمر من أنانيّة واستئثار وتعالٍ وكِبر وتيه وترفّع عن الزملاء والأعضاء وإقصاء من يقول" "لا" عندما يجب أن يقول: "لا" وتقريب من يقول: "نعم" عندما كان يجب أن يقول: "لا"!

نعم هناك تحدٍّ صعب أمام الجميع من العاملين في الحقل الثّقافيّ والأدبيّ هو إنقاذ الحركة الثقافيّة والأدبيّة عامّة واتّحاد الأدباء خاصّة من إلباسهما بلبوس السياسة وألاعيبها و"شطارتها"، فالثّقافة مستقيمة طاهرة بلا مصالح وذات مساواة والسياسة مواربة ومشوبة بالمصالح الذاتيّة والاستعلاء والتفاضل. التحدّي الصعب حقيقة هو بالعودة بالثقافة إلى نقائها وطهرها وبالتخلّص من طغيان الأنانيّة المفرطة والذاتيّة الزائدة والأمانة غير المؤتمنة والمواربة والاستعلاء. وسيبقى شعاري ومبدأي الأمانة والصدق والصراحة في الحياة وفي التعامل مع الناس، في أيّ تنظيم أو هيئة أو مجال، وبإيمان راسخ: "نعم للصحيح والمستقيم و"لا" للخطأ والأعوج إلى أبد الآبدين، ولو كره الكافرون والمهزوزون! 

                       

 

 

                                                                                        

       

            

 

                                

             

            

                                                    

 

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب