news-details

إرثك سيبقى المنارة| عادل عامر

الأمين العام للحزب الشيوعي

 

مرت سنة على رحيلك أيها الرفيق العزيز والقائد الاممي والوطني الكبير والاديب الكاتب العميق.

هناك الكثير من الخصال والصفات التي تمتعت بها جعلتك قائدا قريبا من القلب. منها حبك اللامتناهي للأرض بكل ما تحمله من معان.

فقد حرصت على رعاية حصتك من هذا الوطن بشكل شخصي ويومي، مما جعلك بالصفات الشخصية تشبه هذه الارض بسمرتها وتجاعيدها.

وحرصت بل واصبحت موسوعة ومرجعا لكل نباتات الوطن، اسمائها صفاتها منبتها ومواسمها.

حرصت على ان تعشق الارض، وطنا بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى وعمق، تحمل في طياتها معاني الهوية والانتماء فلم تتنازل قيد شعره عن انتمائك لشعبك العربي الفلسطيني ولا عن عروبتك التي منحتها أعمق معاني الإنسانية، من خلال امميتك التي تجلت في عمق انتمائك الفكري والايديولوجي لحزبنا الشيوعي.

الرفيق محمد نفاع قاد سفينة حزبنا في أوقات عصيبة وقاسية وذلك في الفترة التي تعرضت فيها حركتنا الشيوعية لانتكاسة كبيرة هزت أركان حركتنا الشيوعية. وما زلت أذكر تلك المرحلة بكل قسوتها ولكن بكل الحزم والثقة التي تمتع بها الرفيق ابو هشام وثقته بقيم العدالة الاجتماعية والإنسانية والاممية، وان فقط حزبا شيوعيا واضح الفكر والسياسة قادر على البقاء.

 وحده حزب شيوعي ملتصق بهموم الناس يعبر عن آلامها وأعمالها، قادر على البقاء، فقط حزب شيوعي يطرح البديل الحقيقي سياسيا واجتماعيا واقتصاديا وأخلاقي، قادر على البقاء. حزب شيوعي يقدم البديل الإنساني والسياسي لواقع مركب يتداخل فيه القومي بالطبقي في عملية صراع كان ثمنه باهظا لشعبه العربي الفلسطيني ولكنه لم يفقد البوصلة ولم يفقد ايمانه المطلق بالكفاح والنضال اليهودي العربي المشترك.

أخرجتنا من هذه الازمة أكثر ثقة وقوة بصحة فكرنا الاممي المبني على الاشتراكية والعدالة الاجتماعية وتوزيع عادل للثروات في العالم لما فيه خير البشرية.

محمد نفاع كان واضح البوصلة فما زلنا نتذكر مقولته انه "يفحص يوميا اين تقف أمريكا فيختار هو ان يقف على الطرف الاخر". وأمريكا بالنسبة للنفاع هي هذا النظام الرأسمالي الاستعماري المتوحش الذي يكرس كافة قدراته وامكانياته العسكرية والسياسية لخدمة الرأسمال والشركات الضخمة واستعباد البشرية والتحكم بها وبمصائر الشعوب.

وأمريكا بالنسبة للنفاع هي تلك المحاور والتحالفات العسكرية والسياسية وصيانة أنظمة الرجعية العربية والرجعيات والانظمة الفاشية في كل انحاء العالم.

ولهذا لم يتردد لحظة في الوقوف إلى جانب كافة الشعوب العربية وخاصة الشعب السوري في دفاعه عن وطنه امام الهجمة الداعشية، ولكنها في جوهرها استعمارية كانت تهدف اولا وقبل أي شيء إلى حرف سوريا عن سياقها العربي والقائها في حضن الرجعية العربية وأمريكا.

وكان دائما يشير إلى ان كل تحرك رجعي عربي ستكون ضحيته الشعب العربي الفلسطيني.

وهذا ما نشهده اليوم من هرولة هذه الانظمة للتطبيع مع إسرائيل تلبية لأوامر وبالتنسيق التام مع السيد الامريكي.

وإذا كانت الانظمة العربية تطبع مع إسرائيل كدولة محتلة تحتل اراضي الشعب العربي الفلسطيني ولا ترى ان له الحق في تقرير المصير واقامة دولته المستقلة في حدود الرابع من حزيران وان القدس الشرقية عاصمة هذه الدولة، وان حق اللاجئين في العودة غير قابل للمساومة، فإن هناك حزبا اسلاميا اعلن تصالحه التام مع الحركة الصهيونية بيمينها ويسارها وانه على استعداد للدخول في أي ائتلاف حكومي قادم.

المعركة الان هي على وجه ووجهة جماهيرنا العربية ومحور هذا الصراع والنضال هو على اسقاط قانون القومية الذي يعتبر قانونا مؤسسا في الفكر والممارسة الصهيوينة في كل ما يتلق بجماهيرنا العربية وبالشعب الفلسطيني كصاحب حق قومي في هذه البلاد.

من هنا نقول ان هذا التصالح للحركة الاسلامية الجنوبية مع الصهيونية هو جزء لا يتجزأ من هذه المنظومة العربية والاقليمية التي تعتبر تركيا محورا اساسيا فيها.

يقيننا ان النفاع، ابن هذا الشعب والقائد الاممي كان سيكرس كل جهده وطاقاته لكي يجمع كافة القوى لإفشال هذا المخطط، مخطط التصالح على حساب القضية الكبرى.

ولهذا فإننا نقول اننا في حزبنا الشيوعي وجبهتنا الديمقراطية، خيارنا الاستراتيجي في هذه المرحلة هو توسيع التحالفات والحفاظ على القائمة المشتركة فإنه خيار سياسي واع نابع عن إدراك لمخاطر المرحلة وما تتطلبه من وحدة. وحدة جماهيرية ووحدة حزبية داخلية.

نعدك ايها الرفيق الراحل ان نصون حزبنا وجبهتنا وفكرنا رغم الصعاب التي تعصف بنا هذه الايام ولكن ارثك سيبقى المنارة التي توجه رفاقنا جميعا، وابدا على هذا الدرب درب النفاع الذي ينفع الناس.

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب