news-details

نهاية "البيبية"

(هآرتس)- 25/9/2019

افضل سنوات الجنرالات الثلاثة الذين يقفون على رأس ابيض ازرق تم تكريسها لاستخدام القوة، وهم يعرفون ثمن اخطارها. الاختبار الموجود امامهم الآن يتجسد في مسألة هل سيعرفون استخدام القوة التي منحهم إياها الناخب من اجل تركيزها في مصالح الجمهور

اهتمام الجمهور بمسألة حكومة الوحدة يتركز حول سؤال قدرة كحول لفان والليكود على التعاون واجراء تناوب بينهما، وبالطبع في مسألة من سيكون الاول كرئيس للحكومة، بيني غانتس أو بنيامين نتنياهو. مصوتو كحول لفان اختاروا غانتس لأنهم ارادوا عزل نتنياهو، لكن اكثر من ذلك، انهاء "البيبية"، السلوك الجامح الذي استهدف تحصين حكم نتنياهو بواسطة قوانين شخصية، واضعاف حراس العتبة وخصي وسائل الاعلام والنقد، وبالطبع تخويف وتحريض هذه المجموعة السكانية ضد الاخرى.

سنوات حكم نتنياهو الاخيرة اوضحت الى أي درجة من المهم تحديد ولاية رئيس الحكومة، واقتصارها على ولايتين. نتنياهو هو الذي قال في حينه بأن ما لم يفعله رئيس حكومة في الولاية الاولى، ربما يفعله في الولاية الثانية، ولكن في الثالثة لا يعود الامر ممكن. الواقع اثبت أنه حدث أمر أكثر خطورة. في رغبته في الحفاظ على حكمه تصرف نتنياهو كرجل ثمل بالقوة وأدار شبكة علاقات مشكوك فيها، ويبدو ايضا جنائية مع اصحاب ملايين واصحاب وسائل اعلام، كما يتبين من لوائح الاتهام ضده.

الآن يقف امام كحول لفان ورؤساءه موضوع ما هو دورهم التاريخي، هل فقط ازاحة نتنياهو أو الدفع قدما بعدد من الاجراءات التي تحدد حدود قوة رئيس الحكومة في اسرائيل. نتائج الانتخابات وغياب قدرة نتنياهو على تشكيل حكومة ضيقة برئاسته هي معركة الصد الاولى. لقد صدوا تشريع قوانين الحصانة وفقرة الاستقواء على قرارات المحكمة العليا (بشرط أن لا يقرر افيغدور ليبرمان فجأة أنه مع ذلك يفضل حكومة يمينية ضيقة)، لكن هذه الافكار وغيرها ما زالت توجد في الهواء، والدور التاريخي لكحول لفان هو اجتثاثها من جذورها.

كحول لفان سيخدم المصلحة العامة بشكل عام ومصلحة ناخبيه بشكل خاص اذا قام بالدفع قدما باجراءات وعلى رأسها تحديد فترة ولاية رئيس الحكومة بولايتين، تشريع قانون يلزم رئيس الحكومة الذي قدمت ضده لوائح اتهام بالاستقالة، المطالبة بمنع سن قوانين شخصية تتعلق برئيس الحكومة، شفافية كاملة لشبكة العلاقات التي يجريها رئيس الحكومة مع اصحاب رؤوس الاموال واصحاب وسائل الاعلام، تعيين مراقب للدولة بواسطة لجنة خارجية وكبح تأثير رئيس الحكومة على سوق الاعلام والاجهزة القضائية.

فعليا، وظيفة كحول لفان هي العثور على كل الخطوات التي أدت الى البيبية، ومنع تكرارها في فترات الولايات القادمة. نتائج الانتخابات والوضع السياسي تمكن كحول لفان من وضع قواعد لعب جديدة ومنع "أردنة" (نسبة لاردوغان) اسرائيل، حسب وصف موشيه يعلون، أحد رؤساء كحول لفان في الانتخابات.

وظيفة اخرى ملقاة على عاتق كحول لفان هي وضع حد لخدعة الحاكمية. الحكومة يجب أن تحكم وأن تدفع الى الامام مصالح الجمهور في الكثير من القضايا – خفض غلاء المعيشة، معالجة مشاكل المواصلات الشديدة، تحسين جهاز الصحة وجهاز التعليم.

في فترة الولاية الاخيرة لنتنياهو تحول الحكم الى فأس للحفر بها، يعينون فيها رئيس خدمات دولة ضعيف، مراقب للدولة متساهل ووزير شرطة يسارع الى مهاجمة الجهاز الذي هو مسؤول عنه – وكل ذلك من اجل خدمة رئيس الحكومة.

الحكم يجب أن يتجلى بقدرة الحكومة ومن يترأسها على الدفع قدما بمصالح الجمهور. هذه هي البشرى التي ينتظرها ناخبو كحول لفان، ويمكن الافتراض بأنه ايضا من بين مصوتي الليكود هناك عدد غير قليل ممن سيكونون مسرورين من رؤية حكم استهدف خدمة مصالح الجمهور.

الجنرالات الثلاثة الذي يقفون على رأس كحول لفان، غانتس واشكنازي ويعلون، وضعوا انفسهم في الوسط السياسي لأنهم يفهمون قيود القوة. افضل سنواتهم تم تكريسها لاستخدام القوة، وهم يعرفون ثمن اخطارها. الاختبار الموجود امامهم الآن يتجسد في مسألة هل سيعرفون استخدام القوة التي منحهم إياها الناخب من اجل تركيزها في مصالح الجمهور.

 

 

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب