news-details

من فلنر لكسيف حزب قوي لا يهاب| مفيد صيداوي

الاعتداء الأرعن على عضو الكنيست الشيوعي والجبهوي البطل د. عوفر كسيف هو دليلٌ آخر على حقيقة الديمقراطية التي يتاجر بها حكام إسرائيل وخاصة الجناح اليميني من الخارطة الحزبية.

    هذه الديمقراطية الهشّة جدًّا والبعيدة عن الديمقراطية الحقيقية، ديمقراطية العمال والفلاحين، ديمقراطية الشعب والطبقات الشعبية، ففي الظروف المحلية تفقد هذه الديمقراطية قيمتها  ومصداقيتها وديمقراطيتها عندما يتعلق الأمر بالعرب أولاً والطبقات الشعبية ثانيًا والشرائح المهمشة في الوسط العبري وخاصة ذوي البشرة السوداء وخير الأمثلة على ذلك الاعتداء على ابننا الجبهوي  وعضو الكنيست د. يوسف جبارين، وعلى رئيس أكبر بلدية في المثلث وابننا د. سمير محاميد، في بلدهم وفي عقر دارهم  في أم الفحم البطلة أم الفحم التي قادت وتقود النضال في المثلث والبلاد منذ ثورة 1936-1939، ثورة فلسطين الكبرى مرورًا بالحكم العسكري ونضالات رفاقنا وشعب أم الفحم ضد هذا الحكم الظالم وحتى اليوم،  وقادة الشرطة الذين يعرفونهم بالاسم والشكل لم ينبسوا ببنت شفة، وكذلك وزير الشرطة الليكودي الذي دافع عن رجال شرطته بدلًا من مساءلتهم ومعاقبتهم.

     والشرطة إياها وفي مكان آخر في القدس المحتلة هي التي اعتدت على عضو الكنيست الشيوعي الجبهوي الأممي البطل د. عوفر كسيف، لا لشيء سوى لتظاهره مع أهلنا في القدس الشرقية المحتلة. ومزقت قميصه من قُبُلٍ وسال الدم الطاهر من جسمه نتيجة هذا العدوان الغاشم.

وهي نفس الشرطة التي قتلت المتظاهر الأثيوبي أسود البشرة بدون ذنب اقترفه سوى أنه تظاهر ضد حكومة الظلم الاجتماعي والطبقي، والتي تفرق بين مواطن وآخر.

الاعتداء على اليسار وعلى القوى الديمقراطية الحقيقية والأممية ليس جديدًا على هذه الحكومات التي حرضت ومازالت تحرض على اليسار وعلى الشيوعيين الذين يتصدون ببسالة لقوانين الاجحاف بحق المواطنين العرب، ولسياسات الحرب والعدوان نحو الشعب  العربي الفلسطيني وحركات التحرر القومي والوطني العربي، وبعد حرب الستة أيام أو حرب النكسة  في الرابع من حزيران 1967م ووقوف قادة الحزب الشيوعي اليهود والعرب ببسالة ضد هذا العدوان وأمام الاجماع القومي الصهيوني، وبعد كلمة القائد والمناضل والأممي الأصيل ماير فلنر تم الاعتداء عليه في تل أبيب، مع أنه يتمتع بحصانة برلمانية كما يتمتع بها عضو الكنيست  د. عوفر كسيف وعضو الكنيست في حينه د. يوسف جبارين.

هذا هو تاريخ حزبنا الشيوعي الأصيل في هذه البلاد، هذا هو دور حزبنا، الدفاع عن الحق الفلسطيني المشروع كما كفلته القرارات الدولية والدفاع عن الجماهير العربية الباقية صبرًا في وطنها. من أجل المساواة التامة في المواطنة وتحصيل الحقوق وعدم التمييز العنصري ضدها في جميع المجالات، هذه الأقلية التي أرادها لوبراني ومن لف لفه "حطابين وسقاة ماء" تحولت بفضل نضال حزبها الشيوعي ووقوفها ببسالة والأخذ بأسباب البقاء، أصبحت أقلية تعتز بنفسها وتعتز بتحصيل أبنائها في جميع المجالات، ولذا تجري تجارب ومؤامرات لتنسي شبابنا دورهم النضالي ودور حزبهم بالذات، ومحاولات صهينة هذه الجماهير من خلال تسويغ دخول جيش الاحتلال بأشكال مختلفة.

إنه تاريخ العزة والكرامة، وتاريخ تحصيل الحقوق بصلابة الكفاح وقوة الحق وليس بالزحف على البطون كما يريد البعض أن يعيد تاريخ القوائم العربية المرتبطة بالأحزاب الصهيونية بوجه جديد، وهذه المرة بشعارات دينية والدين منها براء.

هذا حزب تعمد بالكفاح والنضال ولا يستطيع لا نتنياهو ولا غيره النيل منه ولا تستطيع أمريكيا بجبروتها النيل منه ولا من سياسته وفكره فهو حزب أممي يشمل البشر كل البشر وينفع البشر كل البشر.

حزبنا من فلنر لكسيف لا يخاف ولا يهاب في قول الحق لومة لائم، وشعبنا يدرك هذه الحقيقة وكذلك القوى الديمقراطية اليهودية التي ستزداد حتما مهما اكفهرت السماء بغيوم زائلة مضللة لا محالة.

وسيبقى حزب فلنر طوبي وكسيف على العهد  شمعة تنير الطريق للشعبين من أجل سلام عادل ومن أجل العزة القومية والتشبث بالوطن، ولينهض رفاقنا في قواعد الحزب وفروعه ومناطقه وقياداته فلنا ما نعتز به وما نناضل من أجله فنحن مستقبل هذا الوطن، بل مستقبل الشعوب والأوطان في كل مكان.

(عرعرة - المثلث).

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب