news-details

المقولة الممجوجة حول حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها

ان اي انسان دارس للتاريخ يعرف جيدا انه منذ ان نشأت الحركة الصهيونية حتى يومنا هذا كان وما زال هدفها الاول والاساسي هو العمل بكل الوسائل الممكنة وحتى غير الممكنة، من اجل نشر الاكاذيب لتحقيق أهدافها للسيطرة على ارض فلسطين التاريخية تحت شعارات غيبية ووهمية كاذبة مثل الادعاء ان "الله وعدهم بهذه الارض"، وفرية كاذبة اخرى على ان هذه الارض هي "ارض بلا شعب لشعب بلا ارض" وهناك من يتبنى هذه الاكاذيب لأهداف استعماريه بحتة وبشكل خاص الاستعمار البريطاني في السنوات الاولى من القرن الماضي، عندما اعطى بلفور وعده المشؤوم للحركة الصهيونية العالمية من اجل اقامه الوطن القومي لليهود في فلسطين. وكان وما زال الهدف الاساسي هو السيطرة الاستعمارية على هذه المنطقة المليئة بالخيرات والموارد الطبيعية من اجل استغلالها  ونهب خيراتها واستعباد شعوبها.

ان الواقع والتاريخ يثبتان انه كان يعيش على هذه الارض شعب قبل وجود الاستعمار البريطاني والاستعمار الامريكي وان هذه الارض مسكونه منذ ما قبل التاريخ حيث كان يعيش عليها الكنعانيون وكانت تسمى "ارض كنعان". لا اريد هنا ان اخوض كثيرا في التاريخ البعيد. ولكني اريد ان اعود الى مرحله الاستعمار البريطاني والذي انتصر مع حلفائه على الاستعمار التركي في الحرب العالمية الاولى، وهؤلاء الحلفاء كانوا قد وقعوا معاهدة فيما بينهم سميت في ذلك الوقت بمعاهده "سايكس بيكو" والتي بموجبها اتفقوا على تقسيم المستعمرات التركية في ما بينهم. وكان اول من فضح وكشف هذه المعاهدة الاستعمارية الموجهة ضد الشعوب الشرق والشعوب العربية هو لينين زعيم الثورة الاشتراكية الكبرى في روسيا، حيث حذر شعوب الشرق من هذه المؤامرة الكبرى ضد هذه الشعوب في منطقه الشرق الاوسط.

هذا المشروع الاستعماري سعى لتقسيم هذه المنطقة بين دول الحلفاء وبشكل خاص بين بريطانيا وفرنسا ومن الواضح انه كان نصيب بريطانيا بالإضافة الى الاردن والعراق ودول الخليج ايضا فلسطين التاريخية. وكان الهدف الاساسي للاستعمار البريطاني هو تنفيذ وعده من اجل اقامة الوطن القومي للشعب اليهودي في فلسطين، حتى تكون قاعدة اساسية ثابت له في هذه المنطقة وبالتعاون والتآمر التام والكامل مع الحركة الصهيونية العالمية ومع الحركة الرجعية العربية، التي كانت وما زالت أداة طيعة في ايدي الاستعمار البريطاني ووريثه اليوم الاستعمار الامريكي والذي جعل من أنظمة السعودية ودول الخليج "البقرة الحلوب"لصالح ترامب وضد شعوبها التي تعيش في فقردائم بينما خيراتها تذهب لصالح امريكا.

الواقع يثبت انه منذ قيام اسرائيل وهي ترتكب الجرائم والمذابح بحق الشعب العربي الفلسطيني وفي الوقت نفسه تقوم بالاعتداءات المتكررة على هذا الشعب في كل اماكن تواجده. وعندما تقوم المقاومة بالرد على العدوان والاعتداءات الاسرائيلية تخرج الاصوات النشاز من امريكا وبريطانيا وفرنسا وبعض الدول الاوروبية لتقول ان لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها.. وكان اخرها الاعتداءات على لبنان وعندما ردت المقاومة اللبنانية على هذه الاعتداءات خرجت جميع هذه الاصوات النشاز تردد نفس مقولة الدفاع عن النفس وكان من بينها هذه المرة أنذال أنظمة الخليج - من قبل وزير الخارجية البحريني ووزير خارجية الامارات بالرغم من ان المعتدي الاول هم حكام اسرائيل وبدعم كامل من حكام الولايات المتحدة الامريكية.

حكام اسرائيل يقومون بكل اساليب العربدة والاعتداءات المتكررة اليومية تقريبا على شعوب هذه المنطقة، على سوريا ولبنان والعراق واليمن وعلى ايران والتي يحاول نتنياهو تصويرها على انها الشيطان الاكبر، وفي الحقيقة ان الشيطان الاكبر والخطر على العالم كله هو سياسة نتنياهو وسيده الاكبر ترامب العدوانية المستمرة. حيث نرى الدعم اللامحدود لحكام اسرائيل من قبل الولايات المتحدة الامريكية، وخاصة بعد ان جاء هذا الرئيس الفاشي المسمى ترامب الامر الذي يعطي المجال اكثر لنتنياهو المتهم بالفساد من اجل ان يزيد من عربدته والتباهي في عنجهيته وعدوانيته على شعوب هذه المنطقة، وبشكل خاص ضد ايران تحت شعار: منعها من امتلاك السلاح النووي"، في ذات الوقت الذي نعرف نحن ويعرف العالم كله، وفقا لمصادر أجنبية، ان حكام اسرائيل هم اول من امتلك وادخل السلاح النووي لهذه المنطقة من العالم.

 امام هذا الواقع العدواني المستمر لحكام الولايات المتحدة وحكام اسرائيل على شعوب العالم وشعوب هذه المنطقة بشكل خاص، يوجد كامل الحق لشعوب هذه المنطقة بالدفاع عن نفسها في وجه هذه القوى العدوانية.

ان الشعب العربي الفلسطيني المحتلة اراضيه والمعتدى عليه بشكل متواصل منذ ما يقارب القرن من الزمن وتسلب ارضه ويهجّر يوميا هو، اكثر الشعوب الذي له الحق في مقاومة الاحتلال والدفاع عن نفسه بكل الاساليب التي يراها مناسبة من اجل استرداد حقه المسلوب ومن اجل اقامة دولته المستقلة حتى يعيش بسلام واطمئنان مثل باقي شعوب الارض.

الواقع يؤكد انه لا يمكن لهذه المنطقة من العالم ان تهدأ ويعم فيها السلام بدون لجم حكام اسرائيل ووقف عدوانهم المتكرر على الشعب العربي الفلسطيني وسائر شعوب هذه المنطقة.

 ان الواجب الاخلاقي والانساني للمنظومة الدولية ان لا تبقى لامبالية امام هذا الواقع العدواني الذي يهدد السلام العالمي كله. ان من واجبها العمل على وقف هذا العدوان والتخلى عن المقولة الممجوجة حول حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها. بل من الواجب العمل على استبدال هذه المقولة بمقولة اخرى صحيحة يجب ان تنشر  بشكل واسع وواضح، اي القول ان من حق اي شعب محتلة اراضيه ان يدافع عن نفسه وان يعمل بكل الاساليب من اجل استرداد حقوقه وكنس المحتلين من اراضيه. ومثل هذا الشعب هو بالذات الذي يجب دعمه من قبل كل المنظومة الدولية والقوى التقدمية في العالم وليس المعتدين الذين يغامرون بمستقبل شعوبهم ومستقبل شعوب العالم كله وهؤلاء هم في الواقع حكام الولايات المتحدة الامريكية وحكام اسرائيل - الاكثر عدوانية على الشعوب في العالم.

(عرابة البطوف)

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب