news-details

افتتاحيات بقلم رئيس التحرير إميل حبيبي

//مؤتمرنا رمز للأممية الصحيحة ومنطلق جديد في طريقها المظفرة

غدًا، مساء الجمعة، يفتتح في قاعة "مغربي" بتل أبيب، مؤتمر الحزب الشيوعي الـ15، مؤتمر الشيوعيين اليهود والعرب الوحيد في هذه البلاد، رمز الأممية الصحيحة والمعلم الجديد في دربها المظفرة. هذه هي الحقيقة التاريخية الرائعة التي تقض مضاجع الرجعية الحاكمة وتزلزل الأرض من تحت أقدام المنحرفين.

صحيح أيها الرفاق أن لا مكان لحزبين شيوعيين في ظروف بلادنا الموضوعية. فالضرورة التاريخية تحتم قيام حزب شيوعي واحد لا ثاني له. وفي هذا الوطن الواحد، الذي حكمت الظروف التاريخية أن يعيش فيع معًا شعبان، الشعب اليهودي والشعب العربي، فإن هذه تحتم تاريخيًا وموضوعيًا، قيام حزب شيوعي واحد، على أسس الماركسية -اللينينية والأممية البروليتارية التي تتجلى في حزبنا الشيوعي الأممي في خطه العام وفي تركيبه الأممي الصحيح. هذه هي الحقيقية الكبرى التي يتجاهلها المنحرفون، فيعوضون عنها بالشعارات الفارغة ويتنكرون لها في التطبيق. وهم بهذا يفعلون ما يريده أعداء الطبقة العاملة اليهودية-العربية، بتجريدها من طليعتها الثورية وكتيبتها الأمامية التي تضمن لها القيادة الصحيحة الواعية لتحقيق النصر النهائي على نظام الاستغلال والاستعباد الرأسمالي والاضطهاد القومي.

إن شعورنا بالمسؤولية التاريخية الكبيرة أمام جماهير شعبينا اليهودي والعربي في هذه البلاد، وعملاً بمبادئنا الأممية الصحيحة، دعونا إلى بذل الجهد المتواصل للمحافظة على الخط المبدئي العام لحزبنا وتصحيح الانحرافات ومنع الانقسام بخروج كتلة المنحرفين.

وعلى الرغم من الخلافات السياسية والتنظيمية العميقة كان باستطاعة الحزب أن يبقى موحدًا رغم هذه الخلافات، والعمل على حلها بطريقة شيوعية مبدئية.

وبهذه الروح توجهنا في 23 حزيران الماضي إلى إلغاء المؤتمرين للمحافظة على وحدة الحزب. فلماذا وقع الانفصال وضاق صدر المنحرفين؟ لقد أرادوا تزوير إرادة الكادر الحزبي بادعائهم الباطل أنهم أصحاب أكثرية رغم الحقائق الدامغة عن نتيجة انتخابات مندوبي المؤتمر في الفروع. فخرقوا كل أسس التنظيم اللينيني، ومبادئ المركزية الديمقراطية، وتمردوا على القيادة الجماعية وانتهجوا أساليب فاسدة لا تمت إلى الشيوعيين بصلة، وأقاموا كتلة منحرفة ادعت في المجال التنظيمي أن الوزن النوعي لعضو الحزب اليهودي يفوق الوزن النوعي لعضو الحزب العربي...مفاهيم غريبة جدًا على الشيوعيين.. مفاهيم لا تعبر إلا عن انحراف قومي ونعرة شوفينية. ونقلت هذه الكتلة معركتها إلى الخارج مجندة الصحافة الرجعية ومقدمة لها مادة التحريض على خط حزبنا الأممي.

وهذا الخط بعينه انعكس في مؤتمر المنحرفين، مساء الأربعاء، أمس، الذين اختاروا الانكماش في صدفة القومية الضيقة. ولم يبق لديهم ما يدللون به على شرعية قيامهم سوى أهداب الشكلية البالية بزعم أنه حيث يقف السكرتير العام يكون المؤتمر الحقيقي.. ليس الخط العام، ليست الأممية الصحيحة في النظرية والتطبيق.. ليست النظرية الثورية التي بدونها لا يكون حزب ثوري.. كل هذه الأمور لا تهم هذه الكتلة المنحرفة.

لقد سكرت هذه الكتلة المنحرفة بترويج الصحافة الرجعية الصفراء لأعمالها الانقسامية، وطارت فرحًا بهذا المديح والتودد الذي يبديه الذئب الجائع إلى الخراف فأمعنت مع هذه الجوقة في تشديد الهجوم على الشيوعيين المخلصين واتهامهم بأنهم أعوان العرب، انعزاليون عدميون قوميون لا يهمهم الوطن فتخلوا عنه، هكذا يكتبون وتكتب وراءهم الصحف الرجعية في ضرب الأمناء للأممية، وللوحدة اليهودية-العربية، عن حزبنا الشيوعي.

فيقولون إن العرب يصوتون للحزب الشيوعي، ليس لأنهم شيوعيون بل لأنهم يريدون القضاء على إسرائيل، حتى يطلبوا هم تغيير سياسة الحزب والانجرار وراء تيار الشارع.

ولكن كما حدث سنة 1958، حيث تعرضنا في ذلك الوقت لهجوم محموم، فقد انتبهنا ورأينا السبب الرئيسي لهذا الهجوم في أزمة السياسة الرسمية الخانقة، التي لا تنقذها لا تجمعات إشكول، ولا أساليب المنحرفين، والآن فإن هذه الهجوم من الداخل والخارج الذي أدى إلى خروج كتلة المنحرفين يصده الشيوعيون المخلصون بكل عزم وثبات للدفاع عن خطهم الأممي الصحيح، وخدمة قضية الطبقة العاملة بأمانة وإخلاص.

فالخلاف ليس خلافًا بين انعزاليين ومن يريد التوسع بل خلافًا بيننا وبين اللذين يرون أننا والرجعية في سفينة واحدة. فهم يريدون إنقاذ سفينة الحكام وسياستهم الفاسدة ونحن نريد إنقاذ سفينة الشعب.

ونحن نثق بالشعب ولا نقبل نظرية أن الشعب لا يفهم النضال ضد الاستعمار، هكذا بدأوا ثم أعلنوا وجود خلاف بين قوميتين وانتهينا إلى أن الخلاف الجانبي يصبح أساسيًا لضرب خط حزبنا من الداخل.

ولكن المؤتمر الذي سيفتتح مساء غد الجمعة، ويشترك فيه أكثرية مندوبي مؤتمر الحزب الشيوعي اليهود والعرب، هو مؤتمر الحزب الشيوعي الشرعي، الذي يستند إلى اعتراف جماهير الكادحين بتعبيره الأمين عن مصالح الطبقة العاملة. ومندوبو هذا المؤتمر وخطه العام الذي يقرره وقراراته، هي الممثلة للحركة الشيوعي في إسرائيل والمعبرة فعلاً لا قولاً وحسب، عن الأخوة، أخوة الشعبين، فحوالي 60 بالمئة من كادر الحزب يلتف حول هذا المؤتمر.. وأروع مظاهر هذا الالتفاف الحي في حيفا اليهودية-العربية والرملة المختلطة وعكا والنقب حيث نال حزبنا الأكثرية الساحقة من المندوبين إن لم يكن كلهم. وفي يافا اليهودية-العربية قوة حزبنا العددية لا تقل لا نوعًا ولا عددًا عن قوة الكتلة المنحرفة.

ونحن واثقون أنه ورغم الصعاب والمضايقات، وما قد تلجأ إليه القوى الرجعية من تحريض واضطهاد للشيوعيين الأمناء فإن أعضاء الحزب الذين انقادوا، في خضم البلبلة السياسية التي خلفها قادة كتلة المنحرفين، سيجدون طريقهم إلى حزبهم الأمين، المفتوح دائمًا للشيوعيين الحقيقيين من أبناء الشعبين. وهذا الهدف، هدف العمل المخلص لتوحيد كل الشيوعيين على الأسس اللينينية في التنظيم وعلى أسس النظرية الثورية سيبقى هدفنا في المستقبل أيضًا. ولكن هذا ليس منوطًا بنا وحدنا.

إننا ندرك المصاعب التي تنتظرنا وندرك المهام التاريخية الملقاة على عاتق جماهير الشعبين وطليعتهما الثورية. ولذلك، سنعرف كيف نوحد وننظم العمال والفلاحين والمثقفين وكل الكادحين، والشبيبة الطامحة إلى غد نير سعيد وسلم مقيم وأخوة يهودية -عربية في هذا الشرق الثائر على الاستعمار ومشاريعه العدوانية، من أجل إسرائيل أخرى، إسرائيل تجد مكانها اللائق في هذا الشرق وبين شعوبه المتحررة.

وهذا يتطلب تغيير السياسة الإسرائيلية من أجل إسرائيل محبة للسلام، دمقراطية، تقوم على أساس احترام الحقوق المشروعة لكلا الشعبين اللذين قدر لهما أن يعيشا في وطن واحد.. فالنضال هنا من أجل سلام عادل يقوم على الاعتراف بحقوق الشعب العربي المشروعة ومنع التدخل الاستعماري في النزاع الإسرائيلي-العربي، هما ضرورة عملية لمستقبل إسرائيل نفسها، ومستقبل الاعتراف بحقوقها المشروعية.. وحزبنا الشيوعي الأممي، هو الجسر نحو تحقيق هذا الهدف، وليس أولئك الذين قرروا إغلاق أنفسهم في بوتقة القومية وصدفتها الضيقة.

وليس إلا من قبيل التحريض والتشويه الزعم الذي يروجه أعداؤنا أن القضية الموضوعة هي التخلي أو التنكر لحق قيام إسرائيل... فوجه إٍسرائيل الدمقراطي الذي نعمل من أجل انتصاره على أوسع جبهة دمقراطية في البلاد، هو الطريق لأن يرى العرب في أقطارهم إسرائيل أخرى غير وجه إسرائيل الرسمية، إسرائيل محبة للسلام ومتحررة من النفوذ الاستعماري ومشاريعه العدوانية التي ينفذها حكام إسرائيل ضد مصلحة البلاد العليا.

وليكون حزبنا أهلاً لهذه المهمة التاريخية، ناضل ويناضل ضد كل انحراف قومي من أي جهة كانت، ضد كل انحراف قومي يهودي وشوفيني وضد كل انحراف عربي يائس يدافع الاضطهاد والظروف الصعبة لكلا الشعبين.

ولذلك شجبنا ونشجب كل التصريحات الشوفينية التي تتنكر لحقوق الشعب اليهودي ولقيام دولته على أساس حق تقرير المصير للشعوب، وعلى هذه الروح نثقف الشعبين، ونعلن رأينا صريحًا على العالم.

أما الذي يريد أن يضع حق تقرير المصير موضع المساومة والمفاوضات كما وضعه قادة الكتلة المنحرفة المنشقة على الحزب، فهو يريد عمليًا التنكر لهذا الحق بتمييز أمة على أمة وعرقلة وحدة الطبقة العاملة.

إننا لا نألو جهدًا في تفسير مواقفنا الصحيحة، ومقاومة كل مظاهر الانحرافات الانتهازية والقومية من جهة، والانعزالية والدوغماتية وأخطارها من جهة أخرى.

فالظروف الموضوعية تفتح مجالات واسعة للنضال من أجل إسرائيل أخرى ولتغيير سياستها .. والظروف الموضوعية تساعد أوسع فئات الشعبين على فهم سياسة حزبنا وهذا يتطلب بذل أقصى الجهد والتضحيات... والشيوعيون المخلصون الذين يعرفون كيف يقدمون التضحيات ولا يبخلون بتقديمها مهما تبلغ التكاليف لإيمانهم بالنصر النهائي ولإيمانهم بصحة مبادئهم وطريقهم، التي هي طريق الشعب كله.. أما الطريق الأخرى، التي سلكها المنحرفون، فهي طريق قصر النظر وضيق الأفق التي ستثبت التطورات مبلغ أضرارها على القضية العامة وبالتالي إخفاقها، كما أخفقت مساعي الشيوعيين العبريين في إيجاد مكانهم في هذا المجتمع.

أمامنا في هذا المؤتمر العتيد مهام كبيرة نعرفها جيدًا، ومسؤوليات ثقيلة حمّلنا إياها الشعب، وما علينا نحن الشيوعيين إلا أن نثبت مجددًا أننا أهل لهذه المسؤوليات، وأهل لأن ترى فينا كل الحركة الشيوعية رمزًا للأممية الصحيحة في هذه البلاد من أجل مستقبل أفضل، من أجل المساواة والدمقراطية والتقدم، طريق الاشتراكية المظفرة.

(5 آب 1965)

 

***

 

//كيف ننام؟!

انه لامر فظيع، في مستوى فظاعة المجزرة نفسها، ان يستمر بيعن وحكومته ورئيس اركانه في نفي اي علم بالمجزرة المروعة التي ارتكبت في مخيمي صبرا وشتيلا.

لقد ظلت الاذاعة الاسرائيلية نفسها، باللغة العبرية، تذيع طول اليوم الجمعة (قبل السبت) عن "مظاهر تحرك كتائبي داخل المخيمات وارتكاب المذابح فيها وطرد سكانها إلى شمالي لبنان".

والان جاء زئيف شيف وكاتبو "يديعوت احرونوت"، أمس ، واعلنوا ان المجزرة ابتدأت منذ مساء الخميس وطوال يوم الجمعة وصباح السبت وان المسؤولين الاسرائيليين كانوا على علم بما يجري وان حكومة بيغن هي التي قررت، وبدون أية معارضة، السماح لقطعان الكتائب بالدخول إلى المخيمات الفلسطينية.

وانه لامر فظيع، في مستوى فظاعة المجزرة نفسها، ان يستمر رئيس الاركان في الادعاء انه سمح بدخول الكتائب إلى المخيمات "لمحاربة" المليشيات الفلسطينية في حين كان جيش ايتان نفسه- وقبل دخول قطعان الكتائب وسعد حداد و"غيرهم" إلى المخيمات- قد قتل او اعتقل او "مشط" جميع الشبان والقادرين على حمل السلاح.

 ولذلك يجب أن نرى في هذا التنصل الفظ اشارة مفزعة إلى أنهم لن يتأخروا، إذا تركوا وشـأنهم، عن ارتكاب مجازر جديدة في بيروت وفي خارج بيروت، في لبنان وفي خارج لبنان، في المناطق المحتلة وفي خارج المناطق المحتلة.

 لقد ذهب شارون وايتان إلى هذه الحرب مؤكدين انهما قادران على تنفيذ "الحل العسكري" "للقضاء على العدو الرئيسي الذي ظل يحاربنا منذ مئة عام" (ايتان)- اي الشعب العربي الفلسطيني بأسره.

 ولم نسمع منهما أي تفسير آخر بل استمعنا إلى الرئيس بيغن يتباهى ويا للهول، بأنه "ربى اجيالا" على مبادئه- منذ فندق الملك داود ودير ياسين! ان اسراع القوات الامريكية بالخروج من بيروت حال اتمام مؤامرة اخراج المقاومة الفلسطينية منها واغتيال بشير الجميل، في اللحظات التي كان يطالب فيها قادة الكتائب في بيروت تسليم اسلحتهم للجيش اللبناني، واسراع القوات الاسرائيلية إلى استغلال "الفارغ" المرتب للدخول إلى بيروت الغربية ثم ارتكاب المجزرة: كل ذلك يشير إلى أن مخططي العدوان الشامل على لبنان قد نسفوا، بدماء العرب واليهود التي سفكوها، جسور اي تراجع من قبلهم.

ولن يتورعوا عن ارتكاب أية موبقةفي سبيل تحقيق أهدافهم الجنونية أو لمجرد انقاذ انفسهم وحكمهم وكل طريقهم من النهاية المحتومة.

ونود أن نعتقد أن جميع معارضي الحرب الاسرائيليين اصبحوا يدركون هذه الحقيقة الفظيعة وان هذا النهج الدموي يهددهم هم انفسهم ويهدد مستقبل اسرائيل نفسها.

وسوف يتذكرون نبوءة بن غريون عن بيغن اذا ما استولى على الحكم: "فهو عنصري وعلى استعداد لابادة جميع العرب من اجل تحقيق وحدة البلاد.. ونشاطه، بأجمعه، يتجه في اتجاه واحد ووحيد: قتل عشرات اليهود والعرب".

اما نحن، اللذين لم تزدنا مجازر دير ياسين وكفر قاسم ويوم الارض الا يقظة ووحدة صف وثقة بالنفس وبالأصدقاء وبالمستقبل، فلم ننسى تلك النبوءة وسوف نثبت، في اضراب يوم الاربعاء وبعده، اننا "لن نمكن الجزارين ان يأخذونا ونحن نيام"! نحن، الذين قوينا على محنة 1948، كيف ننام بعد ذبح اخوتنا في بيروت؟! اننا نعانق اخواننا اليهود الرفاء، محبي الحياة والسلام، ونقول: سوية نحن قادرون على تجاوز هذه المحنة وعلى تحويلها الة خاتمة مطاف طريق دير ياسين!

(21 أيلول 1982)

***

 

لن يضعف النضال تهديد علنية الحزب الشيوعي

أولئك الذين زعقوا في الكنيست وخارجها يطالبون بإلغاء شرعية الحزب الشيوعي الإسرائيلي (ركاح)، بعد أن حملوه مسؤولية الاحداث التي جرت في الثلاثين من آذار أرادوا تغطية حقائق المجزرة التي ارتكبتها قوات الامن بين الجماهير العربية المناضلة من أجل صيانة أراضيها وحقوقها في المساواة.

ولكنهم وقد صم زعيقهم آذانهم تجاهلوا أمرين جوهريين:

الاول أن اضراب الثلاثين كان قرار الجماهير العربية بأجمعها، وتم بإرادتها الصلبة.

والثاني ان الرأي العام الإسرائيلي والعالمي أدرك حقائق الكفاح ولن تنطلي عليه محاولات التزييف واخفاء الوقائع.

والصحف الإسرائيلية السلطوية ووسائل الاعلام العالمية التي تتعاطف مع حكام إسرائيل، لم تستطع انكار شعبية الاضراب أو المرور مر الكرام على دوافعه.

لقد واجه الحزب الشيوعي الإسرائيلي في تاريخه لحظات عديدة من الإرهاب والتهديد وكان القاسم المشترك الذي تميزت به: رغبة السلطات في اجهاض الكفاح الدمقراطي العام، سواء كان ذلك النضال دفاعا عن العمال أم دفاعا عن الأقلية العربية المضطهدة.

ولكنه كان دائما يخرج من المعركة ناصع الجبين. فمعركته كانت معركة الدمقراطية وكفاحه كان كفاحا عادلا.

ثم – وهذا ما يعرفه الجميع – لا يمكن بحال من الأحوال شل النضال الشعبي، ولهذا لا يمكن شل الحزب الشيوعي، فهو دائما في قلب النضال وصلبه، وأشكال نضاله تتلاءم دائما مع ضرورات الكفاح من أجل مستقبل الشعبين اليهودي والعربي في هذه البلاد ومن أجل أن تعيش إسرائيل في سلام مع الشعوب العربية.

 

//اطلقوا سراح المعتقلين وكفوا عن تعذيبهم

حتى الان لا يمكن جمع كافة معطيات الهجوم الحقود الأسود الذي شنته سلطات الاضطهاد القومي على الجماهير العربية في يوم اضرابها التاريخي المشهود.

انما ذيول هذا الهجوم الدموي لا تزال تولد التوتر في البلدان والقرى العربية.

وأهم هذه الذيول الاعتقالات الجماهيرية، وتعذيب المعتقلين بالسجون، وترك المصابين منهم بجروح وكسور أضلاع وأطراف بدون علاج.

لقد أطلقت السلطات سراح بعض المعتقلين، ومنهم الفتيان والمصابون، وكشفت بذلك من حيث لا تدري عن هول البربرية التي استخدمتها قوات الامن عند هجومها على أبناء الشعب العربي في إسرائيل.

ولكن لا يزال في السجون العشرات، بل المئات ومن الواجب الملح إطلاق سراحهم حتى يخف التوتر في قراهم.

فإبقاؤهم في السجون وتعذيبهم، والامساك بالمصابين منهم رغم حاجتهم الى العلاج من شأنه أن يفجر نقمة الجماهير العربية ويعرقل العودة الى الهدوء الذي خرقته سلطات الامن.

ولهذا ندعو الى إطلاق سراح كافة المعتقلين دون تحفظ أو استثناء، فهذا هو واجب الساعة.

 

 

(2 نيسان 1976)

 

 

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب