news-details

نحنُ لَها، في الكنيست وخارجها | شادي نصّار

تنتشر، من على منصات التواصل الاجتماعي، آراء وأفكار ومواقف سياسية واجتماعية متضاربة يسهل في ظلّها خلط الأوراق وتشويش الصورة، وخصوصا عند الأجيال الصاعدة – بناة مستقبل جماهيرنا العربية الفلسطينية الباقية في وطنها. ولكي نختصر الحديث، سندخل في صلب هذه التناقضات لتفكيك هذه المضاربة، ولتبسيط القضايا فيما يتلاءم مع الحالة السياسية الراهنة، ولنفهم سويًا حاضرنا ودورنا فيه.

  1. نحن أصحاب هذا الوطن، ونحن جزء حي وفاعل من الشعب العربي الفلسطيني، ومن قضيته التحررية العادلة، وهذا ما ورثناه من أجدادنا وقيادتنا السياسية التاريخية.
  2. نحن نعيش واقع "مواطنة مشوهة" تحت غطاء دولة إسرائيل (رغم موقفنا من نشأتها الاستعمارية، ايديولوجيتها الصهيونية وسياساتها العنصرية)، وقد كان ذلك ثمنا لبقائنا في وطننا وعلى أرضنا التي نحب.
  3. نحن نعاني سياسات الاضطهاد الطبقي، الاحتلال، التمييز والفصل العنصري من قبل حكومات إسرائيل المتعاقبة.

 

ولهذا:

  1. نحن ملتزمون بالدفاع عن حقوقنا القومية من أجل الحرية والاستقلال والسلام، وبمناهضة الاحتلال والاستيطان والفصل العنصري والحرب بكل الوسائل المتاحة، والطرق التي نراها مناسبة.
  2. نحن ملتزمون بالدفاع عن حقوقنا المدنية من أجل المساواة والعدالة، ليس دفاعًا منّا عن "المواطنة المشوهة" التي تعرضها إسرائيل علينا، بل كمناهضة منّا لسياسات التمييز والاضطهاد التاريخية، والمفروضة علينا في واقعنا المذكور.

 

وفي النهاية، يجب الإشارة الى ميادين هذا الالتزام المذكور أعلاه، ولكيلا تختلط الأوراق على الجيل الشاب فإنني ملزم بذكر بعض أنشطة اتحاد الشبيبة الشيوعية، لهذا العام، في سبيل توضيح ميادين نضالنا ونشاطنا، وخصوصا في ظل الاتهامات الباطلة والمنهارة التي تحاول اختزال ما نؤمن به وما نطمح اليه في دائرة العمل البرلماني، أي في الكنيست الإسرائيلي.

 

أرضنا وشوارعنا هي مربط خيلنا
نحن أصحاب الوطن، وخيل أجدادنا خيل أصيلة، ومربطها شوارعنا وأراضينا. ولم يكن العمل البرلماني، يومًا، أكثر من مضمار أو ساحة ننشط فيها، بصوتنا الواضح وهويتنا التاريخية ومطالبنا الحقّة، كما ننشط ونعمل في دوائر ومؤسسات هذه الدولة المفروضة. ومن العار أن يتهمنا البعض بأننا علّقنا كلّ آمالنا في الكنيست، ونحن بعيدون كلّ البعد عن ذلك في امتحان الحقيقة.

وللجدل، فقد نشطت شبيبتنا الشيوعية وجبهاتنا الطلابية، في هذا العام وقبله، ضمن سلسلة من المبادرات والنضالات والمشاريع المتنوعة، وسأذكر بعضها هنا كي لا يتم إخفاء المجريات بعباية مأجورة.

  1. نظمنا سلسلة من الزيارات الى القرى مسلوبة الاعتراف في النقب، وقمنا بأعمال تطوعية في الأراضي المهددة بالمصادرة، وبفعاليات مع الأطفال والطلبة وشاركنا في المظاهرات التي أقامها الأهل في النقب دفاعا عن حقوقهم ضد التمييز.
  2. نظمنا سلسلة توعوية من الزيارات الى القرى الفلسطينية المهجرة وشاركنا في تنظيم مسيرة العودة التي شارك بها الآلاف.
  3. نظمنا سلسلة واسعة من كرنفالات الطفولة التي شارك بها الآلاف، والتي حملت شعارات الدفاع عن حقوق الأطفال بحياة كريمة وحرة، وبتعليم وخدمات صحية مجانية.
  4. نظمنا سلسلة ضخمة من المخيمات التطوعية الصيفية بمشاركة الآلاف، والتي حملت رسائل مناهضة الاحتلال والعنصرية، وعززت مفاهيم التطوع والتعاون المجتمعي وركائز الهوية.
  5. شاركنا في نضالات "التشغيل المباشر" لعاملات النظافة في الجامعات من أجل حقوقهم العادلة.
  6. شاركنا في حملة "قسط تعليم مجاني" والتي نادت بتعليم أكاديمي مجاني للجميع.
  7. شاركنا في أسبوع "مناهضة العنف ضد النساء".
  8. شاركنا في سلسلة من الوقفات والمظاهرات المناهضة لغلاء الأسعار ولهيمنة رأس المال الكبير على مرافق الحياة.
  9. شاركنا في مظاهرات أيار الكرامة، وشاركنا في مظاهرات الشيخ جراح وسلوان.
  10. شاركنا في كل المظاهرات المحلية والقطرية المناهضة لعصابات الجريمة ضد تقاعس الشرطة والسلطة....

وتطول القائمة، ولكنّ الهدف من ذكر هذه الحيثيّات هو انّنا نرفض اختزالنا في ساحة ليست هي الساحة المركزية بالنسبة لنا، ولو كانت مساهماتنا الميدانية متواضعة فنحن لا نتطاول على أحد ولا ننكر عمل أحد، بل العكس، نمد ايادينا الى كل حركة او حراك او مبادرة تسعى معنا الى تعزيز النضال الجماهيري الميداني في المدارس والجامعات، وفي القرى والمدن وسوق العمل، نتفهم ونحترم كل انسان يقاطع ساحة الكنيست لدوافعه الايديولوجية، ولكننا نرفض ابواق التخوين الموسمية.

ولا نرى بأنّ دورنا البرلماني التاريخي قد شكّل عائقًا أمام أي نضال ميداني لنا أو لغيرنا بل كان منبرًا، ولا نرى بأنّ دورنا البرلماني التاريخي قد ساهم في اظهار اسرائيل كدولة ديموقراطية كما يدّعون بلا أدلّة بل فضحها كما كان عند مجزرة كفر قاسم ويوم الأرض، ولا نرى بأنّ دورنا البرلماني التاريخي جاء على حساب حقوقنا القومية، ولا نرى بأنّنا سنغيّر الواقع من خلال هذه الساحة فقط. ولكن، لم تقنعنا النضالات الميدانية التي لم تعد بنتيجة بأن نجلس جانبًا ايضا.

انّ الذي لا يملك أيّ رصيد ميداني هو من يربط خيله في التصويت او عدم التصويت في الانتخابات، وانّ من لا يملك هويّة واضحة هو من يخاف من ساحات واقعه المختلفة، وامّا الواثق بطريقه وعقيدته فهو يعرف بأنّ أرضنا وشوارعنا قد كانت مربط خيل أجدادنا وقيادتنا التاريخية، وستبقى كذلك برغم المنتفعين والانتهازيين والنجوم المؤقتة.

 

نحن لها، كنّا وسنبقى، في كل الميادين والمدارس والجامعات وورشات العمل، وإذا أهملنا الميدان عاقبتنا الجماهير بإرادتها وليس بإرادة المختبئين خلف الشاشات والمنصات والذين لا هم في الميدان ولا هم يحزنون.

نحن لها في الكنيست أيضا، ولو كنا قلة عددية قليلة، نمارس دورنا دفاعا عن حقوقنا القومية والمدنية، ونمارس دورنا في فضح علاقات رأس المال مع السلطة، وفضح ممارسات الفصل العنصري وفضح صفقات المقايضة والتدجين التي يبررها المقايضون بتحصيل فتات الحقوق.

نحن لها، وكلّنا ثقة بوعينا وجماهيرنا وقياداتنا التي تريد أن تؤثر على واقعها بشرط ضمان الكرامة، نحن لها يا طلائع الشباب – أنتم فقط ضمان التغيير الجذري.

(شادي نصّار - السكرتير العام للشبيبة الشيوعية)

 

 

 

 

 

 

 

 

 

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب