news-details

الصراع على علمانية الدولة| اسكندر عمل

من الذي يمسك بزمام الأمور في الدولة اليوم وفي ظل هذه الحكومة اليمينية المتطرفة؟ إنه اليمين القومجي الديني المتطرف الذي وصل إلى ٣٢ مقعداً من ٦٤ (الإئتلاف الحكومي) والصراع اليوم قبل أي يوم مضى هو على هوية الدولة التي نعيش فيها.

أقطاب اليمين الديني المتطرف المكوَّن من شاس، يهدوت هتوراه، الصهيونية الدينية (سموطريتش وبن غڤير) هم الذين يمسكون بزمام الأمور، والتشريعات التي يعتزمون القيام بها هدفها جعل الدولة دولة شريعة يهودية دينية وهذا الأمر  يعزل البلاد عن المجتمع الدولي. فنتنياهو اليوم هو وعلمانية حزبه أسرى في يد التطرف الديني اليميني ولا حلّ لهذه الأزمة إلّا بإبدال الحلفاء اليمينيين أو جزء منهم كي لا يكونوا أكثرية تتحكم بهُوِيّة الدولة.

دور اليسار والوسط مهم اليوم أكثر من أي يوم مضى، حتى لو تنازل عن بعض ما يدعو إليه وتبنّى فكراً تقدميّاً حقيقيّاً ودعا إلى حل للقضية الفلسطينية بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلّة بجانب إسرائيل، فهذا هو الذي ينقذ الدولة من خطر يميني ديني متطرف يهدد وجودها وكيانها، وهذا يتطلّب جرأة كجرأة مئات الآلاف الذين تظاهروا، وهم تظاهروا ليس ضد الانقلاب القضائي فقط بل أرادوا أبعد من ذلك. فهل سيوفّر اليسار والوسط لهم هذا؟

اتّهم بن غڤير مرّات عدّة الحكومة السابقة أنها السبب في الأعمال الفدائية التي قام بها فلسطينيون في المستوطنات والمناطق المحتلّة، والواقع أنّ العمل المقاوِم لم يتوقف يوماً، حتى عندما أصبح بن غڤير وزيراً لما يسمى بالأمن الداخلي،  والمشكلة هي أنّ الحكومة السابقة ، التي تدّعي أنها بديل وأنّها تقدميّة لم تعطِ حلّاً لأهم قضية تبعد عن الدولة خطر التفكك والتلاشي الذاتي، ألا وهي القضيّة الفلسطينية  وكان فعلاً بمقدورها ذلك إذا كانت حكومة تغيير حقّاً، وهي لم تكن كذلك.

يتحكم الآن ٣٢ عضواً دينياً يمينياً متطرفاً برقاب مصوتي ٨٨ عضو كنيست علمانيين فهل هذا الأمر طبيعي؟ أم أن على المجتمع الإسرائيلي أن يفتش عن حلٍ يعطي لكل ذي حقٍ حقّه، وأقصد الدولة الفلسطينية المستقلة في حدود الرابع من حزيران والمساواة التامّة للمواطنين العرب داخل الدولة، وعندها تحافظ الدولة على وجودها وبقائها.

اليسار الإسرائيلي يدّعي أنّ العرب هم الذين باستطاعتهم خلق التوازن وحل المشكلة، وينسون أو يتناسون أنّ العرب يشكلون ٢٠ بالمائة فقط وأنّ المشكلة موجودة في تغيير جدي في المجتمع اليهودي الذي يشكّل ٨٠ بالمائة من سكان الدولة، وعندها يمكن لل٢٠ بالمائة أن يؤثّروا أو يرجحوا كفّة مقابل الأخرى، لكن السؤال الذي يُطرح دائماً هل هؤلاء يريدون العرب أن يحقّقوا التوازن حقّاً،

وهنا علينا أن نوجه السؤال إلى غانتس الذي دعمته القائمة المشتركة أمام رئيس الدولة لكنّه كي يفرّ من التأييد العربي التصق بنتنياهو الذي ركله بعد فترة قصيرة.

 

في الصورة: نواب الأحزاب الدينية والقومجية يحتفلون بتمرير قانون إكراه ديني متعلق بمأكولات الفصح العبري (تصوير: إعلام الكنيست)

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب