تمهيد: إنها مُقدِّمة اضطرارية تصلح كمُؤخّرة أيضًا، وقد تبدو عند الكثيرين كعَلقمٍ في جَرَّةِ عَسَلٍ، وعند البعض كنبيذٍ في حفلة شاي!
بعد نَأْيٍ امتدَّ طويلاً عن "شكل الحُضور" ودنو أكثر من "جَوْهر الغِياب"، دون أن يخلو من تزهُّد وتنسُّك بلا عِبادة، تَجِد نفسكَ تتحرّك برشاقة بين أقصى المعاني وأقسى العدم، عَبْر حركة لولوبية من "السُّقوط الى الأعلى" . وليس هذا قَدَرًا بالتأْكيد، بل خيار عقلي وإرادي وسلوكي، يَسْتَبْطِن في كُنْهِهِ ما تَيَسَّر من احتمال المعاني المُمْكِنَة، ويسير نحو تلك المعاني المفقودة.
فهل وجودنا حقيقيّ أم تَجَلٍّ؟! وهل وجودنا وحياتنا ذات معنى وماهِيَّة أم هي مُجرّد ظِلال وتمظهُر تسير نحو العَدَم؟!
إن الصراحة لا تخلو من القسوة، والقسوة يتخللها غالبًا بعض الصَّدَمات العنيفة والمفاجِئة، لكن هذه الصَّدمات تبقى ضرورية، بل ضَرورَة لا بُدّ منها لعلاج العديد من الأمراض المُزْمِنة، كما تؤكد جميع مَدارس علم النفس!
وإذا كانت الفلسفة وَليدَة الأزمات، وهي كذلك فِعْلاً، فلا شكَّ أننا نحيا في ظلال أحْلك الأزمات وأكثرها تركيبًا وتعقيدًا، دون أن تكون عَصِيَّة على الفَهم والإدراك.
فلا يمكن للحياة أن ترى وأن تتدفَّق بغير الفلسفة، فالفلسفة هي البَصيرة التي تَرى خلالها الوجود والحياة، وبالتالي المعنى والماهيَّة، ولا قيمة لها إذا لم تكن في خِدمة الإرتقاء في ممارسة الحياة بعد إدراكها، ومَنْ يخشى الفلسفة إنما يخشى أن يعي وأن يُدْرِك وأن يرتقي.
ولذلك، فإن هذه "المادَّة"، كامتِدادٍ وارتقاء لما سَبَق من تأمُّلات في شذرات، بعد نحو عَقْدٍ من الكتابات المتباعِدَة في هذا الاتجاه، وبِلا لِهاث أو تسرُّع في النشر، إنما هي ليست لِمَنْ يخشى، كما هي ليست للمُقامِرين والعَبيد، وقد تكون أقرب للمُغامرين والأحرار، مِمَّن يعقلون إرادتهم ويُريدون عقولهم، بل لمن يتجاوَزون هذا كلَّه او جُلَّه.
فَمِنْ بين بَراثن العدم قد تجد مَعانيًا للحياة، وبين حَدائِق الحياة قد يترصّدكَ العَدَم.
إنها "مادة " لمَنْ يقرأ. ولمن يُريد ويستطيع أن يقرأ. ويُحاوِل أنْ يفهم.
● قد يكون النصّ مُرْشِدًا أو مُوَجِّهًا، لكنه بالتأْكيد ليس حاكِمًا ومُطلقًا.
● ذِهنية تجاوز العقل النَصيّ هي المُقدِّمة الضرورية نحو النصّ العقلي والعلمي.
● حيوية اللغة، أي لغة، في سِعَتها أو ضيقها، مُرتبط عُضْوِيًا بعقول مُسْتَخْدِميها.
● ليس بالقراءة وحدها يحيا الإنسان، لكن بالتأكيد لا يمكن أن "يحيا" بدونها.
● مَنْ لا يُدْهَش لا يفكّر، ومن لا يفكر ليس موجودًا، إلاَّ كظلّ.
● مَنْ لا يَشُكّ لا يُفكِّر، ومن لا يفكر لا قيمة لوجوده، إلاّ كرقم.
● الفكر، كما الآداب والفنون والكِتابة، ليس تَرَفًا في الحياة، فلا حَياة في الترفِ.
● إن البَلاغَة الحقيقية في أي كتابة تكمُن في الفكرةِ وليس في النصّ واللغةِ.
● لا بُدّ من التمييز ما بين العقل الأدائي والأداتي والتقني، الذي يُفضي الى استعباد الإنسان، وبين العقل العلمي والاستقرائي والتنويري، الذي يُساهم في تحرير الإنسان.
● ليس كل ما تعتقد أنكَ تعرفه هو حقيقة موجودة بالضرورة، وما لا تعرفه لا يعني أنه غير موجود.
● غالبًا ما نبحث عن الحقيقة، أو أهدابها، في المكان الخطأ وعبر الوَسيلة الخطأ، ونادرًا ما ندرِك ذلك أو نعترِف به، وربما أيضًا لأننا نخشى من الحقيقة!؟
● أنْ تُدْرِك كيف يُفَكِّر الآخر، أكثر أهمية من أن تعلم وتعرف ماذا يقول.
● إدراك دُروب البحث عن الحقيقة أهم من الوصول إليها، لان الدُّروب تُحَدِّد ماهيّة الحقيقة دون أن تصلها، غالبًا.
● ما نعتقده هو وَهْم، وما نعرفه هو صورة ذِهنية، أما الحقيقة فهي موجودة خارج ما نعتقد وما نعرف، بل خارج إيقاع ما نحياه.
● ما نعتقد أننا نعرفه اليوم ونعلمه ما هو في الحقيقة سِوى عَدَم، إزاء ما لا نعرفه وما لا نعلمه.
● المعرفة ليست مجرّد معلومات، إنما هي فَهم وإدراك حركة ونوعية المعلومات وكيفية استثمارها وقوانين حركتها وَوِجهتها.
● ما قيل في العلوم، حتى الآن، هو المقدِّمة الأُولى للحقيقة العلمية.
● ما نعرفه اليوم قد يغدو ميثولوجيا بل ثيولوجيا الغد!
● الأفكار الرّاكِدَة تتصَنَّم بالضَّرورَة، مهما حاولت أن تتحرَّك.
● الأفكار العَظيمة لا تحمِل وَعْظًا أو خَلاصًا للبشريّة، إنما تُشير الى دروب النجاة للأفراد الأحرار في الإنسانية.
● يجب أن لا تحكم عملية التفكير أيّة أُصول أو قواعد مَوْروثة ومَنقولة، إلاّ فيما ندر.
● مِنْ أهم مَهام المُفكِّر الحقيقي:
أن يَسْأل الأسْئِلة المُحْرِجَة والمُستَفِزَّة، وأن يُفكِّر باللّامُفكَّر فيه، وأن يقول ما هو عَصيّ على القول.
● الكاتب الحقيقي لا يبحث عن أتباع ومُريدين، بل عن أحرار ومُحرِّرين.
● كيفما تُفكِّرون تكونون!؟
● من أبعد أشكال النقد يَتَمثَّل في النَّقضِ.
● التقدُّم العلمي بمثابة تجسيد لجُموح الخَيال.
● كُلَّما اتّسعت المعرفة ازداد الإدراك حُضورًا، وكلما حضر الإدراك ازدادت الأسئلة إلحاحًا، وكلما حَضَرت الأسئلة ازداد الشك وتَدَاعى اليَقين وتلاشت الحقيقة المطلقة.
● العالِم الحقيقيّ سيزيفيّ بطبعه وديونيزيّ بطبيعتِهِ.
● لا يُمكِن أن يَتَحقَّق الإنتاج الحقيقي دون تَحقُّق الفكر الحقيقي.
● لا بُدّ من مُعايَنَة المعرفة والحقيقة بالعقل والتجربة والتحليل معًا.
● أدوات المعرفة والتحليل لا تقلّ أهمية عن المعرفة ذاتها.
● معرفة الأمس بمثابة ثيولوجيا اليوم، ومعرفة اليوم ستغدو ميثولوجيا الغد!
● ثَمَّة أزمة عميقة وخطيرة بين العلوم والتكنولوجيا، فبعد أن كانت التكنولوجيا وليدًا طبيعيًا للعلوم، باتت مَوْلودًا غير طبيعي للمعرفة العلمية.
● إنّ الذين يعيشون في الاستحداث، ويستخدمون أدوات الحَداثة وتقنِيَّاتها، دون أن يَمرُّوا بحداثة حقيقية عبر نموّ طبيعي، سيبقون يُراوِحون في مُستنقع البِدائيّة والبَداوَة، في الجوهرِ، مهما بَدا غير ذلك في المَظهَرِ.
● التكنولوجيا في جوهرها، وفي كيفية وكمية استخدامها، هي أخطر الأدوات المُعاصِرَة والحديثة في عملية تدجين الإنسان وإحكام السيطرة عليه، لا سيَّما حين تُسيطر عليكَ دون أن تسيطر عليها.
● لا يُمكِن أن تُنتِج المعرفة، إلاَّ إذا كنتَ عارفًا شاملًا وناقدًا للمعرفة ذاتها.
● المفكِّر الحقيقي لا يعتنِق ما يعتقد، ولا يُؤمِن بالفكرة المُسْبَقَة ولا المُطلقَة.
● الأفكار الحيوِيَّة لا تحتاج ولا تبحث عن شرعية شعبية، بل عن عقولٍ وإرادات حُرَّة وحَيَّة.
● الأفكار الكُبرى والقويّة، الإستثنائية والجديدة، عادةً ما لا تُقْرأ في عصرها، وإنْ قُرِأتْ لا تُفْهَم، وإن فُهِمَتْ لا تُقبَل، في عصرها.
● الأفكار الكبرى، لا سيّما الاستثنائية منها، هي المحرِّك الأساس للتاريخ.
● نُخطِئ جدًا حين نعتقِد أننا نملك عقولاً وإرادات بينما نسلك كالقطيع.
● ليس مُجرَّد وجود العقل لدى الانسان ما يُمَيِّزه عن سائر الحيوانات والكائنات، إنما في مدى إعْمال هذا العقل.
● ما يبدو عقلانيًا ومنطقيًا وعلميًا في عصر ما، قد يغدو خُرافة وأساطير وَهمية ماوَرائية في عُصور لاحِقة.
● من أسخَف ما فينا أننا نَشكّ في كل شيء إلاَّ في أصْل الأشياء!
● من تجلِّيات سَخافاتنا أننا نتمسَّك بالنسبية ونُردِّدَها في مواقفنا ولا نعتمدها في مُعتقداتنا.
● فكِّر الى أبعد مَدى، واحيا في أقرب مَدى.
● أفضل طريقة لتنبُّؤ المستقبل هو صناعته.
● عندما تُراوِح مكانكَ ولا تتقدَّم فهذا يعني أنك تَتراجَع.
● كلما تجاهلتَ الخطرَ اقتربَ منكَ أكثر.
● لكي يبقى الإنسان ويرتقي عليه أن يحيا مع الطبيعة وفيها وليس ضدها وخارجها.
● كلما كنتَ أقرب الى الطبيعة والبَساطة، تكون أكثر تَركيبًا وقُربًا من الحياة والحقيقة.
● الأفكار التي تبحث عن شرعية شعبية تفقِد حَيَوِيتها وحياتها، مهما بَدتْ او ادّعتْ تميُّزها أو عِلميتها أو ثَوْريتها.
● الخَطَأ هو الصَّواب المُمْكِن، أمّا الصّواب فهو الخَطأ المُحْتَمَل.
● إذا كان مصدر العقيدَة هو الاعتقاد، فإن كل اعتقاد يجب أن يُوضَع على مَذْبَح الشكّ.
● الإيمان، لا سيّما الأعمى والمَوْروث، ليس دَليلاً على صِحَّة المُعْتَقَد، كما يعتقِد الكثيرون.
● يعتقد الإنسان البشري العادي والآدَميّ، أن بيئتَه ومَوْروثه ومُعتقداته وثقافته هي الأسمى والأرقى، ويَعْجَب من عدم اعتقاد الآخرين بها!
● لا قيمة للحياة وفيها بدون حرية ومعنى وماهِيَّة.
● إذا لم تَتَّسِع وتتعمَّق دوائر الحرية يوميًا، فإنها تَضييق وتتسَطَّح وتَضْمَحِلّ دَوْمًا.
● كُلَّما اتَّسَعتْ وتَنَوَّعتْ دُروب واتجاهات ومواضيع مَسيرتكَ تَتَّسِع مسارات حياتكَ وقيمتها.
● لا مِقياس للزّمان خارج المكان، ولا معنى للمكان خارج الزمان.
● قِياس الوقت يختلف عن قياس الزَّمن.
● من الممكِن حِساب الوقت اليوميّ، لكن من الأصعب قياس الزمن الوُجوديّ.
● الحَدَث هو الذي يَمدّ الزمن بالقيمة والمَكانة، لذلك لا قيمة تاريخية لأي زمن يخلو من أحداث نَوْعية.
● من أخطر مَصادر الخطايا والرّذيلة هي: الخوف والضَّعف والجهل.
● الحياة جميلة، حتى بصِعابها وتحدِّياتها، عندما تكون قويًا وقادِرًا وشُجاعًا، وتَعيسة، حتى برفاهيتها، عندما تكون ضعيفًا وعاجزًا وجبانًا.
● القوة العاقلة والقادِرة والشجاعة هي مِعيار الحياة ومِقياسها، نحو البقاء الأفضل.
● الحياة هي وَهْج واستنفار لا يتوَقَّفان.
● تَتَدَفَّق الحياة في مَجْراها النهريّ دون أن تَعْبأ لهوامش الضِّفاف.
● يتوقَّف وَهْج الحياة حين تتوقف إرادة الحياة.
● لا حَتْمية أبدًا في القوانين والمعرفة العلمية والطبيعية، ولا في المعارف الحياتية والإنسانية، سِوى حتمية واحدة واضحة، الى جانب الحركة وصَيْرورَتها، تتمثَّل في تسارُع خُطوات المسيرة الإنسانية، باضْطِرادٍ، نحو نهايتها!؟
● حين لا يعي الإنسان قيمة وُجوده يخسر مَعْنى وُجوده وماهيَّته.
● إذا كانت الفلسفة الحديثة تعتمِد العلم فيما نعرفه، فإنها تمتاز وتتميَّز عن غيرها من العلوم في سَعْيها الدَّؤوب والمُتواصِل للبحث عمَّا لا نعرفه.
● صحيح أن المعرفة الفلسفية تُغَذِّي التفكير الفلسفي، لكن لا بُدَّ من التمييز بينهما. فالتفكير الفلسفي والإنتاج الفلسفي مَراحِل تتجاوَز المعرفة الفلسفية.
● ليس صُدفة أن تُعالَج جُلَّ الأمراض بأضدادِها ونقيضِها. وما ينطبق في البيولوجيا على الجسدِ ينسَحِب بالضَّرورة على العقل والفكر والنفس، في الفلسفة.
● إن الفلسفة هي البَصيَرة التي تستطيع خلالها فهم كُنْه الحياة ورؤية وِجْهتها٬ بشمولية.
● الفلسفة، في إحدى تجلّياتها، هي فهم العناصر البسيطة في المركَّب ورُؤْية المُركَّب في البسيط.
● إذا كانت الحياة عَبَثية في سَيْرورتها فإنها تحمِل الماهِيَّة في صَيْرورتِها.
● عَجيب أمر الإنسان، كيف يُحَوِّل مَوْروثاته ومُعتقَداته وعاداته وتقاليده وأساطيره الى مُقدَّسات، لا تَحْمِل سوِى قِيَم العَدم والموت!؟
● العادَة والمَوْروث يَحْجِبان الحقائق والمَعاني عن حياة الإنسان.
● الإنسان "الحديث" هو عبد مُعاصِر، أقصى ما يملكه من حرية وَهْمية تقتصِر على حريته في اختيار أسْيادِهِ.
● من أكثر العُصور التي كَتَبَ فيها الانسان هو العصر الرَّاهن. لكن من أسخف ما كُتِبَ، من حيث قيمة الكِتابة، ومن أكثر العُصور التي خَلتْ من كُتّاب حقيقيين، هو العصر الرّاهن ذاته.
● لا يُولَد الناسُ أحرارًا إنما يصنع بعضُهم حُريَّته.
● لا تُمْنَح الحياة بل تُنْتَزَع انتزاعًا، على قاعدة البقاء للأقْدَرِ والأفضل.
● لا يُولد الناس كمُتساوين، وليسوا هم كذلك، وِفقًا لطبيعة وطبائع الوجود والحياة والتاريخ. هذا ما أكده أيضًا علم الوِراثة الحديث، قَبل بُرْهَةٍ من الزمن.
● جوهر الصراع على الأرض وفيها يتمحور ما بين محور العُبودية والموت وبين محور الحرية والحياة.
● في جوهر الحياة وُجود، وفي أساس الوجود مادَّة، وفي مَعنى المادة ماهيّة، وفي قيمَة الماهية تكمُن حَيوِيَّة الحياة وألَقِها.
● على هذه الأرض مَنْ وما لا يستَحِقّ الحياة!
● ليس على هذه الأرض ما ومَنْ يَسْتَحِق الحزن عليه ومنه.
● أسْمى الأهداف هي وَضيعَة ودُونيَّة إذا لم تكن غايتها الكُبرى هي الحياة والحُريَّة.
● يُحِبّ الإنسان البشريّ – العاديّ "الحقيقة" التي تُفيده وتخدِم مَصالحه وقَناعاته ومُعْتَقَداته، لا الحقيقة لِذاتها المَوْضوعية والتي تتجاوز ذاته.
● الإنسان البشريّ – العاديّ عَدوّ لَدود للحقيقة، أو ما ومَنْ يقترب منها.
● كُلَّما اقتربتَ من المعرفة العلمية الحقيقية ابتعدتَ عن الناس العادية والبشرية ومنها.
● في البَسيطِ من الأُمور والأشياء عميقها، وفي عُمْقِها بَساطتها.
● إن إقدام مئات مَلايين الناس على الموقف نفسه، ونفس السلوك والطقوس والعادات والمُعتَقدات والتقاليد، في الجوهر، على مَدار آلاف السنين، لا يعني صِحَّة أو عقلانية هذه المواقف وتلك السلوكيات.
● حقيقة علمية: كُلَّما كان الإنسان مُؤمِنًا ودينيًا وغَيْبيًا وماورائيًا قَلَّ حاجة عقله للطاقة. دون الحاجة للتعليق ولا التعقيب!
● إنَّ الدِّيانات جمعيها، لا سيّما "السماوية" منها، ليست مَصْدَرًا للمعرفة بل موضوع للمعرفة.
● قد أَحترم كلَّ المُؤْمنين، لكن لا يعني هذا أن أحترم إيمانهم بالضَّرورَة.
● الديانات بمثابة "ضَرورة" بَشرية للذين "وُعِدوا" بالحُلول السهلة والسَّريعة، والنتائج "المَضْمونَة".
● يُدير الناس وُجوهم نحو الذين يَعِدونهم بحلول سهلة وسريعة وماوَرائية، ويُدْبِرون عَمَّنْ يعرِضون عليهم العقل والعلم والإرادة الواقعية كحلول إنسانية.
● عندما تَجِد ذاتكَ وتحترمها لا تحتاج عندها الى "الله" وتَبِعَاته.
● إن العلوم أصابت مفهوم "الله" بالصَّميم، فمات المفهوم صَريعًا دون عودة، مهما تواصَل الإيمان به والإقدام عليه ونحوه.
● من حقِّ الدين والديانات أن تكون جُزءًا من السّياق التاريخي والواقع الحياتي للمجتمعات، وهي كذلك للأسف، لكن ليس من حقِّها أن تفرض حُضورها اكراهًا واغتصابًا على واقع وحياة ومُستقبل الإنسانية.
● حَذار من تحويل "الإلحاد"، كرُؤْية وفكر ونهج حياة، الى مَوْروث وطقوس وتقاليد وعقيدة.
● من طبائع الإلحاد انه لا يحتمِل التبشير والوَعيظ، على عكس الإيمان الديني.
● بعض الملحدين السَّطحيين والمَزاجيين يُسيئون للإلحاد أكثر من المُؤمنين الدينيين.
● ليس حُضور الملحِد الحقيقي رَدًّا على مواقف وسُلوكيات الدينيين، من المُؤمنين والمُؤمنات، إنما في نَقضِهِ المُدْرِك والبنيوي للدين والدِّيانات.
● سَعادَة المُؤمن هي سعادة وَهْمية، لأنه يُراوِح في مُسّتَنْقَع الإجابات، بينما سعادة الملحِد حقيقية، لأنه يجتهد ويسبح ويشقى مُستمتعًا في نهر التساؤلات.
● لا شكّ أن أقبح آيات العقل والعلم هي أقرب الى الحياة والإنسان، من أجمل ما جاء في آيات الثيولوجيا والأديان.
● فكرة "الله" وأُحاديّته، من أوائل أفكار الإنسان التي أنْتَجَتْ خُضُوعه لاحتكار الوجود وتحديد مُلكيته، واحتقار الحياة وخَصْخَصَتها.
● إن بعض الفوارق العقائدية والطُقوسية بين الديانات، لا سيّما ما تُسمى السماوية والتوحيدية، لا يجعل بينها تبايُنًا جوهريًا في العَداء للحياة والإنسان والعقل والحرية.
● إن العلوم بصَيْرورتها وانتاجها المعرفي التراكُمي، كَمًّا ونَوْعًا، قتلت فكرة "الله"، بمفهومه الديني والثيولوجي المُطلق، الى الأبد اللانهائي.
● لا شكَّ أن الدّيانات "التوحيدية" (!؟) من أكثر العقائد البَشرية التي أنتجت الفرقة والعَداء والبَغضاء بين الناس في الحياة الأرضية.
● الأديان، كما الله، صناعة بشرية قد تودي بنا الى تهلكة إنسانية.
● إن "الله" الحقيقي لا يحتاج الى رُسُلٍ وديانات وتَعَاليم وطُقوس، لو كان يملك ثقة "الله" بعظمته وحُضورِهِ.
● إذا كان "الله" قد "خَلق" الإنسانَ على شاكلتِهِ، كما تَدَّعي الأديان، فإن "الله" يحتقر الضُّعفاء وَيَنْبُذ الجَبان.
● ازدِراء الإنسان من أخطر وأحقر ما جاء في نُصوص الأديان.
● سُؤال استنكاري: لماذا كُلّما تَقَدَّم العلم واقترب من والى الحقيقة، تزداد الرِدَّة البَشَرية نحو الأديان؟!
● العِلم مُلحد بطبعه وطبيعته، بسيرته وصَيْرورَته، بنتائجه واستنتاجاته.
● ثَمَّة مُلحِدون أساؤوا للإلحاد عندما تعاملوا معه كدين.
● يَسْقُط الملحِد العلمي في فَخّ التَّبشير الديني، حين يُحاكي المُؤمنين والشَّعبوِيين، ويُناقش الرُّعاع والجَهَلَة وأسيادهم المُنتَفِعين.
● إذا كانت الحركة وكان الزمان أزليان أبدِيان، وبكونهما ارتداد لطاقة المادة، إذن فإن المادة أزلية وأبَدية.
● عليكَ أن تُميِّز بين "بني آدم" وإنسان عندما تُعرِّف ذاتكَ. فالفوارق جَذريةَ حَدّ التناقض في الأصل والمعنى وفي التعريف والماهيّة، فالتعريف الأول ثيولوجي إيماني خُرافي أما الثاني فهو علمي طبيعي واقعي.
● الشعوب والثقافات التي تعتقِد أنها تملك الحقيقة المُطلقة، إنما هي في الحقيقة تُراوِح خارج التاريخ، وعلى ضِفاف مَزابله، وفي عُمْق التّهلكة.
● لا شَكَّ أن الإنسان المُتأقْلِم لِما هو قائم وسائِد، إنما هو في الحقيقة شاة في إطار قَطيع، ولا معنى لوجوده ولا جَدْوى منه وفيه.
● التاريخ هو أحد أخطر وأكثر أشكال "العلوم" كذبًا وتَضْليلاً، ولا يُمْكِن اعتماده كمصدرٍ وحيدٍ للحقيقة.
● جُلّ ما وصلنا من التاريخ ما هو في حقيقته وجوهره سِوى مجموعة بِدَع وهَرْطقات، كتبها مُنتصِرون واهِمون أو مَهزومون مَأزومون.
● كما أن مُعظم صفحات التاريخ كتبها المُنتصِرون والأقوياء، وِفق مصالحهم، كذلك فإن بعض صفحات التاريخ كتبها المهزومون والضعفاء، وِفق بُؤسهم!؟
● يتحرّك التاريخ بطريقة لامُتناهية٬ لذلك لا نهاية للتاريخ.
● لا تدرس التاريخ وحَيْثيّاته أنما مَنطق حَركاته.
● التاريخ الإنساني مُجرَّد لحظة في الزمن الوُجوديّ.
● قد يكون المنطق في المعرفة إنما يَكْمُن، على الأرجَح، خارج إطار المَناهج المُتَدَاوَلة، لا سيّما خارج المَنظومات التعليمية والأكاديمية.
● يَبدو أن الحالة الإنسانية الرَّاهنة ما هي سِوى لحظة عابرة في الوُجود الكَوْنيّ.
● قد يبدو للوهلة الأُولى أن الكَوْنَ بكُلَّيته ثابت، لبُطء حركته ومُتَغيِّراته، لكنه سريع الحركة الكُليّة ومُتغيّراته الوجودية، بمبدأ قوانين حركته، حين تعرفه وتنظر إليه من خارج مَنظومته.
● ثمَّة من يعتمِد فقط البُعد الطبقي والخلفيات الاقتصادية – المادية لحركة التاريخ والمجتمعات، وهو أعْوَر، وتمَّة من لا يرى أبدًا هذه الأبعاد في أي تحليل، وهو كذلك أعْوَر.
● ثَمَّة مَنْ يعتقِد أن افتعال الضَّجيج حوله قد يُثير الأنظار إليه، وسُرعان ما يكتشِف أن تلك "النظرات" مُجَرَّد وَمْضَة عابِرَة، أو رَصاصة قاتِلة.
● الشُّهرة تبحث عن أتباع ومُعْجَبين، أما العَظَمَة فتبحث عن أحرارٍ وناقِدين.
● الشُّهرة ليست مِقياسًا أو مِعيارًا للقيمة أو القامة.
● الشُّهرة بمثابة الحَيِّز الذي تتآكل فيه حُرية الحُرّ.
● الشُّهرة؟! لماذا وكيف ومن أجل ماذا؟!
● لماذا الشُّهرة وما حاجتها في عالمٍ أقرب الى العَدَم منه الى المعنى؟!
● لولا الموسيقى لانتشَر الضَّجيج في كلِّ أزِقَّة حياتنا.
● الموسيقى هي آخر ما تبقَّى لنا من مَعانٍ.
● ليس ثَمَّة ما هو أكثر صَفاءً وتركيبًا، نَقَاءً وتعقيدًا، قُوَّة ونُعومَةً، من موسيقى وأنغام بيتهوڤن.
● صوت فيروز هو وطن مُختار، وصُداح باڤاروتي مَدى بلا جِدار، وإيقاع بيتهوڤن أُفُق يتجاوز كل سِوار.
● إنَّ دُور الاُوبرا، التي باتت بمعظمها مَنصَّة لفنون الرُّعاع ورُعاع الفنون، إنما غَدَت في الحقيقة مَقبرة للموسيقى والفُنون.
● لولا الفنون لضاعَ الإنسان في غَياهب التّيه.
● المثقَّف الحقيقي– المثقَّف الجَرَّاح - هو مَنْ يرفُض أن يقيسَ مواقفه وكلامه بميزان المجتمع.
● حِساب الكمّ يلغي حساب النَّوْع. كما أن حِساب المواقع يلغي حساب المواقف!
● إن الذَّاكرة التي تنظر الى الماضي فقط إنما هي ذاكرة عَوْراء وسَجينَة.
● لا "مَدَنيَّة" في مجتمعات التخلُّف والرّجعية، مهما بَلغ مالها وسُكّانها أو ارتفع عُمْرانها.
● كلّ ما ومَنْ يحضر بسرعة يَغيب بسرعة.
● كل ما ومَنْ هو وَظيفيّ وأداتيّ إنما هو آنوِيّ عابِر، بالضَّرورَة.
● حين يتلعثم الفكر العِلمي والمادي، أو يضعف ويخاف، تَسْطو الغَوْغَائية على المَشْهَد الإنساني.
● غالبًا ما يلتقي الجاهل والمتعلِّم عند مُفْتَرَق الضَّعف والخَوف.
● الجهل من أخطر مُركِّبات ومُسبِّبات الضعف والخَوف.
● القوَّة تَمنحكَ الفُرصة لأن تَرى الحقيقة وتُجَسّدها من أوسع زاوية مُمْكِنَة، إذا ما انصهرتْ بالوعي والإدراك والحقِّ والشجاعَة.
● لا شكّ أنكَ لا تختار ميلادك، لا من حيث الزمان ولا المكان، لكنك قادر على اختيار حياتك، من حيث القيمة والماهِيَّة، إذا ما كُنتَ إنسانًا حُرًّا وإراديًا.
● الثابت الوحيد هو الحركة الدَّائمة، والمُتَحوِّل الأوحد هو مَسار التغيير والإرتقاء.
● التغيير الذي لا يُؤدي الى تطوّر وتقدم وارتقاء إنما هو تبديل ومُراوَحَة وهراء.
● من المهم أن تُدرِك بماذا تُفَكِّر، لكن الأهم كيف تُفكِّر.
● ما نحن سوى أصْفار في أسْفار الوجود والحياة.
● من شيء وُجِدْنا ونحو العَدَم نَتَّجِه.
● العناد الأعظم هو ذلك العناد الذي تستطيع من خلاله التحرُّر مِمَّا ومِمَّنْ تُحِب، ومِمَّا تحتاج إليه وترغب بِهِ.
● الإفراط في التَّرويج هو مَسّ بالمعنى.كما أن المُغالاة في التَّسويق ضرب للقيمة.
● حين يقوم الآخر باحتكار ما تُريد وما تحتاج إليه يعني أنه يتعامل معكَ بإحتقار.
● كُلٌّ مِنا يرى الطقس كيفما يَشاء هَواهُ.
● الجَبان لا ولن يتوقف عن الخوف، لا سيّما عندما يغدو الخوف أيديولوجيا الجَبان.
● الهروب لا يُوَلِّد سِوى مَزيدٍ من الهروب. والمواجَهَة هي هي الحلّ والمنجاة.
● تنظر المطرقةُ الى مُعظَم الأشياء كمَسَامير!
● ليس الإنسان أرقى الكائنات وليس الحيوان أدْناها.
● حين ننظر الى الكون بمِخيال علميّ واحتمالات علمية، قد نرى عندها كَمْ هي هُوياتنا وانتماءاتنا وصِراعاتنا بائسَة وَوَضِيعة ودُونيَّة.
● الغايَة تُحَدِّد الوَسيلة، في المعنى والمَجاز!؟
● ثَمَّة مُجتمعات ومَجموعات بشرية يتصرَّف أفرادها فيما بينهم - داخليًا كالذِّئاب، بينما يسلكون تجاه الآخرين والأعداء - خارجيًا كالكِلاب.
● هل الوجود والحياة حَقَيقيان أمْ مجرّد ظِلال وَتَمظهُر. سؤال ما زال مفتوحًا!؟
● كُلّما زاد التواصُل والإتصال ارتفعَ احتمال الإنفصال.
● الثقافة البَشرية الإيمانية هي مجموعة من القصص والخُرافات المُتخيَّلة والمنقولة والمَوْروثة،حتى غَدت مجموعة عقائد وَهْمية ومُميتة.
● "إكرام الميِّت دفنه". هذا ما يَنْسَحب على العديد من النصوص والثقافات المُميتة!
● المَفاهيم المُلتَبِسَة تُؤدي بالضَّروَرة الى أفكار واستنتاجات مُلْتَبِسَة.
● فوضى الدَّلالات السِّيميائية تعكس بالضَّرورة بُؤس الثقافات الدونيَّة.
● ليس صُدفة أن المعنى الحقيقي للغَرام هو العذاب الشَّديد!؟
● المفَاصِل تُحَدِّد ماهية التفاصيل، والتفاصيل إذا ما طَفَتْ قد تمحو معالِم المفاصِل.
● كلما كنت أكثر قابلية للاستيعاب والفَهم تكون أكثر قُدرة على التجلّي والحُضور الطبيعي.
الإنسان "التكنولوجي" هو إنسان ذو بُعد واحد وأُحادي، يفتقد الى أي لِذَّة أو سعادة، فنية منها وحتى جنسية، مهما بَدا عكس ذلك.
ما أوْضعهم وما أدْناهم من " أحياء "!؟
//ذاتيَّات (غير شخصية):
إذا كان موت الجسد حَتْمِيَّة، فأُفَضِّله حَرْقًا احتفاليا واحتفائيًّا على شاطئ البحر، وذَرّ الرَّماد في زَبَدِ الأمواج.
شباط – فبراير 2020
حيفا
إضافة تعقيب