news-details

المجتمع الفلسطيني في المناطق المحتلّة حاضنة للمقاومة| اسكندر عمل

في كتابي عن جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية أبرزت أهمية كون السكان في الجنوب حاضنة دافئة للمقاومة الوطنية اللبنانية، وهذا الأمر كان له عظيم الأثر في انتصار المقاومة اللبنانية على الاحتلال مع أنّه كان للاحتلال جيش من العملاء (جيش لبنان الجنوبي).

أقول هذا لأنّ البعض يعتقدون أنّ وجود المتعاونين مع الاحتلال في المجتمع الفلسطيني يخفض من سقف توقعات المقاومة الفلسطينية للاحتلال الإسرائيلي، وهذا الأمر غير دقيق. فرغم وجود جيش لبنان الجنوبي استطاعت المقاومة اللبنانية القضاء على جيش لحد واذاعته وطرد المحتل الإسرائيلي من الجنوب اللبناني المحتل.

في المناطق الفلسطينية المحتلة، ألغت كتائب المقاوِمة الفلسطينية المحليّة الفصائلية التي ما زالت القيادات العليا تتمسّك بها، وبدأت تعمل كجسم واحد يشمل المقاومين للاحتلال من جميع الفصائل. ومن هنا يكون سكان المناطق المحتلّة حاضنة لهذه المقاومة الموحدة التي ترى لها هدفاً واحداً ووحيداً هو مقاومة الاحتلال حتى إنهائه، واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة في حدود الخامس من حزيران عام الفٍ وتسعمائةِ وسبعةٍ وستين وعاصمتها القدس.

إنّ ما قامت به قطعان المستوطنين في حوّارة لن يغيٍّر من المعادلة شيئاً، فحرق قرية وهو جريمة لا تُغتَفر، لن يمنع المقاومين الفلسطينيين من الاستمرار في مقاومة المحتل، خاصة وأنّ الحاضنة الاجتماعية للمقاومة تزداد اتساعاً ليس في حوارة فقط بل في كل أماكن تواجد الاحتلال في المناطق الفلسطينية المحتلّة.

الفصائل الفلسطينية على اختلاف نظرياتها السياسية لن تصل الى اتفاق في المستقبل المنظور، وهذا يزيد من تفشي الاستيطان ومن قوّة الاحتلال ويجعل من الوصول إلى حل يرضي الشعب الفلسطيني لا القيادة الفلسطينيّة أمراً مستحيلاً، لذلك ما قامت به كتائب المقاومة المحلية  من توحيد الصفوف ومقاومة الاحتلال ومنع زيادة الاستيطان الذي تدعو إليه الحكومة الجديدة وخاصةً بن غفير وسموطريتش هو الأمر الصواب وهو أوّلاً وأخيراً يجبر قيادات الفصائل عل الأخذ في مقاومة الاحتلال ومخطّطاته.

إنّ تصريحات تساحي هنغبي، رئيس "مجلس الأمن القومي"، في نهاية مؤتمر العقبة يؤكد أنّ اسرائيل مستمرة في إقامة البؤر الاستيطانية  والاتفاق نفسه لا يتطرّق إلى العشرة آلاف وحدة استيطانية التي تمّ اقرارها الأسبوع الذي سبق المؤتمر.  والتزام الممثلين الفلسطينيين بعدم عرض القضايا الفلسطينية في المؤسسات الدولية هو التزام مقابل لا شيء، لذلك فالخطوة التي تقوم بها كتائب المقاومة المحلية هي خطوة صائبة في غياب الموقف الفلسطيني الرسمي الملتزم بقرارات مؤتمر العقبة.

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب