news-details

نحن جماعة "الذين على ما يرام"

العنصرية ليست من نصيب اليمين، بل الدولة هي العنصرية. "جماعة الذين على ما يرام" حتى في اليسار، غير مستعدين للتنازل عن امتيازاتهم التي تأتي على حساب العرب

 

بعد قتل رابين سارع الاجماع الى اعتبار يغئال عمير وحاخامات غير معروفين "اعشاب غريبة". ومع ذلك، يجدر مرة اخرى التذكير بأقوال عمير للمراسلين في بث مباشر عند تمديد اعتقاله الاول: "لماذا لا تخبرون الناس بأن نصف من كانوا في الميدان كانوا من العرب". ليس حكم المطاردة وهمس الحاخامات المتدينين القوميين، احاطت بالقتل، بل تحدي شرعية الاغلبية البرلمانية لرابين. منذ ذلك الحين صمت الجميع على ذلك. لهذا التمييز لا يوجد لسان عبري.

من هم الذين يتحدون الآن "اغلبية بمساعدة العرب"؟ من الواضح أن بنيامين نتنياهو يقود اوركسترا اسرائيل الخالدة ومستوطنو الابرتهايد الذين يعرفون عن قرب التسجيل في الطابو الموجود لدى الله. ولكن يجدر الانتباه بالتحديد لـ "جماعة الذين على ما يرام".

زعيمهم الجديد افيغدور ليبرمان، المستوطن الذي أدار حملة انتخابية بتحريضه ضد الاقلية العربية (ليس هناك مواطنة بدون ولاء)، استيقظ ذات يوم ووجد نفسه ليبراليا (الذي يعين مرشحيه للكنيست في كل انتخابات) ويهدد بيني غانتس من الاستعانة بالقائمة المشتركة. وغانتس؟ وقف أمامه بعد الانتخابات زعيم "جماعة الذين على ما يرام" وعدد له من اتصل بهم هاتفيا، وفقط اسم ايمن عودة لم ينجح في لفظه. رئيس اركان لكنه جبان.

"جماعة الذين على ما يرام" لن يتحدثوا علنا ضد "اغلبية بمساعدة العرب" لأنهم ليسوا "كهانيين"، لكن هذا هو واقعهم. هم صوتوا لازرق ابيض، ولا تنتظروا منهم مد اليد فجأة للاقلية العربية الكبيرة.

هم لم يعينوا عرب في القوائم التي أعدوها بصورة ليبرالية في الطريق الى الكنيست. ولأن "جماعة الذين على ما يرام" يشغلون ايضا الوظائف العليا في التلفاز فلن تجدوا هناك مقدمة عربية للاخبار، ولا نريد الحديث عن محرر. الفجوة الكبيرة بين نسبة الطلاب العرب في الجامعات، حيث تسيطر هناك "جماعة الذين على ما يرام" ونسبة العرب في وسط الطاقم الاكاديمي الاعلى، يستحق مقال منفصل. ولكن حتى نسبة العرب العاملين في الطاقم الاداري (موظفات، مدراء حسابات) ضئيلة. واللافتات؟ في جامعة حيفا التي فيها التمييز ضد العرب في حدودها يقتضي احضار بي.دي.اس اليها، سنت في السنوات الاخيرة قانون القومية ومسحت اللغة العربية من لافتاتها. هل سمعتم "جماعة الذين على ما يرام" يحتجون؟ نعم، قليلا، بسرية عطاء مفصل مسبقا لجهة ما.

"جماعة الذين على ما يرام" هم الدفيئة التي نمت فيها وكبر اقصاء العرب: في البنوك والوزارات الحكومية والسلك الاكاديمي والشركات العامة. في كل هذه الاماكن التمييز ليس شعار عنصري، بل دفاع واضح عن امتيازات، وعن هذه الامتيازات لا تتنازل "جماعة الذين على ما يرام، حتى لو لم يتحدثوا عنها. من اجل ذلك هم بحاجة الى اليمين العنصري من اجل أن يعارضوا باشمئزاز تصريحاته. ايضا من اجل ذلك توجد انتخابات، حمام للتطهر، فيه تتطهر "جماعة الذين على ما يرام" من عنصرية نتنياهو ويأملون أن يصوت العرب بجموعهم. وبعد ذلك الانتخابات تنتهي.

انظروا الى ميرتس، من اجل شرعنة ايهود باراك فعل ميلودراما. في "هآرتس" وفي الاذاعة، للحظة تحول عيساوي فريج الى ممثل الأمة العربية التي غفرت للجنرال. وبعد ذلك في الحملة خبأوه. لم يدخل الى الكنيست. من سيستقيل من اجله؟ تمار زاندبرغ؟ أضحكتمونا. هي من "جماعة الذين على ما يرام".

المواطنون العرب، 20 في المئة من السكان، يعيشون على 2 في المئة من الاراضي السكنية و1 في المئة من الاراضي الزراعية. الامتياز اليهودي يحيطهم بالمستوطنات، حصص مياه وميزانيات. لا يوجد لهم سوى النضال كمعارضة بقيادة القائمة المشتركة مع كل عيوبها، سوية مع بقايا اليسار الاسرائيلي. العنصرية ليست لليمين، بل هي للدولة.

 

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب