news-details

السلاح القاطع

 في حينه، وذات شعيرة حج، زعق شاعر عربي من قراقيح قلبه: "كافر من يحج من دون سلاح" ولمَ السلاح يا سيد مظفر، يا ذا اللسان الدافىء السليط؟! 

    تابع النواب شعرًا لم اعد احفظه. لكن مضمونه او هدف السلاح فيه ، انقاذ الكعبة المشرفة من المجرمين المحليين الذين نجحوا في انقاذ كل ذي عقل خفيف انهم حماة البيت العتيق وخدامهُ الأمناء. 

- وماذت فعل هؤلاء يا سيد مظفر؟ 

- ما الذي لم يفعلوه يا هذا؟! ألم يهاجموا البيت المقدس ويفتكوا بالمئات من زواره الايرانيين! اليسوا مسلمين!!

لكن يبدو ان المشتقات اللفظية اختلطت عليهم شيعة/شيوعيون. وكأنه من هنا جاءت كراهية البيت السعودي للفئتين. 

    مطفر النواب اعتبر "خادم" الحرمين وزبانيته زمرة مجرمين وقتلة لا يتورعون عن ارتكاب جرائمهم، حتى في هذا المكان! 

انا لم انقل هذا الكلام عن لسان الشاعر وعلى عاتقه، فأنا من لحم ودم ومشاعر واحاسيس، ولا نية لي ان اذوب في اسيدهم او غيره من المواد الكيماوية! وحكايتهم مع جمال الخاشقجي ما تزال حية تعذب الذاكرة وانا لدي عائلة محبة من المؤكد انها لا تحب فقري. 

    هذا خوف في غير محله، قال لي صديق، فانت بعيد جدًا عن ايديهم وشباكهم، اضاف. 

- لا تغلطن يا هذا، قلت. فرئيس حكومتنا وامير السعودية صارا "طي..ن  بلباس". وربما مجرد مكالمة هاتفية من سموه- طال عمره وحقده وطيشه- مع ابي يئير الهمام، كفيلة بايصالي مكبلا على جناح مسيّرة الى الرياض. فهل انا اعز من سعد الحريري! حتى هذا لم تشفع له لا مكانته، ولا تاريخ والده وعائلته، فاذا به في القصر السعودي سجينا لا رئيسا، ولولا الوساطة الفرنسية لما كانت نهاية هذه "المزحة" مثل نهايات الافلام المصرية. انا لا اريد ان انام بين القبور ولا أرى منامات وحشة.  

- تذكرت وانا اقنع الصديق بتخوفي الانساني المبرر، السيد نتنياهو "وخوفته" في اشدود، التي كانت تنتزع منه القدرة على الانجاب، هذا البطل الصنديد الذي يبدو انه لا يخشى شيئا ولا يهاب احدًا ولا يحسب حسابًا لدولة (عربية شرط) ، يضرب في لبنان ويقصف في سوريا ويفجر في العراق، وقف فاردًا ريشه الطاووسي في اجتماع انتخابي، فما كاد يفتح فمه، حتى انقض عليه حراسه يسحبون هذا الجبار الى مكان آمن، يرتجف "كالغَرفة" بسبب قذيفتين غزاويتين انطلقتا من غزة!  

     إذا لماذا اختار اشدود جارة غزة منبرا لمعركته الحزبية، ما دام الشجاعة تتخلى عنه مع اول زامور انذار!! وفقط بعد صمت صفارة الانذار، عادت اليه. كأنه يعتقد ان كل العرب سواء ولا احد يجرؤ ان يقول له "ويش الزول"! وهو يعد الان لاجراء امتحان لنا، يقيس مدى خوفنا منه، فهل نوفر له ذلك!!

    امثل هذا "الطقم" ننوي ان نوصل الى سدة الحكم! وبإمكاننا لو تدرون ان نكون نحن - لا ابو عيون محزّرة- كما تصفه زوجتي- بيضة القبان، فقط اذا عرفنا وزننا ونحّينا جانبا كل الذرائع التي يتذرع بها الممتنعون واليائسون وانصار الاحزاب الصهيونية، طالبي الدبس من قفا النمس.

- المشتركة لم تتشكل ! نحاسب قادتنا.

- المشتركة تشكلت! دوارين كراسي.

- النواب العرب لم يفعلوا شيئًا

   اولا: ما دامت المشتركة، برغم كل الصعوبات والعوائق والاختلافات قد تشكلت فلماذا نختلق اعذارا ومبررات لمعاقبتها.  

    ثانيا! لنفرض ان النواب العرب لم يفعلوا شيئا - وهو افتراء ظالم- الا يظلون حتى في هذا الحالة، افضل  ممن فعل وترك، وما زال يفعل ويترك بنا، ويعمل السبعة وذمتها بنا، ثم يأتي بكل وقاحة يطلب ثقتنا لكي يواصل مشوار ظلمنا؟     

    وهل دعاة المقاطعة والتيئيس، حققوا ما هو اكثر من نوابنا على قلتهم.  

    أيها المظلومون. أيها الناخبون. معًا نستطيع، ولكن "ما نيل المطالب بالتمني" ولدينا لو تدرون امضى سلاح. ليس السلاح الذي يقصده مظفر النواب كالكاتيوشا والكورنت والمسيّرات، بل بشيء اصغر بكثير. ولا تستخفوا بالصغر. فعود كبريت يضرم حريقا كبيرا. اليس الانسان بأصغريه!! بهذا الشيء الصغير، يمكن ان نزعزع اركان الدولة. ونوقف العنصريين ودعاة التهجير "القانوني" عند حدهم. 

    ذلك السلاح الصغير، قصاصة ورق نغير بها قواعد اللعبة ونفرض عليهم الاعتراف بأصالتنا وأحقيتنا ومواطنتنا. فلماذا لا نستخدم هذه القصاصة ذات الحروف الأربعة؟ وحبذا لو كان ذلك مصورا كما يرغب نتنياهو فذلك يرسخ فينا التحدي والصمود. 

    اسمعوا مني أيها الرازحون تحت ذات الظلم وذات الخندق. لن تخسروا شيئا. جربوا هذه المرة وسترون كيف نغير المعايير وكيف نفرض احترامنا. 

    والى القوائم الجديدة، اليس خوضكم المعركة هو من باب البحث عن الكراسي ايضًا. وهل قدرنا في هذه البلاد ان تبرز الفطريات في كل موسم!!

    لنفكر مليًا. ودعونا لا نسمح لقطعة هذا السلاح ان تضيع. هذا وقت المحاسبة، لكن ليس محاسبة المشتركة، بل محاسبة الحكام والظلام واولاد الحرام. 

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب